المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 70 دولاراً لبرميل النفط.. قريبا جداً!


من نجد
27-10-2004, 02:34 PM
70 دولاراً لبرميل النفط.. قريبا جداً!



Al Qabas - 27/10/2004

تحاول وزارات المال او الخزانة في مختلف انحاء العالم وضع تصورات مسبقة عن تأثير اسعار النفط في اقتصاداتها ومعدلات النمو المستقبلية في ضوء ارتفاع اسعار النفط بمعدلات «غير مسبوقة وبعدما تجاوزت الاسعار مستوى 50 دولاراً للبرميل واصبحت تدور حولها من دون اي دلائل على عودتها الى مستويات متدنية كانت سائدة قبل موجة تعزيز الاسعار» التي بدأت ملامحها منتصف سنة 2003 واستمرت سنة 2004 بمجملها حين سجلت تحسناً بنسب تجاوزت 80 في المئة للخام الاميركي.

ومع ان عدداً كبيراً من الاقتصاديين يروج بان اسعار النفط «لم تصل بعد الى مستويات ازمة النفط واسعاره في السبعينات اذا تم الاخذ بالاعتبار مستويات التضخم» يقول هؤلاء إن الاسعار لا تزال اقل بنسبة 40 في المئة من مستويات عام 1980 اذا جرى تقويم النفط بسعر الدولار الذي كان سائداً في تلك الفترة.

وفي رأي معاكس يرى اقتصاديون «ان اسعار تلك الفترة ارتفعت بسبب احداث سياسية وعسكرية طارئة ولفترة محدودة في حين ان الاسعار الحالية للنفط تعود في مستوياتها المرتفعة الى عوامل اقتصادية اساسها ارتفاع الطلب على الخام في مجموعة دول يمثل عدد سكانها نحو ثلث عدد سكان الكرة الارضية ما يجعل الازمة مستمرة».

وترتفع الاسعار والطلب حالياً بمعدل غير مسبوق في الاربعين عاماً الماضية. ويعود السبب في ذلك الى «العطش النفطي» في الصين التي نما اقتصادها بمعدل 15 في المئة العام الماضي وبنحو 9.5 في المئة في الاشهر التسعة الاولى من السنة الجارية.

ويقول دوغ ماكويليامز من مركز بحوث الاعمال والاقتصاد «لم يُقدر احد في الماضي تأثيرات حجم النمو الصيني في الطلب على النفط ويبدو ان الطلب الاضافي من الصين سيزداد بسرعة لم يحسب حسابها على الاطلاق».

الطلب الصيني

ويتوقع ان يصل الطلب الصيني الى مستويات تقارب 11 مليون برميل يومياً سنة 2025 من مستوى 5 ملايين برميل يومياً السنة الجارية، مقابل نمو الطلب في الولايات المتحدة (اكبر مستهلك للنفط في العالم) الى 29 مليون برميل يومياً سنة 2025 من مستواه الحالي البالغ 20 مليون برميل يومياً. ويُقدر ان ينمو الطلب الاوروبي الى 16 مليون برميل يومياً سنة 2025 من مستواه الحالي الذي لا يتجاوز 15 مليون برميل يومياً وفق توقعات ادارة معلومات الطاقة الاميركية.

ويقول ماكويليامز «يمكن ان نرى سعر 70 دولاراً للبرميل في فرصة اكثر قرباً وفي الحالات العادية من دون معارك تعرقل الامدادات».

ومع ارتفاع الطلب على النفط يرتفع الطلب كذلك على الناقلات التي لا يمكن لعددها ان يلبي حاجات الدول المتعطشة للخام كما ان سرعة بنائها لا تتناسب مع سرعة الحاجة الى نقل الخام.

ويعزز ماكويليامز تصوراته لاسعار النفط بالقول ان عدد سكان الصين يصل الى اربعة اضعاف عدد سكان الولايات المتحدة لكن اي اميركي يستهلك ما معدله 10 اضعاف معدل استهلاك اي صيني، لكن زيادة نسبة نمو الاقتصاد الصيني ستؤدي الى ارتفاع دخل الفرد ومن ثم الى زيادة حاجته الى السيارة ولاحقاً ارتفاع حاجته الى الطاقة.

وتعتقد وكالة الطاقة الدولية ان النمو المحقق في الهند و«بسبب ان نصف عدد سكانها دون 25 سنة يمكن ان يزيد الضغوط على اسعار الخام» كذلك مع اضافة عدد سكان اندونيسيا ونمو تلك الدولة اقتصادياً سيعني «ان مستوى 20 او 30 دولاراً لبرميل النفط اصبح جزءاً من الماضي».

الطاقة المتجددة

وكان رئيس برنامج الطاقة في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن روبرت ابل حض في دراسة اخيرة على زيادة الاستثمار في برامج الطاقة المتجددة والى ضخ مبالغ كبيرة في حقول الدول التي تملك احتياطات ضخمة، خصوصاً في دول الخليج وتحديداً في السعودية التي لديها اكبر احتياط مثبت في العالم (نحو 266 مليار برميل) والكويت (96 مليار برميل) والعراق (115 مليار برميل ويقدر الاحتياط الذي يمكن اكتشافه بنحو 214 مليار برميل).

وتشير دراسات عدة الى ان انتاج دول «اوبك» سنة 2010 يمكن ان يرتفع الى 45 مليون برميل يومياً من المستوى الحالي البالغ 30 مليون برميل يومياً «اذا تأمنت الاستثمارات اللازمة والوضع السياسي المستقر». وتستهدف زيادة انتاج «اوبك» مقابلة الطلب الدولي على الخام الذي قد يتجاوز مستوى 100 مليون برميل من نحو 82 مليون برميل حالياً والذي قد تستهلك نصف زيادته الاقتصادات الفتية في آسيا.

ويقول آدام سيمنسكي محلل شؤون الطاقة في «دويتشه بنك» ستزداد اهمية منطقة الخليج اعتباراً من سنة 2010 ولا بد لدول «اوبك» ان ترفع انتاجها الى 45 مليون برميل يومياً سنة 2020 لمواجهة نمو الطلب الدولي خصوصاً من الصين والهند وغيرهما من دول آسيا.