عرض مشاركة واحدة
قديم 14-03-2004, 02:44 AM   #2
الكناني
الكناني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 15,622

 
افتراضي

المهم يوم أحس الجميع بأن هناك شي غريب في المكان, فالسكون غريب, وتكاد تكون كل الأنوار
مطفأه...
وفجأه..

فتحت كشافات المعسكر كامله, وكانت جميعها موجهه نحو السياره التي يقودها
عبدالمحسن, وبعد لحظه من الزمن, بدأ يتبين الموقف لجميع من كان في السياره,
فكان جمع كبير من الجنود موجهين فوهات مدافعهم ومسدساتهم نحو خالد وزملائه, وتبين أن قائد الكتيبه موجود ايضا..
همس اللواء قائد الكتيبه مع مساعده العقيد, وذهب..
أمر العقيد مجموعه من الجنود بأنزال كل من في السياره, والذهاب بهم الي خيمة الحجز..
سكون غريب كان يعم المكان في خيمة الحجز, وكسر عبدالمحسن حاجز الصوت بقوله..
عبدالمحسن: وش راح يصير الحين بنا يا جماعه..
يوسف: هاذي يسمونها عصيان أوامر عليا أثناء الحرب, وفيها ذبح, خلونا نتمنى
انها تصير على فصل تأديبي, بس لازم نجيب سبب مقنع لخروجنا من المعسكر..
محمد: تبينا نكذب؟؟
يوسف: أنت شايف حل ثاني؟؟, لو نقولهم اننا رحنا علشان نجيب رساله ما راح يصدقوننا, وراح تبدأ الشكوك..
أحمد: انا رأيي من رأي يوسف, نعطيهم أي سبب مقنع.
عبدالمحسن: أنا ما اعرف أكذب.
وبدأ صوتهم بالأرتفاع..
يوسف: شف.. أنا ما راح أموت بتهمة الخيانه.. أنت تسمع؟؟
محمد: أنا اقول نقولهم الصراحه, وندعى أن الحكم يصير مخفف..
وأرتفع صوتهم أعلى وأعلى.. حتى تكلم خالد..بصوت عالي..
خالد: يا شباب؟؟
سكت الجميع..
خالد: أنا آسف جدا اني جريتكم معي وسببت لكم هاذي المشاكل, وأنا راح احلها
لكم, راح نقولهم أني أجبرتكم وبقوة السلاح, وبكذا تطلعون منها..
أحمد: أنت انهبلت, محد مننا راح غصبن عليه, صحيح أننا رحنا علشانك...
وقطع كلامه صوت الجندي يدخل الى الخيمه, ويطلب خالد للتحقيق معه..
راح خالد علشان يحقق معه..
دخل خيمة اخرى, وكان موجود فيها العقيد, مساعد رئيس الكتيبه, والميجور, وجندي سعودي يكتب المحضر..
مرت حوالي نصف ساعه قبل أن يعود خالد الى خيمة الحجز..
وذهب بعده يوسف..ثم أحمد.. ثم محمد.. ثم جاء الدور على عبدالمحسن..
كان عبدالمحسن يسأل كل شخص يأتي من التحقيق, ولكنه لا يأخذ اجابه شافيه, فالكل يأتي من التحقيق منهك, ولا يريد الكلام..
ذهب عبدالمحسن الى خيمة التحقيق, يقوده الجندي..
دخل الى الخيمه.. ووقع نظره على الميجور, فبدأ بالقلق, وبدأ العرق يتصبب من على جبينه..
قال له العقيد: هلا عبدالمحسن.. تفضل اجلس.
جلس عبدالمحسن على الكرسي, وكانت بينه وبين العقيد طاوله, وكان العقيد قد وضع قدميه على هذه الطاوله, وفي الزاويه كان يجلس الميجور الأمريكي..
العقيد: يالله قلنا وش القصه, وشلون جرجروك هذولي السرابيت معهم.. أنا عارف انك انت عاقل ومنتب راعي خرابيط.
عبدالمحسن: الصراحه أني انا السبب.. انا كان عندي غرض..
قاطعته ضحكه كبيره للعقيد..
العقيد: كان عندك غرض ناسيه في الموقع القديم واجبرت البقيه انهم يجون معك!!..الصراحه انا حققت مع ناس واجد, بس مثلكم يالخمسه ما قد شفت, يعني بالعاده ندور على المذنب, بس في هاذي القضيه كل واحد منكم يقول أنا!!
وأشر على الجندي..
فأخذ الجندي عبدالمحسن الي خيمة الحجز..
ومرت الدقائق كسنوات على الخمسه المحتجزين, ولم يذق أي منهم طعم النوم, فقد كانوا يعلمون أنهم في مأزق..
وبعد صلاة الفجر في اليوم التالي, دخل العقيد الى خيمة الإحتجاز,
وأمرالمحتجزين بأتباعه, وكان معه ثلاث جنود, فتبعه الخمسه, ولا يدرون الى أين ينقادون, ولم يمر وقت طويل حتى عرفوا انهم في طريقهم الى خيمة قائد الكتيبه.. اللواء...
دخلوا مكتب قائد الكتيبه, وأدوا التحيه جميعا, ثم قال قائد الكتيبه
اللواء: الحقيقه اني اخجل ان أعلم وجود نوعيتكم في كتيبتي, أنتم عار على السعوديه, وتصرفاتكم الصبيانيه تدل على عدم أهتمامكم بقضايا الدوله, وتصرفاتكم أثناء التحقيق, تؤكد هذا الشي.
خالد: سيدي سعادة اللواء, فيه حقيقه يجب أن تكون معلومه عند سعادتكم..
اللواء(مقاطعا): أنا ما عطيتك الأذن بالكلام يا رقيب.., الحين أنتم مالكم
مكان في كتيبتي, ومن الممكن أن اصفيكم بتهمة عصيان أوامر عليا أثناء الحرب, ولكن ولمعرفتي السابقه بوالد أحمد ومحمد, وكان رحمة الله عليه نعم الرجل, ولكنه ما عرف يربي عياله للأسف, ولعلاقتي السابقه به, راح أستخدم صلاحياتي, وراح أخفف الحكم الى فصلكم فصل تأديبي, وراح يكون فيه تحقيق معكم بعد انتهاء حالة الحرب, بس أنا ما راح أستخدم صلاحياتي الا اذا عطيتوني السبب الحقيقي الي خلاكم تسرقون
سيارة الميجور وتطلعون بها خارج المعسكر..من أكبركم رتبه؟؟
خالد: أنا طال عمرك,, الرقيب خالد.
اللواء: وش طلعكم من المعسكر؟؟
خالد: أنا نسيت غرض في مكاننا القديم, ورحت علشان اجيبه, وأخذت محمد وأحمد علشان يدلونني, ويوسف هو الي دبر لي السياره عن طريق عبدالمحسن.
اللواء: يعني أنت الرأس المدبر؟؟
خالد: نعم طال عمرك, وأنا الي سببت المشكله من الأساس, وأنا الي أستحق العقوبه, وليس هم.
اللواء: أحترم نفسك يا رقيب, موب أنت الي تحدد من الي يستحق العقوبه, وعلى كل, وشو الغرض الي نسيته؟؟
خالد(بعد تردد): نسيت رسالة من شخص عزيز.
اللواء: وش قلت؟؟.. رساله؟؟.. أنت شايف أن هذا سبب مقنع؟؟.. من مين هاذي الرساله؟؟
خالد: من زوجتي طال عمرك.
اللواء(وهو يحاول أخفاء علامات الإندهاش من على محياه): طيب طيب.. الحين أنا عندي سببين لفصلكم, الأول الي قلته, والسبب الثاني أنكم مجرد أطفال, ما كبرتوا, تحطون أنفسكم وغيركم في خطر, علشان أشياء تافهه, ولأنكم كلكم شاركتوا في هذي
العمليه الي أقل ما أقول عنها الا أنها تافهه وسخيفه, أنا قررت فصلكم فصل تأديبي, وراح أوفر لكم وسيلة نقل علشان تروحون فيها إلى الدمام, وتسلمونها هناك عند قيادة الأركان, والحين أبغاكم تسلمون أسلحتكم, وشاراتكم للعقيد, ومع السلامه, تاخذون عفشكم, وتمشون الآن..
في عرض الصحراء, كانت تسير سياره تابعه للجيش, وعلى متنها الخمسه المفصولين, ويقودها محمد, كانوا في طريقهم الى الدمام..
كان الصمت هو سيد الموقف..
فالصدمه أكبر من أن تنسى, فقد عرفوا جميعا أن العار سيلحقهم أين كانوا, ففي المجتمع السعودي, كل شي يغتفر إلا الخيانه, ولا يوجد أكبر من خيانة الوطن,
وعرفوا أنهم مهما شرحوا الوضع, سيضلوا في أعين المجتمع مجرد خونه.
كان عبدالمحسن هو اقلهم قلقا, ومن الممكن لقلة خبرته بالمجتمع, لم يكن يأبه كثيرا بأحاديث الناس, فقطع حبل الصمت بقوله..
عبدالمحسن: موب غريبه أن اللواء يرسلنا بدون اي حارس شخصي, او على أقل الأحوال مرافق؟؟
يوسف: اللواء ما يستطيع أن يضحي بأي جندي عنده, ويكفي أنه فصلنا, وبعدين ما اتوقع أنه يثق فينا علشان يرسل معنا أي احد, خصوصا بعد الفصل, فقرر يضحي بالسياره على أقل تقدير, ويرسلنا بلحالنا.
عبدالمحسن: طيب موب من الممكن اننا نطعن في قرار اللواء؟؟
أحمد: من الناحيه القانونيه ممكن, ولكن ستعاد محاكمتنا بعد الحرب, وقد يكون العقاب مضاعف, فالحقيقه أنه مافيه أحد راح يصدق قصتنا, وحتى وان صدقونا, فسيعتبرون المسأله إهمال وعصيان أوامر, وكل هالأشياء ميب في صالحنا أبدا.
عبدالمحسن: وأنت يا خالد وش رايك؟؟.. وراك ساكت؟؟
خالد: وش تبيني أقول؟؟
عبدالمحسن: ورى ما تكمل القصه؟؟
خالد: أي قصة؟؟
عبدالمحسن: قصة ميسون.. تراك ما كملتها.. وحنا نطلبك!!
خالد: حنا وين وأنت وين.. والله أنك فاضي..
عبدالمحسن: أيه فاضي.. قدامنا على الدمام سبع ساعات.. وش ورانا؟
التفت خالد على باقي الموجودين يحاول أن يجد علامات المعارضه في أوجههم,
ولكنه لم يجد... فخضع للأمر ..
خالد: طيب وين وصلت؟؟
عبدالمحسن: يوم علمت الوالد أنك تبي تعرس..
أبتسم خالد.. وبدأ في تذكر الأمر..وهو لم ينساه أبدا.. وبدأ في إكمال القصه..
خالد: في ذاك اليوم الي قررت فيه الزواج وكان يوم جمعه, كان يوم عيد عندنا في البيت, العجوز كانت تبي تطير من الفرحه, ومسكتني على جنب, وعددت على عشرين أسم, وأنا كنت أتمنى أنها تعد ميسون معهم, علشان ما انحرج قدامها, بس للأسف ما عدت ميسون, والعجوزحست أن عندي شي, وقالت: عطنا الي عندك؟؟.. من بنته؟؟
أنا وانا اتلعثم: ميسون بنت أبو صالح.. صديقي..
أمي: والنعم.. جمال ودلال وأخلاق..
امي تكفلت بجميع الإتصالات, وما مر اسبوعين الا وأنا والوالد وأثنين من
أخواني في بيت أبو صالح علشان الملكه وبكذا سارة زوجتي , وكنت أنا محيوس وحالتي حاله, مثل الي يبون يعدمونه, في راسي الف فكره وفكره , وما غير اتصبب عرق, خلصنا الملكه, وجينا نبي نمشي, مسكني عمي أبو صالح وقال إقعد ابيك, راحوا أبوي وإخواني وأنا جلست
بالمجلس استنى عمي يجي, وما كان فيه احد كلهم دخلوا جوا, وبعد عشر دقايق, انفتح الباب حق المجلس, وكانت هي ميسون.. بلحالها.. ومعها صينية فواكه..
وقالت : السلام عليكم
انا(مثل الي مكبوب عليه مويه بارده):وعليكم السلام.
أنا ما كنت ادري أقوم ولا أقعد, انخبصت, قمت واخذت الصينيه منها وحطيتها على الطاوله, وجت هي وجلست على الكنب, وأنا جلست على الكنبه الي جنبها..
من يوم ما دخلت ميسون علي بالمجلس, وانا مختبص, ما حاولت إني اناظرها, كنت خايف أطيح ولا اطيّح شي, يوم جلسنا, رفعت عيوني وناظرتها, وكانت أجمل مخلوق
ناظرته بحياتي, كانت لابسه فستان أخضر, وكانت منزله راسها وخجلانه, وهذا زادها جمال عن جمال.
مرت ثواني أو دقايق, ما أذكر, كنت اقدر اجلس طول عمري هذيك الجلسه, وامتع عيوني بها, بس بعد فتره..
قلت: كيف الحال؟
قالت: الحمد لله.
قلت: وش رايك.. انا اببدأ ادور على شقه, وين تفضلين؟؟
قالت: الي تشوفه, بس انا ابي جنب اهلي..
قلت وأنا يقالي أمزح: وأنا بعد ابي جنب اهلي..
وضحكت.. وابتسمت.. وفي ذيك اللحظه دخل علينا عمي الي هو أبوها, فقمت أنا وحبيت رأسه, واستأذنت..
ورحت طاير لم البيت.. بس علشان اكلمها بالتلفون.. وكلمتها.. وجلسنا ساعات في التلفون, تكلمنا عن كل شي, وبدت الحواجز الي بيننا تتكسر, وبديت أعرفها أكثر واكثر, وطبعا زاد حبي لها أكثر..
وكنت اكلمها بشكل يومي, أو على أكثر الأحوال, يوم بعد يوم, الين جا يوم
وكلمتها..
أنا: الو..
ميسون: الو..
أنا: اقول ورا ما تتركين دراستك وتشتغلين سنترال؟؟
ميسون ضحكت: شف.. أنا ترى ما فيه احد يقدر يتحكم فيني..
أنا: الا انا ابتحكم فيك..أنتي اساسا أكبر غلطه في حياتك يوم وافقتي تعرسين علي, أنا من النوع الديكتاتوري, وما عندي لعب.. وعلى كل.. ان غدا لناظره قريب.
ميسون: أنا اعترف ومعك انها غلطه, بس أنا عندي اسباب بعد.. أنا عندي عقد من كل الرجال, وأخترتك من بينهم علشان اطلع عقدي فيك..المهم, تراك ازعجتنا كل يوم والثاني متصل, لا تكون تحسب اني ما عندي غيرك, فيه هاني, وتركي, وسمير, وانا ما ودي أحد منهم يتصل ويلقى التلفون مشغول..
أنا: ومن قالك أني متصل أبيك.. أنا متصل أبي صديقي صالح, وبعدين ما ابيك تأخريني.. مواعد صديقتي هنادي في العقاريه..
ميسون بدت تعصب : طيب انادي لك صالح الحين..
أنا: لالا خلاص.. وش عقبه.. دامنا طحنا بك.. الشكوى لله.. المهم.. جا الدور على غرفة النوم, لازم نحجزها من الحين, فأقول ورا ما امر عليك, ونروح سوا لم المفروشات ونختار؟.. بس انا اقول نخلي الوالده ترتاح بالبيت, ماله داعي ناخذها معنا ونتعبها.. ولا؟؟
ميسون ضحكت وقالت: ما حزرت.. وابشرك تبي ترتاح مني ولا راح تطيح بي لمدة اسبوعين..
أنا: ليش عسى ما شر؟؟
ميسون: نبي نروح لم جده بكره, نتمشى مع اخوي صالح..
أنا: لاه.. وشوله التمشي والخرابيط؟؟.. وأنا الحين ولي أمرك.. ومنيب
راضي...وبعدين بعد العرس نروح للي تبين..
ميسون: يعني ما تقدر تستغني؟؟..وبعدين أنا ولية أمر نفسي.. وجزء من الرحله تجهيز لي..
أنا: ما اقدر استغني.. ضحكتيني..وبعدين مثل ما قلت لك, ما تقدرين تغيبين عن عيني..
ميسون: يعني وش تبي تسوي؟؟.. تبي تلحقنا؟؟.. اساسا أنت ما تعرف وين نبي نسكن,
وأنا منيب معلمتك.. ابي ارتاح منك شوي على الأقل..
أنا: طيـــــــــــب.. نشوف..سلام
ميسون: سلام
وصكيت السماعه, ورحت لم غرفة العجوز..لقيتها تصلي.. استنيتها لمين خلصت ثمن
قلت: أقول.. انت تراكي من زمان ما اعتمرتي.. وشرايك اعتمر بك بكره؟؟
بينما كان خالد يقص قصته, وكانت كل الرقاب متجهه نحوه, قطع كلامه صوت محمد..
محمد: يا شباب.. شوفوا..


يتبع قريبا ;)
الكناني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس