دربت كوادر وطنية من "تداول" على تشغيل وصيانة المنظومة الجديدة
"أومكس" السويدية تدفع بـالسوق المالية السعودية إلى قائمة أكبر 20 سوقا في العالم تقنيا
- محمد البيشي من الرياض - 29/03/1429هـ
صعدت السوق المالية السعودية في الأشهر الأخيرة إلى قائمة أفضل 20 سوقا مالية في العالم من حيث الأنظمة والتقنيات المتطورة، بعد أن نفذت ومع مطلع العام الجاري مشروعا عملاقا مع أهم وأكبر مزودي البورصات العالمية بالتكنولوجيا والحلول التقنية "ناسداك أومكس"السويدية، وبتكلفة بلغت 160 مليون ريال.
وهنا قال لـ"الاقتصادية" أولف أكسمان ، مسؤول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "أومكس"، إنه جرى تحديث وترقية أنظمة تداول التقنية عبر مشروع مشترك بين هيئة السوق المالية وتحالف تقوده شركة أومكس ، باعتبارها المقاول الرئيسي لتصميم وتنفيذ أنظمة "الجيل الجديد" التي تشتمل على عدد من الأنظمة ومنها نظام التداول "ساكسس" ونظام بث ونشر الأسعار «تارجن» ونظام المراقبة من شركة «سمارتز» وكذلك التسويات والتقاص من شركة «تاتا» للخدمات الاستشارية كما تتضمن الاتفاقية تقديم خدمات المساندة الفنية بعد التنفيذ.
وأوضح أكسمان أن العقد الذي بلغت قيمته 160 مليون ريال تضمن أن تقوم أومكس بتطوير أنظمة تداول الأسهم، ووحدات صناديق الاستثمار، وتداول أدوات الدين، و الإيداع، ونظام مراقبة السوق، ونظام نشر بيانات السوق، مبينا أن المشروع يشمل كذلك تقديم خدمات إضافية كأعمال المساندة و إعداد وتدريب الكوادر العاملة في السوق والوسطاء على استخدام الأنظمة الجديدة وتدريب كوادر وطنية من سوق تداول وهيئة السوق المالية في الجوانب الفنية والتشغيلية للأسواق المالية، إضافة إلى المساندة الفنية والصيانة لمدة ست سنوات بعد تشغيل الأنظمة الجديدة.
وأشار أولف أكسمان إلى أن شركة ناسداك أومكس تعتبر من أهم وأكبر مزودي البورصات العالمية بالتكنولوجيا والحلول التقنية، حيث تقدم خدماتها لستين بورصة من أهم البورصات والأسواق المالية في العالم ، وتقدر القيمة السوقية لمجموع الشركات المدرجة في بورصة ناسداك أومكس بما يربو على 5.3 تريليون دولار وتغطي خدماتها 3.900 شركة في 39 بلدا منتشرة في 6 قارات، ويتجاوز مجموع القيمة السوقية للشركات المدرجة على قوائم ناسداك أومكس في قطاع تكنولوجيا المعلومات وحده أكثر من تريليوني دولار.
وأكد مسؤول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "أومكس" على التقدم الذي تحققه السوق المالية السعودية على مختلف الأصعدة التكنولوجية والفنية والرقابية ومشيداً بقدرة هيئة السوق المالية السعودية على مراقبة معايير الإفصاح والشفافية وحماية المستثمرين، موضحا أن التعاون بين هيئة السوق المالية وتحالف أومكس سيسهم في تطوير عمليات التداول والتسوية والتقاص والوسطاء والإفصاح وحماية المستثمرين وغيرها، كما أن هذا المشروع – على الرغم من أهميته البالغة – لا يجب أن ينظر إليه باعتباره نهاية، بل هو في الحقيقة بداية مسيرة من التعاون والعمل المشترك .
وقال"بهذا المشروع العملاق تنضم السوق المالية السعودية إلى أكبر عشرين سوقا مالية في العالم تطبق مثل هذه الأنظمة والتقنيات المتطورة".
في المقابل قال لـ"الاقتصادية" يان ثيسلف سفير السويد في الرياض بأنه من المعروف عن الأسواق المالية في شمال أوروبا - وفي السويد على نحو خاص- تمتعها بتقنية عالية قابلة للتطوير والمواءمة بحيث يمكن توسيعها أو تعديلها لملاءمة المتطلبات الخاصة بالبيئة المستفيدة من هذه التقنية. كما تعنى المؤسسات والشركات السويدية بمعايير الحوكمة والشفافية.
وتوقع السفير السويدي أن تشهد السوق المالية السعودية زيادة كبيرة في عدد المستثمرين والمحافظ المالية نظراً لأنه كلما ازدادت معايير الرقابة والشفافية ازدادت ثقة المستثمر في السوق، مشيرا إلى أن تطوير أساليب التداول ورفع مستويات الشفافية والإفصاح سيؤدي إلى زيادة فرص جذب الاستثمارات الأجنبية .
وقال ثيسلف "اليوم تضاف لبنة جديدة إلى صرح علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة العربية السعودية ومملكة السويد من خلال تشغيل منظومة (الجيل الجديد) من الحلول التقنية الحديثة لعمليات التداول والتسجيل والإيداع والمراقبة في السوق المالية السعودية، والتي تأتي كأولى ثمار التعاون بين هيئة السوق المالية السعودية و شركة ناسداك أومكس NASDAQ OMX السويدية العالمية للحلول التقنية وأنظمة الأسواق المالية.
وذكر سفير السويد أن الخطوة تعكس توجهات القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، للاهتمام بالتحديث والتطوير والاستفادة من الحلول التقنية في تطبيق مبادئ الحوكمة والشفافية، مشيرا إلى أنها تؤكد أيضاً متانة العلاقات بين المملكتين، وهي العلاقة التي أرسى دعائمها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في زيارته للسويد عام 2001 – حين كان ولياً للعهد.
وأضاف" قبل بضعة أسابيع ، قام صاحب الجلالة كارل السادس عشر غوستاف ملك السويد بزيارة المملكة العربية السعودية ، بصفته الرئيس الفخري للمؤسسة الكشفية العالمية، وعقب ذلك استضافت الرياض مؤتمراً ضم أكثر من خمسين من قادة أهم البنوك والشركات السويدية، ثم كانت زيارة وزيرة التجارة السويدية الدكتورة إيوا بيورلينج التي وقعت اتفاقية حماية الاستثمارات المتبادلة مع وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، وأجرت حوارات بالغة الأهمية مع نظيرها وزير التجارة والصناعة عبد الله زينل ، ومجلس إدارة الغرفة التجارية وأعضائها والعديد من المسؤولين وصناع القرار والخبراء في مجالات التجارة الحرة والحوكمة".
من جهته أكد ماركوس فنستام، رئيس المجلس التجاري السويدي في الرياض على أنه سيكون للمشروع تأثير إيجابي كبير على السوق وتعاملاته وكفاءته التقنية وكذلك تحقيق المزيد من الرقابة الفورية لعمليات التداول مما سوف يسهم في زيادة درجة الشفافية في السوق المالية ومعالجة المشاكل التقنية والفنية التي شابت النظام القديم .
وأضاف" علاوة على قدرة النظام الجديد على معالجة أغلب المشاكل الفنية والتقنية التي كانت تواجه السوق، سيمكن هذا النظام المطور هيئة السوق المالية السعودية من تطوير أساليب التداول ورفع مستويات الشفافية والإفصاح عبر الإشراف والمتابعة بشكل كامل ودقيق لجميع العمليات التي تتم في السوق، ومن ثمة كشف الصفقات المشبوهة فور وقوعها، والتدخل في الوقت المناسب".
وأشاد فنستام، بالتطورات المهمة التي تشهدها السوق المالية السعودية حالياً خصوصاً في النواحي الرقابية والتقنية ولجهة التزامها بمعايير الشفافية والإفصاح وحماية المستثمرين، موضحا أن هيئة السوق المالية السعودية قامت أخيرا بالعديد من الخطوات التطويرية التي تستهدف تحقيق مستوى تقني عال في إدارة أكبر الأسواق المالية في المنطقة، وزيادة درجة الشفافية والقدرة على مراقبة السوق ومنع عمليات التلاعب.
وزاد "إن من أهم تلك الخطوات الاتفاق مع شركة ناسداك أومكس NASDAQ OMX العالمية لتقنية الأسواق المالية، لتزويد السوق المالية المحلية بالأنظمة والحلول التقنية الحديثة لعمليات التداول والتسجيل والإيداع والمراقبة من خلال منظومة متكاملة من أحدث التقنيات التي تضاهي تلك المستخدمة في أكبر البورصات العالمية".
ووفقا لـ"أومكس" فقد حظي نظام SAXESS الذي طبقت تعاملاتها إلكترونيا في سوق الأسهم المحلية قبل أشهر قليلة بمتغيرات تكنولوجية تتمثل في تصنيف السوق لست مراحل في اليوم الواحد، لكل مرحلة خصائص وشروط، إضافة إلى تطبيق أنواع جديدة من الأوامر، وحذف خصائص من بعض الأوامر المطبقة حاليا.
خصائص نظام SAXESS
كما طرحت بعض المصطلحات الجديدة مع نظام SAXESS منها تعديل الأمر Order modification وهي التعديلات على أوامر قائمة أصلا في النظام ناحيتي السعر والكمية، فيما تحديث أمر Order update يشمل جميع النواحي مثل الختم الزمني ما عدا السعر والكمية.
واستهدف النظام الجديد، الحد من تأثيرات الأوامر الوهمية، قبيل مرحلة افتتاح السوق، من خلال إضافة نوع جديد من الأوامر، وهي أوامر صالحة لفترة الافتتاح Call only وهو عبارة عن أوامر أما محددة السعر limit order أو أوامر بسعر السوق market order ويتم إدخالها خلال المرحلة الثانية من مراحل السوق call interaction من الساعة 10 إلى 11 صباحا، على أن يتم تنفيذها كليا أو جزئيا أو لا يتم تنفيذ الأمر بتاتا مع الافتتاح الفعلي للسوق.
والمؤمل أن يقضي على الكثير من سلبيات التداول الحالية، من مصادر عاملة في قطاع الوسطاء الماليين، خلال مروره في مرحلة الربط والإعداد والتجربة بين شركة تداول والبنوك التجارية ومكاتب الوساطة.
وتشمل الجلسة الواحدة وفق النظام الجديد ست مراحل، الأولى وهي ما قبل التداول Pre Trading وتمتد من الساعة 9:59 صباحا وحتى 10:00 صباحا، أي أنها تمتد لمدة دقيقة واحدة فقط، ويتم فيها إلغاء الأوامر السابقة من النظام وإعادة تجهيز النظام لجلسة تداول جديدة، ولا يسمح بأي إجراء خلال هذه الفترة، المرحلة الثانية، وهي ما قبل الافتتاح Call Interaction وهي لساعة واحدة من 10:00 إلى 11:00 صباحا، ويتم فيها إدخال، تعديل، تحديث وإلغاء الأوامر، وتكون جميع معلومات السوق ظاهرة للجميع ويمكن مشاهدة عمق السوق خلال هذه المرحلة عن طريق أفضل خمسة أسعار فقط Market by Level .
أما المرحلة الثالثة، فهي التداول Continuous Trading وهي المرحلة الممتدة من الساعة 11:00 حتى الساعة 15:30عصرا، وهي التي يتم فيها التنفيذ الفعلي للأوامر، يمكن خلالها مشاهدة عمق السوق عن طريق أفضل خمسة أسعار market by level وعن طريق أفضل عشرة أوامر market by order ويسمح خلالها بالإجراءات إدخال أوامر وتعديلها وإلغاء وتحديثها، فيما المرحلة الرابعة: التحضير للإغلاق Termination وهي المرحلة الممتدة من الساعة 15:30 مساءً حتى الساعة 15:32 مساءً ومدتها دقيقتان فقط ويتم فيها تحديد سعر إغلاق لجميع أسهم الشركات المتداولة خلال الفترة. ويمكن مشاهدة عمق السوق خلال هذه الفترة عن طريق أفضل خمسة أسعار market by level وعن طريق أفضل عشرة أوامر market by order إلا أنه بالتأكيد لا يسمح بأي إجراء خلال هذه الفترة (إدخال، تعديل، تحديث أو إلغاء أوامر).
وتلي الرابعة مرحلتان هما الإغلاق Post Trading وهي المرحلة الممتدة من الساعة 15:32 وحتي 16:30 مساءً ويمكن خلالها مشاهدة عمق السوق، لكن لا يسمح بإدخال أوامر جديدة خلال هذه المرحلة، غير أنه يمكن إجراءات إلغائها أو تحديثها، فيما سميت الأخيرة بالإغلاق System Closed وصنف وقتها من 16:30 إلى 9:59 صباح اليوم التالي، ولا يوجد عمق أو شفافية للسوق خلال هذه المرحلة، كما لا يسمح بأي إجراء خلال هذه الفترة.
أنواع الأوامر الجديدة
مع النظام الجديد للسوق السعودية SAXESS ، تمت إضافة بعض الأنواع الجديدة من الأوامر وهي كالتالي، أمر صالح لفترة الافتتاح Call only.وهو عبارة عن أوامر إما محددة السعر limit order أو أوامر بسعر السوق market order ويتم إدخالها خلال المرحلة الثانية من مراحل السوق call interaction من الساعة 10 إلى 11 صباحا، على أن يتم تنفيذها كليا أو جزئيا أو لا يتم تنفيذ الأمر بتاتا مع الافتتاح الفعلي للسوق, ويتم إلغاء الأمر تلقائيا عند الافتتاح في حالة أمر محدد السعر limit order.إدخال أمر بيع أو أمر شراء بسعر معين على أن يتم تنفيذ هذا الأمر إما كاملا أو جزءا منه مع افتتاح السوق مباشرة مع بداية المرحلة الثالثة Continuous Trading ويتم إلغاء الأمر أو ما تبقى منه مباشرة بعد ذلك،أو في حالة أمر سعر السوق Market order . في حالة إدخال أمر بسعر السوق خلال هذه المرحلة Call interaction وزمنها من الساعة 10 إلى الساعة 11 صباحا، لا بد أن يكون أمر السوق مشروط بـCall only ، أو أمر محدد التاريخ Good Till Date GTD. وهي عبارة عن خاصية في مدة الصلاحية للأوامر محددة السعر Limit Orders أمر معين بسعر معين، على أن تنتهي صلاحية هذا الأمر بتاريخ معين بحيث لا تتعدى المدة 30 يوما تقويميا من تاريخ الإدخال، في حالة خروج سعر الأمر عن سعر التذبذب وهو 10 في المائة صعودا أو هبوطا خلال فترة الأمر، فإن الأمر سوف يلغى من النظام تلقائيا، ويحتاج إلى إعادة إدخال من جديد، مع العلم بأن إلغاء الأمر يتم قبل افتتاح السوق في يوم العمل التالي وليس خلال جلسة التداول.
|