عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2009, 06:37 PM   #11
alkaan
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 10,651

 
افتراضي

الأحد 15 شوال 1430هـ - 04 أكتوبر2009م

استشاريو "الخسائر"!!




رائد برقاوي

تقاضت الشركات الاستشارية الأجنبية في السنوات الماضية أي في سنوات الطفرة مئات الملايين من الدولارات من شركات المنطقة بشقيها الخاص والحكومي لإعداد دراسات الجدوى وتقديم الاستشارات المالية والادارية، والنتيجة ماذا؟

الأزمة العالمية كشفت من بين ما كشفت “أكذوبة” الشركات الاستشارية الأجنبية، حيث بدا واضحاً من حجم الخسائر التي لحقت بشركاتنا في منطقة الخليج، ان شركاتها الاستشارية تحتاج إلى من تستشيره، وإلا فكيف تكبدت استثماراتنا ما تكبدته من خسائر في الخارج والداخل معاً .
استشارات تلك الشركات لم تؤتِ ثمارها، وفوائدها لم تعم سوى الشركات نفسها على شكل فواتير بعشرات الملايين كانت تدفعها الشركات الإماراتية والخليجية بشكل عام مقابل ختم وتوقيع يرفقان في بداية الدراسة، أما المضمون فقد تبين وبشكل واضح أنه لا يمت للواقع بشيء سوى رغبة طالب الدارسة باطلاق المشروع وتمريره بأي وسيلة.

ما أصاب العالم من أزمة لم يكن في علم الغيب أي انه لم يكن وليد اللحظة بل كانت هناك مقدمات واشارات تدل على وجود تشوه في الاقتصاد العالمي يتطلب الحذر، فأين كانت جيوش المستشارين المحيطة بمؤسساتنا الوطنية، و”الملتصقة” برؤسائها التنفيذيين لا تفارقها حتى في طائراتها الخاصة؟

ولماذا استمرت أموال المنطقة في التدفق على الخارج على شكل صفقات عقارية واستحواذات في الشرق والغرب بمليارات الدولارات دون أي “رقيب أو حسيب” من قبل “عباقرة” المكاتب الاستشارية الذين يفترض أن يقدموا الرأي الصائب والمشورة المناسبة بدل أن يتحولوا إلى ظاهرة تباهٍ في المجالس والنوادي والصالونات.

الاستشاريون يتحملون جزءاً كبيراً مما أصاب شركاتنا من تداعيات الأزمة، إما لأنهم لم يقدموا “النصح الصحيح” كونهم لا يعرفون تقديمه أصلاً وهو ما يعني أنهم ليسوا استشاريين بل هم “أكذوبة”، أو لأن استشاراتهم كانت كما يرغب ويتمنى من كلفهم بها، ما يجعلهم “خائني أمانة”.

لا نريد ان نجلد أنفسنا على أخطاء ارتكبناها، وساعدنا على ارتكابها استشاريون بدا أن لا هدف لهم سوى الربح على حساب أي شيء بما في ذلك القيم والمبادئ، ولكن علينا اعادة ترتيب أوراقنا بما فيها النظر إلى من قدم إلينا استشارات “الخسائر”.

* نقلاً عن جريدة "الخليج" الاماراتية.
alkaan غير متواجد حالياً