عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2017, 01:38 AM   #2408
أليا صهل
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 10,221

 
افتراضي

تفسير القرآن

التفسير الكبير المسمى البحر المحيط

https://library.islamweb.net/NewLibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=62&surano=3&ayano=18 6#docu

( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا) : قيل : نزلت في قصة عبد الله بن أبي حين قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد قرأ عليهم الرسول القرآن : إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا . ورد عليه ابن رواحة فقال : أغشنا به في مجالسنا يا رسول الله . وتساب المسلمون والمشركون واليهود . وقيل : فيما جرى بين أبي بكر وفنحاص . وقيل : في كعب بن الأشرف كان يحرض المشركين على الرسول وأصحابه في شعره ، وأعلمهم تعالى بهذا الابتلاء والسماع ليكونوا أحمل لما يرد عليهم من ذلك ، إذا سبق الإخبار به بخلاف من يأتيه الأمر فجأة فإنه يكثر تألمه . والآية مسوقة في ذم أهل الكتاب وغيرهم من المشركين ، فناسبت ما قبلها من الآيات التي جاءت في ذم أهل الكتاب وغيرهم من المشركين .

والظاهر في قوله : " لتبلون " أنهم المؤمنون . وقال عطاء : المهاجرون ، أخذ المشركون رباعهم فباعوها ، وأموالهم فنهبوها . وقيل : الابتلاء في الأموال هو ما أصيبوا به من نهب أموالهم وعددهم يوم أحد . والظاهر أن هذا خطاب للمؤمنين بما سيقع من الامتحان في الأموال بما يقع فيها من المصائب والذهاب والإنفاق في سبيل الله وفي تكاليف الشرع ، والابتلاء في النفس بالشهوات أو الفروض البدنية أو الأمراض ، أو فقد الأقارب والعشائر ، أو بالقتل والجراحات والأسر ، وأنواع المخاوف ، أقوال . وقدم الأموال على الأنفس على سبيل الترقي إلى الأشرف ، أو على سبيل الكثرة ؛ لأن الرزايا في الأموال أكثر من الرزايا في الأنفس . والأذى : اسم جامع [ ص: 136 ] في معنى الضرر ، ويشمل أقوالهم في الرسول وأصحابه ، وفي الله تعالى وأنبيائه ، والمطاعن في الدين ، وتخطئة من آمن ، وهجاء كعب وتشبيبه بنساء المؤمنين .

( وإن تصبروا ) : على ذلك الابتلاء وذلك السماع .

( وتتقوا فإن ذلك ) : أي فإن الصبر والتقوى .

( من عزم الأمور ) : قيل : من أشدها وأحسنها . والعزم : إمضاء الأمر المروى المنقح . وقال النقاش : العزم هو الحزم بمعنى واحد ، الحاء مبدلة من العين . قال ابن عطية : وهذا خطأ . الحزم جودة النظر في الأمر ، ونتيجته الحذر من الخطأ فيه . والعزم قصد الإمضاء ، والله تعالى يقول : ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت ) فالمشاورة وما كان في معناها هو الحزم . والعرب تقول : قد أحزم لو أعزم . وقال الزمخشري : " من عزم الأمور " من معزومات الأمور ، أي : مما يجب عليه العزم من الأمور ، أو مما عزم الله أن يكون ، يعني : أن ذلك عزمة من عزمات الله لا بد لكم أن تصبروا وتتقوا . وقيل : " من عزم الأمور " من جدها . وقال مجاهد في قوله : فإذا عزم الأمر ، أي فإذا وجد الأمر .
أليا صهل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس