[hot_line]

يتباهى الفلاح الهولندي منذ القدم بامتلاكه لأجود سلالات الابقار . ويتباهى ايضا بوجود افضل انواع الحليب لديه . والبقرة الهولندية تعطي من الحليب اكثر من مثيلاتها في باقي دول العالم . وتدر مابين 40 الى 50 لترا من الحليب في اليوم .



. من هنا جاءت شهرة الجبن الهولندي ومعها ايضا جاءت شهرة سوق عرض وبيع الجبن في مدينة «الكمار» التي تبعد نحو 20 كم من العاصمة امستردام. والسوق ينعقد صباح كل يوم جمعة لمدة ساعتين . للفترة من مطلع ابريل وحتى سبتمبر سنويا





يتمتع سوق «الكمار» بشهرة كبيرة ليس فقط على مستوى هولندا بل على مستوى اوروبا بأسرها المئات من السياح من جنسيات مختلفة يتجمعون حول المكان المخصص للسوق، في احد اوسع الميادين وسط المدينة. ولن يحتاج السائح الى بذل جهد يذكر للوصول الى مكان السوق، فالجميع يعرفه. ويتدفق منذ الصباح الباكر كل يوم جمعة مجموعات و افراد لحجز اماكن يستطيعون منها مشاهدة العرض الذي لم تتغير طقوسه منذ ما يقرب من 100 عام



. ومع انطلاق العرض يشاهد العمال وهم يقومون بنقل انواع الجبن على الواح خشبية يحملها شخصان بالطريقة التقليدية ولباسهم الابيض المميز. و هناك عمال يحملون الجبن على الواح خشبية تحمل خضراء وآخرون على الواح خشبية زرقاء وأخرى برتقالية ورابعة حمراء




أبو الجبن
ويشرف على الحركة داخل السوق شخص يدعى «ابو الجبن» والذي حصل على هذا اللقب خلال
عملية انتخاب كل سنتين .



ويصاحب عملية العرض والبيع شرح للانواع المختلفة من الجبن. وتقوم بذلك سيدة هولندية تعمل في المكتب السياحي التابع لسوق الجبن في «الكمار»، وذلك باكثر من لغة، منها الهولندية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، لتسهيل الامور على السياح الموجودين في المكان .



الخبرة وتحديد الأسعار

ومن المناظر التي يحرص السياح على تســــجيلها عملية تحديد مدى جــــــودة الجبن المعــــروض في السوق، التي يقـوم بها 4 او 5 اشـــخاص متخصصين في هذا المجال، حيث يلجأ البعض منهم الى تقطيع قرص الجبن المعـــروض الى نصـــــفين ويتأكد منه اذا ما كان فيه عروق ام لا، ومــــن خلال المذاق او الرائحة او اللمس يستطيع ان يحدد مدى جودة النوع المعروض مـــن الجبن وبنــــاء على ذلك يتم تحـــديد السعر.



أرقام
وحسب الارقام فان مبيعات الســــــوق مــــــن الجبن اســــــبوعيا تزيــد عن 40 طنا والناتج السنوي للمنطقة بصفة عامة يصـــــل الى ما يقرب مـــــن 300 مليون كيلوجرام في العام. وتصدر كميات كبيرة منه الى المانيا والولايات المتحدة الأميركية وبلجيكا وأسبانيا ودول اخرى، بعد ان تغطى احتياجات السوق الهولندي من الجبن .



. وبعد انتهاء عملية العرض تكون شهية السياح قد انفتحت وسال اللعاب على قطعة من الجبن، ويتدفقون في طوابير على بائعي الجبن الهولندي بأنواعه المختلفة المنتشرين في جنبات السوق او المحلات التجارية المحيطة به لشراء مايحتاجونه





. وقبل مغادرة المكان يذهب البعض منهم الى متحف سوق الجبن الموجود على بعد امتار قليلة، والذي يضم صورا فوتوغرافية قديمة وشريط فيديو يتم عرضه باستمرار يوضح المشهد الذي كان عليه السوق منذ عشرات السنين ولم يتغير حتى الآن




أحد مصانع الجبن في الكمار