الواجب على كل مسلم وعلى كل طالب العلم بالأخص أن يتقي الله، وأن لا يفتي إلا بعلم؛ لأن الفتوى بغير علم شرها عظيم وعواقبها وخيمة، وذلك مخالف للنص القرآني في قوله جل وعلا: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33)، فجعل القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك؛ لما يترتب على قوله على الله بغير علم من الشر العظيم والعواقب والخيمة، وتحليل الحرام وتحريم الحلال، فيجب الحذر، وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (_يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة 168-169) فجعل القول على الله بغير علم مما يأمر به الشيطان، والشيطان لا يأمر إلا بالشر والفساد، فيجب الحذر. ولا يخفى على كل ذي لب ما يترتب على الفتوى بغير علم من المفاسد الكثيرة ومن تحليل الحرام وتحريم الحلال، وإيقاع الناس في مشاكل كثيرة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
|