المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترك الفرصه للمغفل


د. أحمد الخضير
26-12-2004, 07:44 AM
حذر مدير هيئة الرقابة المالية البريطانية اندروبروكتور من الشركات التي تعرض أرباحا خيالية في فترة قصيرة قائلا "إذا عرض عليك أحدهم فرصة استثمار أو مشروع يعدك بأرباح خيالية وبسرعة، عليك الهروب من الفرصة واتركها لمغفل آخر".

وجاء تحذير بروكتور الذي نشرته جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية بعد أن استهدفت "شركات زائفة" عددا كبيرا من الراغبين في الاستثمار، خاصة رجال الأعمال والمتقاعدين المقتدرين ممن تجاوزوا الخمسين من العمر بهدف إقناعهم باستثمار أموالهم في فرص استثمارية تعدهم بمدخول وأرباح طائلة.

وعلى الصعيد نفسه كشفت سلطة تنظيم الخدمات المالية البريطانية أن الضحايا ليسوا من الساذجين، بل أن كثيرا منهم رجال أعمال متمرسون، ولديهم المال الكافي للاستثمار، ورغم ذلك لا تحميهم حصافتهم من الوقوع فريسة سهلة للمحتالين المحترفين.

وتسلمت السلطة أكثر من 150 شكوى من ضحايا فقدوا أموالهم عن طريق هذه الشركات، وقامت بدارسة تفصيلية دقيقة لكل الحالات، واكتشفت أن القائمين على هذه الشركات مجموعة من الأشخاص الأذكياء المنحرفين، يعملون بدون ترخيص، ولا يتمتعون بأية قيم أخلاقية في التعامل همهم الوحيد سلب أموال الضحايا بأية طريقة.

وذكرت أنه يجري استخدام أساليب نفسية لإقناع "الضحية" بالاستثمار، إذ يمتدحون "الشخص المستهدف" ويجعلونه يشعر بأنه شخصية مهمة للغاية، وبعد أن يرضخ لإملاءاتهم، يظن الشخص أنه استثمر في شركات القنية العالية (هاي تيك) أو أبحاث طبية ويذهب ليفاخر بأنه مستثمر بارع، لكن ما لا يعرفه أحد هو أن هذه الشركات وهمية، ولا وجود لها، مشيرة إلى أن عمليات النصب تبدأ في غرفة قد تكون في طابق سفلي تسمى "غرفة العمليات".

وذكر مدير هيئة الرقابة المالية مثالا: أن أحد المستثمرين خسر 40 ألف دولار عندما وقع ضحية لـ"غرفة عمليات يابانية" بعد أن بهره موقع الشركة على الإنترنت وظن أنها حقيقية، وطمأنوه أن استثماراته ستكون في شركات في مجال أبحاث الجينات الوراثية، ووعدوه بأن تكون العوائد مجزية خلال فترة وجيزة، وأنهم يودون إقامة علاقة تعاون معه على المدى البعيد، لكن بعد 6 شهور أجرى اتصالا ليستفسر عن استثماراته، فوجد أن الشركة اختفت وأمواله "تبخرت".

ومن جهته قال مدير وكالة تحري لتنظيم معاملات الإنترنت طوني هيذرنغتون إن المحتالين يحصلون على قائمة بأسماء وعناوين مستثمرين سابقين، ويجرون اتصالات هاتفية على جانب كبير من التهذيب، ويتملقون الضحية بإطراء مجاني سخّي، فيشعر المستثمر المستهدف بالخجل ويوافق على الاستثمار، ويخبر أصدقاءه أن وكيله في زوريخ استثمر مبلغا ما بالنيابة عنه في شركة (سين أو جيم) من دون أن يدرك أنه "ضحية".

يشار إلى أن شركات مشابهة قد انتشرت في عدد من الدول العربية في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي وأوائل عام 2000.

منقول