عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2008, 04:20 PM   #92
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

ارتفاع أسعار الذهب يدفع سعوديات إلى بيع الحلي بعد الزفاف


غلاء أسعار الذهب دفع الكثيرين لتغيير العادات الاجتماعية المتبعة في الزواج

الرياض، أبها، جازان، القاهرة: ماجدة عبدالعزيز، نادية الفواز، خالد جعوني، سلطان عسيري، هاني زايد

تسبب غلاء أسعار الذهب عالميا ومحليا في تغيير بعض عادات الزواج في الدول العربية، ونظرا لأن شراء الذهب أحد العادات المهمة التي تحرص عليها الأسر العربية، في حفلات الزواج، بل هي شرط أساسي للزواج - لجأ الكثير من الأسر إلى أساليب مختلفة للتغلب على أسعار الذهب، كاستبداله بإكسسوارات ذهبية اللون، أو تأجير الشبكة، إضافة إلى خطوات أخرى لاقتصاد النفقات مثل تقليل كمية الذهب المعتادة وتوجيه المبلغ الذي تم توفيره في مجالات أخرى من تكاليف الزواج، وقد شهدت أسعار الذهب في الفترة الأخيرة زيادة كبيرة، حيث اقترب سعر الأونصة (28.1 جراماً) من حاجز الألف دولار، في زيادة قياسية هي الأولى من نوعها.

أطقم صغيرة

في الرياض مع موجة الغلاء تغيرت نظرة بعض النساء خاصة المقبلات على الزواج حول صرف المال على الذهب مكتفيات بالإكسسوارات أو أطقم صغيرة وهن بذلك غيرن بعض العادات في شراء أطقم كبيرة وتوابعها من هامة وحزام وكف وغيرها من الذهب.

وقد حددت شريفة المرعي (معلمة في المرحلة المتوسطة والتي ستحتفل بزواجها في الإجازة الصيفية) مبلغا من المهر لشراء الذهب،بأن تبحث عن أطقم صغيرة وحديثة ذات موديلات عصرية في نفس الوقت تستطيع دفع ثمنها، وتلبسها في الأوقات العادية والمناسبات البسيطة، لأن العادة المتبعة لدى عائلتها هي شراء قطع من الذهب متكاملة مثل الهامة التي توضع على الرأس وحزام الذهب وطقم الذهب يجب أن يكون كبيراً، ولكن المبلغ المخصص لا يكفي لذلك.

وتقول علياء العبدالله (موظفة استقبال في أحد المستشفيات والتي تزوجت منذ أشهر) إنها اكتفت بالهدية المقدمة لها من زوجها في الشبكة، معتبرة ذلك تقديرا منها للظروف الاقتصادية الحالية، كما أن زوجها سيعوضها بهدايا أخرى.

ولا تفضل نادية الأسمري (حاصلة على دبلوم حاسب آلي والتي سيتم زواجها نهاية الشهر) الذهب الأصفر والذي أعجبها طقم الذهب الأبيض قدمه لها خطيبها في حفلة عقد القران، ولا تعتقد أنها ستشتري المزيد، حتى لا تختل الميزانية التي حددتها لشراء أشياء أخرى تفضلها على الذهب مثل الإكسسوارات والحقائب اليدوية.

وكان لموظفة علاقات عامة في إحدى الشركات أمل الزهراني رأي آخر في اقتناء الذهب وقالت إن زواجها تم بشكل مقتصر على العائلة فقط، ولم تشتر ذهبا من مهرها، بل قدم لها زوجها طقما من الماس هدية، وتقول إنها لا تفضل الإكسسوارات الملونة على الذهب، بحيث يكون لكل زي طقم خاص به، لأنها وكما تقول عصرية، ولا تحب أن تكون رسمية ومقيدة بالذهب.

الإكسسوارات بدلا من الذهب

ورأت المقبلة على الزواج أميرة إسماعيل أنه من الصعب شراء الذهب في هذه المرحلة، وأنها استعدت لزفافها بشراء كميات قليلة، وأبقت باقي المبلغ المخصص لشراء الذهب في حسابها الخاص، على أمل أن ينخفض السعر، وأن تتمكن من الشراء.

ويقول أحد البائعين في محلات ابن غامية للذهب يسلم سالم صالح إن المبيعات تقلصت في محلات الذهب عند معظم التجار بنسبة 70% بسبب الغلاء الذي غزا أسواق الذهب، وصعوبة الشراء، مبينا أن الشباب والشابات يقبلون على الذهب الخفيف والسلاسل الخفيفة والأطقم التي يتراوح سعرها من 16 ألفاً إلى 25 ألف ريال، أو الذهب الإيطالي والذهب عيار 18.

وأضاف محمد سالم العطاف (صاحب محلات العطاف لبيع الذهب) " الفتيات يقبلن على شراء الذهب تبعا لإمكانية الزوج أو الشاب وما قدمه من مال لشراء الذهب، لذلك نصنع أطقم ذهب بمصنعية خفيفة وبأوزان خفيفة، حتى يتمكن الشباب والشابات من شراء حزام ذهب وأساور وعقود وخواتم بمبلغ لا يتجاوز 20 ألف ريال".

بيع الذهب بعد الزواج

وأشار إلى وجود ظاهرة جديدة هي بيع الذهب بمجرد إنهاء مراسم الزواج، وذلك بسبب الديون التي تتفاقم على الزوج بعد الزواج، فيضطر لبيع الذهب، مضيفا أن هناك انحساراً كبيراً وقلة إقبال من المشترين على شراء الذهب، وأن عدد المشترين لا يمثل 1% من العدد سابقا بسبب الغلاء، وأصبحت محلات الذهب تتحمل أعباء العمالة وأجور المحلات بسبب الكساد في عمليات البيع.

ورأى تاجر الذهب عبد الله بن غامية (صاحب محلات ابن غامية) أن الإقبال على الذهب يختلف تبعا للحالة الاقتصادية للأسر، وأن الكثير من الناس استفادوا من ارتفاع الأسعار ببيع الذهب المدخر لديهم، واستفادوا من زيادة السعر، مبينا أن معظم التجار أخذوا في حساباتهم تخفيض أوزان الذهب والمصنعية، ليتمكن الشباب من الشراء.

وقال ابن غامية إن هناك أوزاناً في الذهب سواء الثقيل أو خفيف، وإن الاختلاف أيضا في المصنعية التي تترواح من نصف ريال إلى 30 ريالاً، وأغلى الأنواع السنغافوري أو الإماراتي والبحريني والإيطالي، وأرخصها البناجر، لأن مصنعتيها لا تتجاوز ريالين.

ادخار المال أفضل

وقالت مديرة اللجنة النسائية بالغرفة التجارية الصناعية بأبها سلمى عبدالوهاب "الفتاة السعودية أصبحت تستطيع أن تدرك متى يمكن أن تتوقف عن الشراء، ومتى يمكن أن تشتري، والكثير من المقبلات على الزواج يفضلن ادخار المال لحين انخفاض الذهب، وأخريات فضلن تنفيذ مشاريع صغيرة أو شراء أراض بالمبالغ المخصصة للذهب، وقمن بشراء الإكسسوارات ذات اللون الذهبي، وهي عبارة عن إكسسوارات ذات ماركات عالمية، يترواح سعرها بين 200 إلى 400 ريال وتؤدي الغرض، ولا تختلف ـ في الشكل ـ كثيرا عن الذهب ".

ونصحت سلمى الفتيات بالاستغناء عن الذهب، والانتظار إلى حين انخفاض سعره، أو إدخال هذه المبالغ في مشاريع صغيرة تكون داعمة لهن.

تصاميم خفيفة

وقالت مصممة المجوهرات السعودية ميرفت ملطاني إن ارتفاع الذهب يعتبر مشكلة حقيقية وكبيرة للفتيات، مبينة أنها عدلت في الكثير من تصميماتها رغبة في مساعدة الفتيات على اقتناء أشكال الذهب المميزة وبسعر أقل، ولذلك لجأت إلى إدخال الجلد والخيوط والقماش وتخفيف أوزان الذهب، لتتمكن من تقديم إنتاجها للراغبات في الشراء بأسعار مناسبة.

من جهتها رأت مديرة مركز لميس للاستشارات النفسية والأسرية والتربوية لمياء القاضي أهمية تعريف المقبلات على الزواج بكافة الأمور الخاصة بالزواج وأنه ليس مجرد مظاهر فقط، وأضافت أن المرأة يمكنها أن تستثمر مهرها في شراء قطعة أرض أو الدخول في مشروع صغير منتج أو شقة أو أسهم عقارية، مشيرة إلى أن الإكسسوارات الذهبية اللون يمكن أن تؤدي الغرض بشكل مؤقت.
انتظار هبوط الأسعار

وفي جازان أدى ارتفاع أسعار الذهب إلى قلة الإقبال عليه، حيث شهدت أسواق الذهب ركوداً وفتورا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، مقارنة بمثل هذه الأوقات من السنوات الماضية، وذلك لقرب دخول الإجازة الصيفية وكثرة الأعراس.

وفي المقابل شهدت محلات بيع الإكسسوارات إقبالاً كبيراً من الزبائن عليها وذلك لمناسبته لعدة طبقات مختلفة كونها تصلح للاستخدام على مدار السنة وليس لها أوقات معينة، وأسعارها في متناول الجميع، والراغب في الشراء عموما يحرص على الأشكال المقاربة للمجوهرات، وهذا ما جعله بديلا مناسبا للذهب وملبيا لرغبة الكثير من النساء.

يقول منصور عطية (أحد بائعي الإكسسوارات بمنطقة جازان) إنه بعد ارتفاع أسعار الذهب تضاعف إقبال الزبائن، لقلة سعر الإكسسوارات، وأيضا بسبب ابتكار تصاميم جديدة وتماشيها مع كافة أنواع الملابس والمناسبات، وترضي كافة الأذواق، وهذا ما تبحث عنه نساء المنطقة.

وقال عبود بن ماضي (بائع للذهب بالدرب) إن أسواق الذهب على مستوى المنطقة عانت فتورا، وذلك لوصول الأسعار إلى سقف عال لم تشهده من قبل، مما أدى إلى ضعف إقبال المواطنين على الشراء مقارنة بالأعوام الماضية.

وقال أحمد محمد رفاعي (صاحب محل ذهب في أبو عريش) إنهم اضطروا إلى إيقاف التعامل مع الكثير من الشركات التي تزودهم بالذهب، وذلك لأن أسعاره في ارتفاع مستمر، وعدم تحقيق المكاسب السابقة التي كانوا يكسبونها بسبب ضعف المواطنين عن الشراء.

وأضاف أن الأنواع المفضلة والتي كانت تلاقي حركة بيع مستمرة هي أطقم اللازوردي والبحريني والكويتي وطيبة والتي وصل سعر الجرام منها حاليا إلى120 ريالاً، وهو سعر مرتفع حسب قوله.

وقال الرفاعي إن أغلب المواطنين كانوا ينتظرون هبوط الأسعار إلى مستويات تمكنهم من الشراء، ولكن العكس حدث، حيث فوجئ الجميع بالارتفاع المتتالي في الأسعار.

وعن البدائل قال الرفاعي إن عدداً كبيراً ممن يهتمون بلبس الذهب اتجهوا إلى استبداله بالإكسسوارات التي تعتبر رخيصة السعر، وتتناسب مع ما يودون لبسه والحضور به إلى حفلات الزواج والمناسبات.

ومن جهة أخرى شكا عدد من المقبلين على الزواج والذين اضطروا إلى الإسراع في عملية الشراء تخوفاً من ارتفاعات أخرى تحول بينهم وبين استطاعتهم في توفير ما يطلب منهم من قبل أهل الزوجة من المعاناة الحقيقية التي واجهتهم في هذا الارتفاع الذي يضاف أيضاً إلى عدة ارتفاعات أخرى بشكل عام.

يقول نبيل علوي إن زواجه حدد في الصيف المقبل، وإن كل ترتيبات الزواج قد تمت وذهب لشراء الذهب الذي يعتبر من الشروط الأساسية في الزواج في المنطقة والتي لا بد من توفيرها، وإنه استدان لهذا الغرض.

صندوق الزفاف

وفي مصر لم تعد رحلة الإعداد للزواج رحلة فرح، بل تحول مجرد التفكير في الزواج إلى رحلة كلها مشاكل بداية من اختيار العروس المناسبة وانتهاءً بالتوقيع على عقد الزفاف، مروراً بالشبكة والشقة والأثاث وأجر المأذون و مؤخر الصداق، وقد ساهم ارتفاع أسعار الذهب في تفاقم المشكلة.

وتختلف سبل مواجهة ارتفاع تكاليف الزواج في مصر من مكان لآخر، ففي المناطق الريفية اتجه البعض إلى تشكيل ما يعرف باسم صندوق الزفاف، بحيث يشترك أهالي بعض القرى من أجل مساعدة الآباء في مواجهة تكاليف" جهاز ابنته"، و هو ما يصفه أحمد خالد من قرية المنايل- الواقعة على أطراف محافظة القليوبية- بأنه" يمثل شكلاً من أشكال التضامن الاجتماعي بين الريفيين في مصر".

ويضيف أن بعض الأهالي أصبحوا يلجأون إلى منح ما يعرف في مصر باسم" النقطة"- و هي الأموال التي اعتاد الأهالي و الجيران في مصر على دفعها إلى العروسين بحيث يتمكن أهالي العروسين من الاستفادة منها في الأيام القليلة التي تسبق عقد القران، ويضيف أن سكان الريف في مصر أيضاً أصبحوا يلجأون إلى تخفيف قيمة مؤخر الصداق كنوع من الهروب من دفع مبلغ كبير للمأذون والذي جرت العادة على حصوله على مبلغ قيمته 100 جنيه عن كل 1000 جنيه تكتب في مؤخر الصداق".

بينما يشير طارق عبد الباري- وهو من سكان المنيب الواقعة على أطراف محافظة الجيزة- إلى أن" بعض من يعملون في مهنة المأذون يقومون بعقد القران مقابل مبلغ محدد من المال دون الربط بين ما يحصلون عليه من أجر و بين مؤخر الصداق، و هو أمر انتشر بشدة بين صغار السن ممن يعملون في مهنة مأذون"، كما يتم اللجوء لسياسة الدفع بالتقسيط، بحيث يتم شراء الأثاث بالتقسيط.

شبكة مقلدة

وللتغلب على غلاء أسعار الذهب تنتشر في المناطق الشعبية ظاهرة تأجير إكسسوارات شبيهة بالشبكة الأصلية، بحيث يتم إيهام المدعوين بأن الشبكة ذهب حقيقي وليست تقليداً، وهو أمر زاد بشدة مع ارتفاع ثمن الذهب، ويتم الاكتفاء بدبلة الخطوبة وأي قطعة أخرى إضافية كخاتم أو سلسلة صغيرة الوزن، و في أحيان أخرى يتم اللجوء إلى استخدام صيغة الأخوات مجمعة بحيث يبدو الأمر وكأن هناك شبكة حقيقية كبيرة.

ويعلق محمد علي (من منطقة بولاق الدكرور) قائلاً"أحياناً يتم اللجوء إلى شراء الشبكة بحيث يتم بيعها بعد الزفاف مباشرة مع تحمل العريس للخسارة".، و يضيف " في بعض المناطق يتم استئجار شبكة حقيقية مع كتابة شيك على بياض يستلمه العريس بمجرد إعادته للذهب المستأجر, و ذلك مقابل مبالغ تتراوح بين 100 و 200 جنيه.

الغلاء ظاهرة عالمية

من جهتها قالت أستاذ مساعد علم النفس الإرشادي بجامعة الملك سعود الدكتورة حنان عطاالله "الغلاء أصبح ظاهرة عالمية، والكثير من الناس يعتقدون أن الغلاء لدينا فقط، وهذا غير صحيح، لذلك من الضروري للفرد لتحقيق التوافق النفسي والصحة النفسية أن يكون لديه قدرة على التكييف مع الظروف، وأول تكيف مطلوب في حياة الأسرة هو التكيف المادي، و أقصد هنا أن الإنسان يتغير ويغير البيئة من حوله، بحيث يكون قادراً على التعايش فيها".

وأضافت أن عملية تغيير الذات تأتي من تقبل الواقع بدلا من الأسف أو التمني، من خلال إعادة النظر في طريقتنا الاستهلاكية، تقول "من سنوات ونحن نحذر من بعض العادات في الإسراف والتبذير، فنحن شعب مستهلك، ونطالب بوضع خطة للشهر ميزانية والتقنين والتخطيط بشكل عام في كل أمور الحياة".

استثمار المال

وأشارت الدكتورة عطالله إلى أنه من الصعب أن نطلب من شابة مقبلة على الزواج أن تشتري القليل خاصة من الذهب والمجوهرات، وتحاول الاستفادة بأكبر قدر من مهرها بالاحتفاظ به للمستقبل، بحيث يكون لها استثمار، فشراء الذهب أحد طرق الاستثمار، كما أنها تستطيع أن تقنن وتقلل من النفقات المبالغ فيها مثلا تختصر حفل الزواج، و يمكن أن نستفيد من طريقة رائعة يتبعها البعض في الغرب بمساعدة الزوجين على احتياجات الزواج وبحيث تكتب في ورقه لتقدم هدايا للعروسين من قبل الأهل والأصدقاء، كما يجب على النساء اللاتي يحببن المظاهر أن يكيفن أنفسهن بحسب ظروفهن المادية، فموجة الغلاء قد لا تقتصر على وقتنا الحالي وربما تستمر".

ودعت الدكتورة عطالله إلى تغيير بعض العادات والتقاليد خاصة في الزواج من حيث المبالغة فيها، وقالت "العامل الاقتصادي هو الذي سيغير الكثير من العادات والتقاليد وسلوك الناس والوضع الآن يتطلب التغيير، ولا نطلب من الناس إلغاء كل شيء، ولكن هو التكيف مع الظروف، والظروف الاقتصادية يجب أن تجعلنا أكثر حكمة من قبل واتزانا في عملية الصرف".
bhkhalaf غير متواجد حالياً