عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2003, 02:18 PM   #4
مساعد
اللهم لك الحمد والشكر
 
تاريخ التسجيل: May 2002
المشاركات: 125

 
افتراضي الاتصالات: 600مليون ريال هل طارت في الهواء؟

ما الذي يحدث في شركة الاتصالات..
انهم يتجهون لإلغاء عقد وتخفيض آخر، وقيمة العقدين مجتمعة تتجاوز 600مليون ريال.. والإلغاء والتخفيض مردهما أن الفائدة لم تتحقق من عقد "الشعار وثقافة المنظمة" وأيضاً من عقد إعادة الهيكلة، وهكذا، الذي يعنيه هذا الوضع هو ان "600" مليون ريال أنفقت بغير مكانها وكأنها طارت في الهواء!!
إننا نفهم أهمية إيجاد "ثقافة جديدة" للشركة خصوصاً انها في مرحلة تحول من طبيعة العمل الحكومي إلى التجاري، وأيضاً نفهم مدى أهمية إعادة الهيكلة للشركة بحيث تطور وتحدث أساليب العمل والاجراءات حتى تستجيب للتحول، ولكن السؤال المهم لماذا لم يتحقق هذان الجانبان المهمان رغم إنفاق هذه المبالغ الضخمة؟ هل الشركات الاستشارية فشلت في المهمة أم أن قناعات القيادات الإدارية تغيرت أم السبب يعود لعدم قناعة الموظفين بهذا التغير؟ .. هذه أسئلة منطقية يفترض أن تطرح للحوار الموضوعي.
إن تأخر إعادة الهيكلة وعدم وفاء الشركة بإحداث التغييرات الأساسية في الرواتب والمميزات حتى تطورت الأمور إلى شكوى مرفوعة في "ديوان المظالم" من قبل الموظفين، هذه بحد ذاتها كافية لإشاعة مناخ لـ "ثقافة الإحباط" في الشركة، فالموظف الذي يرى أن شركته لم تلب احتياجاته الأساسية، كيف له أن يتقارب ويتطابق ويؤمن برسالة وأهداف الشركة التي يعمل بها؟
وفي بدهيات أدبيات برامج التدريب الموجهة داخل المنظمات هناك ما يعرف بـ "تحليل الاحتياج في المنظمة" لمعرفة مدى قابليتها، إدارة وموظفين، للتجاوب مع أهداف ومتطلبات التغيير، وهذا ضروري قبل إجازة برامج التدريب أو رسم الصورة الذهنية و"ثقافة المنظمة" ولو ان مجلس إدارة شركة الاتصالات أجرى مثل هذا التحليل لوجد ان توقيع عقود بأكثر من "600" مليون ريال ستكون بدون جدوى نظرا لتضارب أهداف البرامج مع أهداف الموظفين في المنظمة وهذا ما حدث في شركة الاتصالات.
فمنذ الأشهر الأولى كانت آراء الموظفين معروفة إزاء الشركة بعد تأخر صرف المميزات وتعديل سلم الرواتب، وبوادر ثقافة الإحباط تطورت منذ تلك الحقبة وربما هذا هو الذي ساهم في كثرة مشاكل الشركة وضعف الدافعية للعمل وتردي أوضاع الخدمة في المنافذ التي تستقبل المشتركين، والحقيقة ان الموظفين لا يلامون، فكيف يقال لهم أنكم تعملون في بيئة القطاع الخاص وياطلبون بالعمل طبقا للتصورات الجديدة بدون تعديل حقيقي في أوضاعهم المادية والمعنوية.
شركة الاتصالات يبدو أنها مازالت تائهة في توجهاتها الإدارية ولا تعرف أي طريق تسلك والحيوية المالية والمرونة الإدارية لم تأخذها لتكون أداة فاعلة في تخصيص قطاع الاتصالات وستبقى الشركة في حالة التردي الإداري والفراغ القيادي.. وعلينا الصبر والانتظار.
مقال للدكتور عبدالوهاب الفايز
مساعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس