قصة الباذنجانة والمرأة من مذكرات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
 

[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=#ff0000]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=#ff0000]بسم الله الرحمن الرحيم [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]قال الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته:[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=black](قصة المرأة والباذنجانة)[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال،[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري، وهدمه وبناه مسجداً.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربي عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، وكان أهل الحي يثقون به ويرجعون إليه في أمور دينهم وأمور دنياهم، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وكان هناك تلميذ مضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه، وكان يسكن في غرفة المسجد.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، وليس عنده ما يطعمه ولا ما يشتري به طعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع،[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]يقول الطنطاوي: وهذه القصة واقعة أعرف أشخاصها وأعرف تفاصيلها وأروي مافعل الرجل، ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، والبيوت فيها متلاصقة والسطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فصعد إلى سطح المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره وابتعد، ونظر فرأى إلى جانبها داراً خالية وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتين من السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، وأسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بها باذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وقال لنفسه: أعوذ بالله، أنا طالب علم مقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟؟ [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وكبر عليه ما فعل، وندم واستغفر ورد الباذنجانة، وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاءت امرأة مستترة، ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه وقال له: هل أنت متزوج؟ قال: لا، قال: هل تريد الزواج؟ فسكت، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فقال له الشيخ: قل هل تريد الزواج ؟ قال: يا سيدي ما عندي ثمن رغيف والله فلماذا أتزوج؟ [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]قال الشيخ: إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها- [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة- وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله، لئلا تبقى منفردة، فيطمع فيها الأشرار وأولاد الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فدعا بعمها ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيدها، وأخذت بيده، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عن وجهها، فرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله، وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة، فقالت: عجباً من دخل الدار فعضها؟؟[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرة الأمانة، عففت عن الباذنجانة الحرام، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[SIZE=6][FONT=Arial Black][COLOR=#ff0000]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=Arial Black][COLOR=#ff0000]بسم الله الرحمن الرحيم [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]قال الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته:[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=black](قصة المرأة والباذنجانة)[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال،[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري، وهدمه وبناه مسجداً.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]



[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربي عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، وكان أهل الحي يثقون به ويرجعون إليه في أمور دينهم وأمور دنياهم، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وكان هناك تلميذ مضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه، وكان يسكن في غرفة المسجد.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]



[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، وليس عنده ما يطعمه ولا ما يشتري به طعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع،[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]



[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]يقول الطنطاوي: وهذه القصة واقعة أعرف أشخاصها وأعرف تفاصيلها وأروي مافعل الرجل، ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]



[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، والبيوت فيها متلاصقة والسطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فصعد إلى سطح المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره وابتعد، ونظر فرأى إلى جانبها داراً خالية وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتين من السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، وأسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بها باذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وقال لنفسه: أعوذ بالله، أنا طالب علم مقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟؟ [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]



[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وكبر عليه ما فعل، وندم واستغفر ورد الباذنجانة، وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاءت امرأة مستترة، ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه وقال له: هل أنت متزوج؟ قال: لا، قال: هل تريد الزواج؟ فسكت، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]فقال له الشيخ: قل هل تريد الزواج ؟ قال: يا سيدي ما عندي ثمن رغيف والله فلماذا أتزوج؟ [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]



[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]قال الشيخ: إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها- [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة- وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله، لئلا تبقى منفردة، فيطمع فيها الأشرار وأولاد الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=red]وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]



[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=darkred]فدعا بعمها ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيدها، وأخذت بيده، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عن وجهها، فرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله، [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=darkred]فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرة الأمانة، عففت عن الباذنجانة الحرام، [/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=darkred]فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]