أخي الكناني
شـكرا على مداخلتك وحقيقة سـؤالك يثير الكثير من المواجع ولا أجد جوابا مختصرا سوى القول أن الزمن يحلها وهذا ليس تهربا من الجواب ولكن لأن سؤاليك الالحاقيين عن حجم الضرر الاقتصادي والسياسي لو "حاولنا " الانعتاق من التبعية للدولار والضريبة التي قد ندفعها ويدفعها اقتصادنا لو انهينا هذا الارتباط تحتاج مني تحليل القرارات والاتفاقيات والمؤتمرات على الأقل منذ عام 1908 م وبدء اتفاقية الخط الأحمر التي بدأ معها التواجد الأمريكي في الخليج مرورا بمشروع مارشال لاعادة إعمار أوربا واتفاقية برتن وودز عام 1944 م "المصيدة " وانسحاب أمريكا من نظام قاعدة الذهب لتثبيت قوة الدولار وربطها بقوة الدولة ــ امريكا ــ عام 1971 م وتخطيطها للسيطرة على موارد الطاقة والتي زادت وضوحا عام 1973 م حيث مقولة كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي آنذاك " البترول أهم من أن يبقى في أيدى العرب " وما تبع ذلك من حروب ـ خليج أولى وثاني وثالثة واحتلال ـ منذ تحقيق أمريكا لما يعرف بالحصـانة السـياسية والاقتصادية والثقافية فأمريكا دولة محصنة بمعني أنها وصلت لدرجة تحتاجها جميع الشعوب أو هكذا يقال وأصبح معها الدولار يسيطر على أكثر من 55 % من التجارة العالمية و 80 % من الأسهم العالمية تقيم بالدولار واقتصادها يمثل 33 % من الاقتصاد العالمي وليس هناك فكاك إلا بتفكك أمريكا الذي يبدو أنه صعبا ولكنه بدأ مع بداية ممارسة امريكا للبغي وعزاؤنا هنا أن الحصاتة والبغي لا يجتمعان وهذا ما يبشر بالسقوط والتاريخ يؤكد ذلك بشهادة بعض المفكرين من الأمريكيين أنفسهم مثل فندلي في كتابه " سقوط الامبراطوريات " لا أريد أن أعطي صورة رمادية ولكنه الواقع وقد كتبت عدة مقالات مطولة في هذا الخصوص وانا بصدد كتابة تحليل جديد مبني على المعطيات السابقة والحالية وسف ينشر قريبا . وعلى فكرة بالرغم من خسائرنا الكبيرة بسبب انخفاض الدولار إلا أن الضرر والضريبة أكبر لو...
مع تحياتي
|