عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2003, 08:37 PM   #5
ابوفهد
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2002
المشاركات: 4,498

 
افتراضي

رفع العقوبات عن العراق يغير شكل سوق النفط

يؤدي احتمال رفع العقوبات التي تعرقل التجارة النفطية العراقية الى تغيير المعطيات الى حد كبير بالنسبة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي تعقد اجتماعا الخميس المقبل في فيينا لبحث خفض الانتاج.

ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء الى رفع العقوبات عن العراق قائلا ان "العراق تحرر الآن وعلى الامم المتحدة رفع العقوبات عن هذا البلد".

وستقترح الولايات المتحدة على مجلس الامن الدولي انهاء برنامج "النفط مقابل الغذاء" لافساح المجال امام العراق لبيع نفطه بحرية في السوق الدولية.

من جهته اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك الخميس في اثينا ان "رفع العقوبات هدف نسعى اليه منذ فترة طويلة والآن يعود بالطبع الى الامم المتحدة تحديد طرق رفعها".

وافاد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الخميس في تصريح اوردته وكالة "انترفاكس" للانباء ان رفع العقوبات عن العراق كما تطالب به واشنطن لا يمكن ان يتم تلقائيا.

وقال ايفانوف ان "هذا القرار لا يمكن ان يكون تلقائيا وهو يتطلب توافر الشروط المدرجة في القرارات ذات صلة الصادرة عن مجلس الامن الدولي بشأن العراق" ملمحا بذلك الى ضرورة استئناف الامم المتحدة عمليات التفتيش عن الاسلحة.

واضاف "من الضروري من اجل اتخاذ هذا القرار، التحقق مما اذا كان هناك اسلحة دمار شامل في العراق ام لا".

ولكن محللين يرون ان هذه التصريحات هي وسيلة روسية للبقاء في الصورة والحصول على شيء من المكاسب النفطية في الوقت الذي تستعد فيه الشركات الاميركية لاخذ حصة الاسد من العقود النفطية العراقية.

وفي هذا الوقت، دعي موظفو الحقول النفطية في كركوك، وهي بين الاكبر في البلاد، الى العودة للعمل اعتبارا من السبت لاستئناف عملية انتاج النفط المتوقعة في الاسابيع المقبلة.

ورأى بيار تيرزيان مدير مجلة "بتروستراتيجي" المتخصصة ان مبادرة الرئيس الفرنسي هذا الاسبوع للاتصال بنظيره الاميركي بعد شهرين من الفتور لا تترك مجالا للشك. وقال ان "مشادة في مجلس الامن اصبحت مستبعدة الان. اذا كان شيراك هو المتصل فذلك يعني انه قال «فلنتصالح»".

واضاف "اذا تم التصويت الاسبوع المقبل على القرار فان اولى البراميل يمكن ان تنتج مطلع ايار/مايو".

وذكر بان آبار النفط العراقية لم تتضرر من جراء الحرب. وقال "يمكن استئناف الانتاج سريعا. سيشكل ذلك تصاعدا بوتيرة تدريجية، اعتقد انه خلال شهر ونصف الشهر، يمكن ان يصل الانتاج الى 2.4 مليون برميل في اليوم، وهي قدرة الانتاج التي كانت قائمة قبل الحرب".

وفي ما يتعلق بالصادرات، فانها يمكن ان تستأنف ايضا عند تسوية مشكلة وثائق التعبئة. وهناك 1.5 مليون طن من النفط مجمدة في 12 حوضا بميناء جيهان في شرق المتوسط بسبب عدم وجود وثائق رسمية.

وهذا السيناريو بالانفراج السريع يغير المعطيات بالنسبة لاعضاء اوبك لكنه قد لا يكون كافيا لحلحلة الوضع المعقد تقريبا خلال اجتماع الخميس المقبل.

ورأى بيار تيرزيان انه "سيتم تبديد الشكوك، سيعرفون الان ان عودة النفط العراقي ستكون فورية عمليا بعد التصويت على القرار. والا فانهم كانوا سيجتمعون في 24 الجاري وسط تساؤلات حول موعد بروز هذه المشكلة".

لكن النفط العراقي قد ياتي ليضاف الى سوق تشهد "فائضا في الانتاج" اساسا على حد قول وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانة.

وقال انه "في حال رفعت العقوبات، يمكن ان يصل انتاج العراق في غضون سنة الى 3.5 مليون برميل (..) مما سيطرح مشاكل في السوق على المدى المتوسط والبعيد".

وتبقى مسالة هوية السلطات النفطية العراقية المستقبلية وموقفها حيال اوبك ونظامها الالزامي باعتماد الحصص.

وقال مهدي فارزي المحلل في "دريسدنر كلينورت واسيرشتاين" في لندن ان "سياسة اوبك اصبحت فجأة اكثر تعقيدا لانه على مدى 12 عاما كانت تعرف ماذا تنتظر من العراق. والان ندخل عصرا جديدا ومختلفا. سيكون على اوبك في احد الاوقات ان تعكف على مسالة عودة العراق الى نظام الحصص".

واضاف "من المبكر جدا الحديث عن ذلك، لكن اعتقد ان اوبك مدركة بان العراق سيحاول زيادة قدرته الانتاجية قدر الامكان".

وتبدو الولايات المتحدة في وضع المستفيد الاول من كل ذلك.

فالنفط العراقي سيعود الى الاسواق برعاية الشركات الاميركية التي تتسابق لحجز حصتها في انتاجه. وفي ذات الوقت فان كميات النفط العراقي ستدفع بالاسعار الى الانخفاض بسبب كثرة المعروض.

كما ان السيطرة الاميركية على الاحتياطي النفطي العراقي يجعلها في وضع اقوى في اية مفاوضات تجريها شركاتها مع حكومات الدول النفطية وخصوصا السعودية التي ترددت في التوقيع على عقود الاستثمار مع الشركات الاميركية بهدف الحصول على شروط افضل.
ابوفهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس