عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2009, 10:58 AM   #151
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

الأزمة المالية تلقي بظلالها على مهرجان التسوق في دبي


يتسوقون في محل يعرض تخفيضات في مركز تجاري في دبي أمس. وتعد دبي أكثر المدن تضررا بالأزمة العالمية في الخليج. الفرنسية

دبي ـ الفرنسية:
يقف أحمد بكامل أناقته مبتسما في قسم بيع العطور ومستحضرات التجميل في أحد مراكز التسوق في دبي، إلا أن معظم زوار المركز يلتفتون بشكل مقتضب إلى البضائع ويغادرون دون شراء أي منها.
وشأنه في ذلك شأن كثيرين من العاملين في مجال بيع التجزئة في دبي، يلاحظ أحمد أن مهرجان التسوق السنوي الذي ينظم في دبي منذ منتصف كانون الثاني (يناير)، مختلف هذه السنة بسبب الأزمة المالية العالمية.
وقال أحمد "السنة الماضية، كان الزبون يشتري قارورة العطر ويشتري معها عدة مستحضرات ملحقة كالشامبو والكريم المرطب وغيرها، أما الآن فنكون محظوظين إذا اشترى قارورة العطر فقط"، وأضاف "علينا أن نكون أكثر إقناعا لكي يشتري الزبون".
ويبدو أن المغريات الكثيرة كالتخفيضات والسحوبات على السيارات والشقق والذهب، لا تفلح في إطلاق حركة البيع القوية التي تميزت بها دبي على مدى السنوات الماضية، فلطالما عرفت الإمارة المزدهرة بالنزعة القوية للإنفاق على أشكاله، في ظل مستوى أجور مرتفع وبنية اجتماعية تتمحور على مراكز التسوق والإنفاق.
ويقول أحمد "لا نشعر بأن هناك مهرجانا للتسوق كالماضي، حتى أن بعض أيام المهرجان شهدت حركة أقل من بعض الأيام العادية السنة الماضية".
ودبي التي شهدت سنوات من الأزدهار المطرد والنمو الكبير في عدد سكانها الذين يشكل الأجانب غالبيتهم الساحقة، تبدو متأثرة بتداعيات الأزمة المالية العالمية.
وشهدت الإمارة في الأشهر الأخيرة تسريح موظفين من بعض الشركات لاسيما العاملة في مجال العقارات والإنشاءات، كما شهدت انخفاضا في أسعار العقارات وتراجعا حادا في سوق المال، واعتبر مهرجان التسوق في الماضي ميزانا لرصد صحة الاقتصاد في الإمارة، وهي جزء من دولة الإمارات.
وقال تريفور لويد جونز مدير تحرير نشرة "بيزنس أنتيليجنس ميدل إيست" إن مهرجان التسوق "يمثل 25 في المائة من إجمالي المبيعات السنوية بالنسبة لبعض الباعة، ولاشك أن المتاجر لن تشهد الحركة القوية التي شهدتها في السنوات الماضية"، وأضاف أن "المستهلكين في الإمارات ينفقون أقل من السابق وهناك متاجر كبرى تؤكد أن المبيعات تراجعت بنسبة 20 في المائة".
وبين مسؤولون في عدة متاجر في دبي لوكالة فرانس برس أن هناك انخفاضا في حركة الزوار وفي نسبة الإنفاق بين المقيمين، وفي أعداد السياح الذين يعدون محركا رئيسيا لحركة التسوق لاسيما خلال مهرجان التسوق، وقالوا في تقديرات غير رسمية ولا يمكن التأكد من صحتها ان المبيعات انخفضت بين 20 و50 في المائة.
وأفاد أحمد، بائع مستحضرات التجميل والعطور، أن حجم المبيعات اليومية انخفض إلى خمسة آلاف درهم (1360 دولارا) مقارنة بـ 11 أو 12 ألف درهم يوميا قبل سنة.
إلا أن ليلى سهيل المسؤولة في المكتب الذي يدير مهرجان التسوق قالت إن عدد زوار المتاجر أرتفع لكن الإنفاق انخفض، وذكرت سهيل لوكالة فرانس برس أن "المستهلكين ينفقون أقل، ينفقون بحكمة، لكن عدد زوار المراكز التجارية ارتفع بين 3 و5 في المائة".
وتوقعت دراسة أجرتها شركة ماستر كارد للبطاقات الائتمانية أن ينخفض مؤشر ثقة المستهلك في الإمارات بقوة في الربع الأول من عام 2009، وفي المراكز التجارية الكبيرة، تبدو الحركة جيدة، لكن هذه المراكز تعد محورا للحياة الاجتماعية في الإمارة وليس كل الزوار من المتبضعين.
ولا تشهد محال الثياب زحمة على غرف القياس مثلا كما كانت الحال في مهرجانات التسوق الماضية، حتى أن لافتات كتب عليها "تنزيلات بنسبة 70 في المائة" لا تجذب الزبائن بالقدر المتوقع.
وفي مول الإمارات، أحد أبرز المراكز التجارية في دبي، قالت ماريان المصرية المقيمة في الإمارة إن "المول هذه السنة يبدو أقل ازدحاما من السنة الماضية".
وعلى صعيد السياحة، سجلت الفنادق انخفاضا في معدلات الإشغال، من دون أن يكون الانخفاض كبيرا جدا، وقال مسؤول في سلسلة فنادق محلية لوكالة فرانس برس مفضلا عدم الكشف عن اسمه إن الإدارة قررت خفض الأسعار بنسبة تصل أحيانا إلى النصف لاجتذاب الزبائن.
وأشار إلى أن نسبة الإشغال انخفضت إلى 60 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، علما أن المعدل في هذه الفترة من السنة في حدود 100 في المائة، لكنه قال إن نسبة الإشغال تحسنت قليلا في كانون الثاني (يناير) وفي مطلع شباط (فبراير) من دون أن تصل إلى مستوياتها المعهودة خلال فترة مهرجان التسوق.
وقال لويد جونز نقلا عن مصادر في القطاع الفندقي إن معدلات الإشغال انخفضت بنسبة 25 في المائة في كانون الثاني (يناير) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأضاف أن السياح "يمثلون عنصرا في غاية الأهمية على صعيد الإنفاق في دبي، وهم يشكلون ربع المشترين في المراكز التجارية الكبرى".
وتوقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض نمو إجمالي الناتج الداخلي إلى 2.5 في المائة في 2009 مقارنة بـ 8 في المائة في 2008، كما توقع تقرير لمصرف "يو بي إس" أن يتقلص عدد سكان دبي بنسبة 8 في المائة خلال السنة.
bhkhalaf غير متواجد حالياً