المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيئة سوق المال ... بين المطرقة والسندان


نورس
27-11-2004, 10:40 PM
مسكينة هيئة سوق المال ، فهي في وضع لا تحسد عليه .
هوامير السوق ( كبار المضاربين ومديري المحافظ وصناديق الإستثمار في البنوك وبعض الجهات الحكومية ) لا يحبونها .
" وجمهور السوق " وغالبيتهم من صغار المستثمرين يلومونها .
وهي تفهم ، كما نفهم نحن , لماذا لا يحبها كبار السوق .
لكن ما يحزنها ، وربما يربكها ، ملامة جمهور المتداولين .
ولا يمكن لنا أن ندعي ضعف الذاكرة . فمايو مازال قريبا ، والكهرباء كانت أداته .
يومها .. دبّج الهوامير قصائد الغزل في مؤسسة النقد لأنها لم تتدخل وتركت السوق لآلياته ......... يقصدون " آلياتهم " . واحتج صغار المستثمرين ممن خسروا مدخراتهم متظلمين من وقوفها موقف المتفرج وعدم تحديدها لنسب تذبذب منخفضة لوقف انهيار السوق .
اليوم .. عندما تدخلت الهيئة في سهم الكهرباء ، فقط لتتحقق ، لامها الكثيرون من هوامير السوق وجمهوره .
والكل وجد مدخله للملامة .
بعضهم بإسم من تبقى من " متعلقي " مايو . وأشك أنهم كثرة . واعتقد أن كثيرين منهم قد تصرفوا وعوضوا ، وأكثر من أبقوا على السهم الى الآن هم من لديهم القدرة على العمل في غيره ، والله أعلم . لكن مثل هذه القرارات ليست معنية ، للأسف ، بالحالات الفردية .
البعض تحدث عن التوقيت ، وفي الأمر خلاف قابل للنقاش .
والبعض تساءل عن عدم تحديد ارتفاعات سابك والبنوك وغيرها من القياديات متجاوزا ما يعرفه عن " جماهيرية " سهم الكهرباء وأثرها الواقعي والسيكولوجي على السوق والمتداولين .
والبعض تحدث عن قانونية القرار ومشروعيته . وأعيد هنا ما ذكرته في مداخلة أخرى " أن المطالبة بمشروعية مطلقة لقرار الهيئة تتطلب توفر مشروعيات أخرى تتعلق بممارسات تحالف
كبار المضاربين ومديري المحافظ وكبار مسؤولي الشركات ومجاسبيهم القانونيين ومن فتل فتلهم"
كثيرون تحدثوا عن القرار . ولم يخل الحديث في غالبه من الملامة والسخط أحيانا ، كلٍ حسب موقفه من السوق وفي السوق .
لكن ما كان ثابتا أن الهية قالت كلمتها : أنها ستتدخل . ليس فقط عندما يحدث تجاوز أو تلاعب ، ولكن عندما تشك ـ مجرد شك ـ أن هناك احتمال لذلك .
لست مدافعا عن الهيئة ، وهي إلى الآن لم تكشف لنا عن وجهها ولا نعرف ملامحها الحقيقية ، وأعتقد لكونها " هيئة جماهيرية " أنها تفتقد إلى مهارات الاتصال الفاعل والمقنع بجمهورها ، وأتفق مع الكثيرين أن خطواتها أبطأ مما نأمل ، وأن منجزها أقل من طموحنا ، لكن قبل الإسراف في اللوم دعونا نتأمل ما يلي بشيء من الموضوعية :
-: أن نتأمل " البيئة العامة " التي تعمل فيها الهيئة : مستوى قيم العمل وقيم النظام واحترامه، وقيم الإنجاز وقيم النزاهة " ومستوى خطوط الدعم المتوفرة لها " .
-: أن نتذكر صراع المصالح ومراكز القوى التي يهمها تعطيل عمل الهيئة أو على الأقل احتوائها، ويفرحها تعثرها .
-: أن نتذكر أن أكثر من يهمهم نجاح الهيئة واشتداد عودها هم جمهور السوق وصغاره وليس نخبته وكباره . والأهم أنه في حين أن الهيئة تملك السلطة النظامية ، فهي بحاجة إلى " السلطة المعنوية " التي تستمدها من جمهور السوق في مواجتها لكباره ، وأن مساندتنا لها تمنحها الثقة في مواقفها وقراراتها .
ولا يعني هذا أن لا ننتقدها . ولكن لنكن بجانبها ان عثرت ، وليكن نقدنا نقد النصير . لنقل لها : شكرا .. ولكن . أحسنت .. وحبذا .
ومن حقنا أن نطالها بالمزيد لكن دون أن نكون سندانا لمطرقة خصومها .
والله من وراء القصد ،،،