تأنيث المنطقة المركزية في مكة والمدينة بين الإلزام وعزوف الفتيات
المُلاك: الازدحام وطبيعة المنطقة لا يناسبان عمل المرأة وزارة العمل..
لا استثناء سنغلق المحال
بائع يعرض ملابس نسائية على إحدى المتسوقات في الرياض أخيرا. «الاقتصادية»
أمل الحمدي من جدة
بينما كشف لـ "الاقتصادية" الدكتور فهد التخفيفي وكيل وزارة العمل المساعد للتطوير أن وزارة العمل بدأت التنسيق مع المراقبين أمس الأول لإقفال المحال المخالفة للتأثيث في المنطقة المركزية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بعد أن تم منحهم مهلة وتوجيه إنذار لهم في شهر رمضان الفائت، ومن ثم وقف إجراءاتهم في الحاسب الآلي، فإن مستثمرين في المنطقة المركزية أشاروا لـ "الاقتصادية" بعدم إمكانية تأثيث المحال التي تشكل 30 في المائة من مجموع الأنشطة التجارية في المنطقة المركزية نظرا لظروف العمل في تلك المنطقة التي تعمل على مدار 24 ساعة متواصلة وصعوبة الوصول إليها في أوقات المواسم، وهو ما أدى إلى عزوف الفتيات عن العمل المنطقة المركزية رغم الامتيازات المالية التي وضعت.
وأشاروا إلى أن تقييمهم للوضع إلى نهاية الشهر الجاري ومن ثم سيتم التوجه لوزارة العمل لمناقشتها بالوضع وطرح حلول أو استثناءات لتلك المنطقة، مؤكدين أن تأنيث المحال أمر وواجب وطني، وقد نجح تأنيث المحال خارج المنطقة المركزية بكل سهولة، ولكن لم نستطع التأنيث في المنطقة المركزية لعدم موافقة الفتيات رغم منح امتيازات.
وعاد الدكتور التخيفي ليؤكد عدم وجود أي استثناءات لمحال التأنيث في المنطقة المركزية، وأنها ستعامل مثل المحال الأخرى في التأنيث، لافتا إلى أن وجود الموظفات أمر ضروري ولا يسمح لصاحب المحل مباشرة عمله في المحل بشكل مباشر دون وجود موظفة في المحل.
من جهته، أوضح حسن كنسارة عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة التجارية في غرفة مكة ضرورة استثناء المنطقة المركزية من التأنيث وذلك لصعوبة ذلك كون ظروف العمل لا تناسب الفتيات وخاصة أن المحال تعمل على مدار 24 ساعة، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى المنطقة في المواسم. وأشار إلى أن تأنيث المحال أمر لابد منه وخطوة إيجابية حيث خصصت للفتيات أماكن عمل تحفظ خصوصيتهم وتحد من نسب البطالة إضافة إلى الحد من عملية التستر.
وقال استطعنا تأنيث المحال خارج المنطقة المركزية بكل سهولة نظرا لظروف العمل ومناسبتها للفتيات من حيث ساعات العمل، مشيرا إلى أننا في الغرفة نعقد اجتماعات لمناقشة إيجابيات وسلبيات العمل وبحث الحلول البديلة خاصة لدوامات آخر الليل، لافتا إلى أن وزارة العمل تتعاون مع التجار في بحث المعوقات التي تواجههم.
وقال إن تأنيث المنطقة المركزية يستلزم توفير مواصلات آمنة للموظفات وخاصة أن العمل على مدار الساعة، مع أن توفير المواصلات يرفع تكلفة الأيدي العاملة على التاجر برفع العمل إلى ثلاث نوبات إضافة إلى ارتفاع الإيجارات في المنطقة المركزية، لافتا إلى أن "تأنيث المنطقة المركزية ليس مستحيلا ولكنه صعب.
مطالبا وزارة العمل باستثناء تجار المنطقة من الغرامات حتى يتسنى التأنيث بشكل تدريجي وخاصة أن عمل المرأة في هذا المجال يعتبر مستحدثا يحتاج إلى وقت كافٍ حتى في المحال الأخرى التي تتوافر فيها بيئة مناسبة لعمل المرأة.
واتفق عبدالرحمن كمال، مستثمر في المنطقة المركزية، مع عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في مكة المكرمة في ضرورة استثناء المنطقة المركزية من التأنيث، وقال "نحن كأصحاب محال نجد صعوبة في الوصول إلى محالنا في المنطقة المركزية فكيف بالنسبة للفتيات؟. من الصعب جدا الوصول إلى هذه المنطقة بجوار الحرم، على مدار العام سواء في موسم العمرة والحج، فالمنطقة مزدحمة دائماً وتعاني الضغوط".
وأضاف كمال رغم ارتفاع تكلفة الأيدي العاملة للتأنيث لكن استطعنا تجاوزها وتأنيث المحال خارج المنطقة المركزية بشكل شبه كامل، إلا أننا لم نستطع تأنيث المحال داخل المنطقة المركزية فلا توجد فتيات يرغبن في العمل في المنطقة المركزية رغم حرصنا على ترشيح فتيات يسكن منطقة قريبة من المنطقة المركزية نظرا للمواصلات، ولكن حتى الآن لم تتقدم أي فتاة للعمل في المنطقة المركزية رغم عروض الوظائف التي قدمناها.