عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2011, 06:59 AM   #19
يد النجر
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 15,043

 
افتراضي

بموضوعية
العواطف والرغبات لا تحميان البورصات
راشد محمد الفوزان

حين تحدث الأزمات الاقتصادية أو المالية فإن أول الحلول تأتي سريعة وتكون بمجملها عاطفية وغير مبنية على أسس عقلانية أو علمية أو دراية كافية ومحيطة لكل الظروف. أتذكر خلال أزمة السوق السعودي للأسهم وانهيار فبراير 2006 خروج الكثير من المحللين وبعض رؤساء الشركات وبصوت واحد " بعدم البيع " أي أن البيع سيوقف النزيف والتراجع للأسعار, ولكن ماذا حدث بعدها ؟ استمرار التراجع والانهيار وفقدت الأسعار قيمها بنسب مختلفة ولكن أقلها كان 50% في ذلك الوقت, وقليل جدا من الشركات التي رجعت لمستوياتها السعرية الآن قد لا تتجاوز اليد الواحدة, وبقيت شركات فاقدة ما يقارب 80% من قيمتها إلى اليوم , وبعض الشركات استقرت عند أسعار عادلة وجيدة ومقبولة , إذا ما الذي يحكم قوة تماسك السوق ككل والبورصة هل هو السعر المستحق للسهم أم المضاربين أو البيع والشراء اليومي أو قوى أخرى ؟ سؤال عريض وكبير يحتاج كما هائلا من التفصيل, وسأوجز ما يمكن لي أن اقوله هنا. الأسواق قد تتراجع بحدة, وتفقد قيما قد تصل إلى 90% أو 80% ولنفرض أن معظم شركات السوق وجلها, السؤال من هي الشركة أو الشركات التي تستعيد قوتها بسرعة كبيرة وتستقر عند قيمها المقبولة والمعقولة ؟ لن يعود إلا الشركات ذات الربحية والنمو والإدارة الجيدة, ثلاث متغيرات أساسية هي من يفرض قوة أي سهم أو حتى سوق بكاملة, ولكن السيء الذي نشهده أن نجد شركات مبالغ بأسعارها جدا وتراجعت وصححت مع تصحيح السوق, ولكن لم تعد لأسعارها السابقة, ويظن كثير من المتداولين والمتعاملين أن عليها الرجوع إلى الأسعار السابقة, وهذا غير صحيح وكلام عاطفي جملة وتفصيلا, فلا يجب المقارنة أو الربط بين الرغبة الشخصية أو بكم اشتريت السهم لكي يعود لسابق سعره, فهل سألت عن قيمته المستحقة الفعلية وأين سعره الآن ؟ يجب أن نقر أن التراجعات في الأسواق " أي أسواق " تخلق فرصا كبيرة للشراء والاستثمار ( وحتى البيع والعودة للشراء وفق توقيت محدد ) ولكن عند أي شركات هنا أهم سؤال ؟ أولا يجب معرفة كم السعر العادل والمستحق ماليا لأي شركة مراد شراؤها, من هم " البورد " وإدارة الشركة وسياستهم, النمو , الربح وسياسة التوزيع , حقوق المساهمين والنمو بها , القطاع أين يقف , حين تقرأ وتحلل هذه المؤشرات ووجدت سعر السهم " أيا كان " تنطبق عليه شروط الشراء الاستثماري بأن انخفض بأقل من قيمته العادلة وأنه فرصة كبيرة هنا يأتي قرار المستثمر المفكر والذكي وصاحب النظرة البعيدة, وأدرك أن وقتها يكون قد أمتلأ خوفا ورعبا من أسباب تراجع وهبوط السوق أو الأسواق الأخرى , ولكن هي مخاطرة " محسوبة " ومقدرة , ويجب أن يكون بكامل الجرأة والقدة لاتخاذ القرار, وإلا كيف يكون هناك أثرياء وتنمو ثرواتهم بالأسواق المالية وآخرين يخرجون من الأبواب الخلفية وغارقين في المديونيات.

في النهاية أصل إلى أن الأسواق يدعمها اللاعبون الرئيسيون عدى ذلك مؤقت وعاطفي ولا يبنى عليه, فلا تحمي الأسواق الدعوات والمناشدات والرغبات بقدر القوة الكامنة من السوق نفسه وجاذبيته للمستثمرين الذين هم حاضرون ولا يغيبون وقت الفرص الذهبية, ولكنهم قلة القلة. وآدم سميث يؤمن بالأيدي الخفية بالاقتصاد, ومؤمن أن الأيدي الخفية في البورصات بيد الصناع والمستثمرين لا غيرهم.
يد النجر غير متواجد حالياً