عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2009, 06:17 AM   #16
سعد الجهلاني
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 52,139

 
افتراضي

العمالة السائبة والعمالة العاملة

عبدالله الحميضي

تمتلئ الشوارع والمدن والقرى بالعمالة السائبة اي الذين ليس لديهم عمل لدى كفلائهم وانما يبحثون عن الأعمال في كل وقت يمرون عليك بالمكتب وبالمؤسسة في الصباح والمساء ليجدوا عندك أو عند صديقك أو من تعرفه أي عمل.. واذا ما اتيح له عمل فإنه يلجأ إلى أساليب مختلفة كالسرقة وصنع الخمر المحرم والبغاء بأنواعه وأشكاله.. إن لدينا بالمملكة عمالة سائبة من جميع الجنسيات ومن أغلب الدول إنهم حمل كبير على المستهلك من الماء والكهرباء والغذاء أما العمالة العاملة في كل متجر وفي كل معرض في الأسواق العامة هم الذين يبيعون في الملابس وفي المواد الغذائية والأدوات الكهربائية وادوات السباكة وادوات البناء والحديد والألمنيوم وغيرها. إنك لاتجد سعوديا واحداً في أي محل.. وهذا يدل على غياب كامل من وزارة العمل.. إنك لا تجد في المكاتب العقارية وفي مكاتب الخدمات ولا غيرها إلا العمالة غير السعودية.
في يوم من الأيام حضرت إلى مكتبي ووجدت عمالة مكونة من ستة أفراد ينتظرون عند باب المكتب فاستغربت منهم وسألتهم ماذا لديهم ومن تنتظرون فأجابوا ننتظر المكتب الذي أمامك متى يفتح؟. ثم سألتهم لماذا تسألون عنه قالوا إنه كفيلنا.. قلت لهم ليس لديه أعمال بهذا الحجم قالوا إنه يكفل مائة وخمسين شخصا منهم الحلاق والكهربائي والبناء والصباغ والحداد والتجار وغيرهم ليس لديه عمل لهم وإنما يأخذ من كل واحد ثلاثمائة ريال شهريا ويتولى عمل إقاماتهم وتجديدها وجوازاتهم وإنهاء إجراءاتها سواء من الجوازات أو من السفارات.
فاستغرب كل هذا فأين السعودة وأين التدريب المهني على مثل هذه المهن.. ولماذا لا يدرب السعودي على الحلاقة وعلى السباكة وعمل الكهرباء والبناء والحدادة والصبغ وغيرها ؟ من اصناف المهن لكي نحمي أعمالنا واقتصادنا ونكون ملتزمين ببناء وطننا وحمايته من العابثين في أعماله ونصنع جيلا عاملا يتقن كل مهنة ويعرف كل عمل حتى لايكون خاملا واتكاليا على غيره. إن التدريب العملي على المهن والأعمال يعطي الوطن كفاءات من جميع التخصصات ولايكتفي بالدراسات النظرية دون تطبيق وتدريب. ان الورش والمؤسسات والشركات مليئة بغير السعوديين من فنيين وإداريين ومقاولين. إن بعض المقاولين إذا أخذ مشروعا رسا عليه استقدم من العمالة ما يكفي هذا المشروع من الايدي العاملة واذا انتهى المشروع وسلمه أبقى الايدي العاملة دون تسفيرهم ثم جعلهم يعملون على حسابهم مقابل ان يعطي له كل شخص مائتي ريال والبعض ثلاثمائة ريال شهريا.
إن بعض المقاولين لديه من الفيز ثلاثة الاف والبعض أربعة الاف لمن لديه اعمال كبيرة ومشاريع ضخمة.
ان وطننا بحاجة سريعة الى النظر في وضع هذه العمالة وتلك وتسفيرهم الى بلدانهم وابقاء الذين يستفاد منهم في مشاريع قائمة. إنك لتخجل اذا ما دخلت السوق ورأيت ان العاملين في جميع المتاجر والمعارض من غير السعوديين فأين السعودة؟ وأين السعوديون من معارض السيارات؟ ومعارض الالكترونيات والمعارض بانواعها؟ لا تجد فيها سعوديا واحدا بل الاسم فقط.. وياليت المسئولون في وزارة العمل ووزارة التجارة يرون بأنفسهم الواقع المرير... والله الموفق.
سعد الجهلاني غير متواجد حالياً