من نجد
25-06-2004, 03:00 AM
العملاق الصيني يغير الحسابات في سوق النفط
مع ارتفاع سعر النفط في شهر مايو/آيار الى اعلى معدل له منذ 21 عاما، وهو اكثر من 41 دولارا للبرميل، كثرت التساؤلات عن اسباب هذا الارتفاع، وتصاعدت دعوات الدول الصناعية لمنظمة اوبك لزيادة الانتاج بهدف خفض الاسعار.
غير ان محللين يرون ان العلاج التقليدي، وهو زيادة العرض، لن تكفي للنزول بالاسعار بشكل مؤثر نظرا لان هناك زيادة كبيرة في جانب الطلب، وبشكل خاص من جانب الصين التي ارتفع طلبها على النفط بشكل واضح خلال العام الحالي.
فقد بلغ استهلاك الصين، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1300 مليون نسمة، من النفط في الربع الاول من عام 2004 قرابة 6.2 مليون برميل يوميا مقابل 5.2 مليون برميل يوميا في نفس الفترة من العام الماضي، اي بزيادة تقدر بنحو 20%.
وفي نفس الوقت ظل الانتاج الصيني من النفط ثابتا تقريبا عند مستوى 3.4 مليون برميل يوميا منذ عام 2002 مع وصول قدرات الانتاج في الصين الى حدها الاقصى، الامر الذي اتجهت معه الصين، مع استمرار نموها الواسع، الى اسواق النفط لتحصل على احتياجاتها عن طريق الاستيراد.
وكانت النتيجة ان اصبحت الصين ثاني اكبر مستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، وتقدمت على اليابان التي ظل استهلاكها من النفط شبه ثابت في الاعوام الاخيرة بسبب حالة الركود التي مر بها اقتصادها، واصبحت تحتل المركز الثالث حاليا من حيث استيراد النفط.
وبدا واضحا ان الصين اصبحت من كبار اللاعبين في سوق النفط، وان هذا غير الحسابات في هذا السوق.
وعبر عن هذا مسؤولون في اوبك، من بينهم وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل راميريز الذي قال "أن الأسعار الموجودة في السوق حاليا لا تتعلق بمستوى الإنتاج"، ووزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري الذي قال "لا اعتقد ان السيطرة على الاسعار في ايدي اوبك".
سيناريو مكرر
والحقيقة انه يمكن فهم ما حدث في سوق النفط بشكل اوضح بالنظر الى سيناريو مشابه تكرر في اسواق مواد البناء، خاصة الاسمنت والصلب.
فقد نما الاقتصاد الصيني بمعدل 9.1% خلال عام 2003، وهو اعلى معدل نمو في العالم، وادى هذا الى قفزة في الطلب الصيني على مواد البناء بحيث استهلكت الصين وحدها العام الماضي 40% من الصادرات العالمية من الاسمنت، و27% من الصادرات العالمية من الصلب، وكانت النتيجة الطبيعية هي ارتفاع سريع في اسعار الاسمنت والصلب في الاسواق العالمية.
ونظرا لان معدل النمو لم يقل في الصين عن 8% خلال الاعوام الثلاثة الماضية، فان المراقبين يتوقعون ان يستمر النمو بمستوى جيد في السنوات القادمة.
وعلى الرغم من ان رئيس الوزراء الصيني وين جياباو اكد في لقاء مع رجال الاعمال البريطانيين مؤخرا ان بلاده تخشى من ان يؤدي النمو السريع الى حدوث تضخم، فانه حتى مع ابطاء حركة الاقتصاد الصيني بصورة ما، يتوقع الاقتصاديون ان يظل احد اسرع اقتصاديات العالم نموا في السنوات الخمس القادمة.
توقعات في سوق النفط
ومع استمرار نمو الاقتصاد الصيني سيستمر تزايد الطلب على الطاقة بشكل خاص.
وحسب توقعات الوكالة الدولية للطاقة فان طلب الصين على النفط سيرتفع بشكل مستمر حتى يصل الى نحو 15.9 مليون برميل يوميا في عام 2025، ينتظر ان تستورد منه الصين نحو 7.5 مليون برميل يوميا.
والامر الجدير بالملاحظة انه مع ارتفاع مستوى الدخل في الصين زاد الاقبال على شراء السيارات بشكل تتنافس معه شركات انتاج السيارات على الفوز بقطعة من السوق الصيني الذي سيكون الاكبر في العالم، وهو ما يسلتزم بالتبعية زيادة استهلاك النفط.
وهذا يعني انه بمرور الوقت ستزداد اهمية الصين في سوق النفط، وهو الامر الذي سيكون له آثار اقتصادية وسياسية واسعة.
المصدر\بي بي سي العربية بقلم\محمود القصاص
أبشرو بالخير الخير قادم بإذن الله
مع ارتفاع سعر النفط في شهر مايو/آيار الى اعلى معدل له منذ 21 عاما، وهو اكثر من 41 دولارا للبرميل، كثرت التساؤلات عن اسباب هذا الارتفاع، وتصاعدت دعوات الدول الصناعية لمنظمة اوبك لزيادة الانتاج بهدف خفض الاسعار.
غير ان محللين يرون ان العلاج التقليدي، وهو زيادة العرض، لن تكفي للنزول بالاسعار بشكل مؤثر نظرا لان هناك زيادة كبيرة في جانب الطلب، وبشكل خاص من جانب الصين التي ارتفع طلبها على النفط بشكل واضح خلال العام الحالي.
فقد بلغ استهلاك الصين، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1300 مليون نسمة، من النفط في الربع الاول من عام 2004 قرابة 6.2 مليون برميل يوميا مقابل 5.2 مليون برميل يوميا في نفس الفترة من العام الماضي، اي بزيادة تقدر بنحو 20%.
وفي نفس الوقت ظل الانتاج الصيني من النفط ثابتا تقريبا عند مستوى 3.4 مليون برميل يوميا منذ عام 2002 مع وصول قدرات الانتاج في الصين الى حدها الاقصى، الامر الذي اتجهت معه الصين، مع استمرار نموها الواسع، الى اسواق النفط لتحصل على احتياجاتها عن طريق الاستيراد.
وكانت النتيجة ان اصبحت الصين ثاني اكبر مستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، وتقدمت على اليابان التي ظل استهلاكها من النفط شبه ثابت في الاعوام الاخيرة بسبب حالة الركود التي مر بها اقتصادها، واصبحت تحتل المركز الثالث حاليا من حيث استيراد النفط.
وبدا واضحا ان الصين اصبحت من كبار اللاعبين في سوق النفط، وان هذا غير الحسابات في هذا السوق.
وعبر عن هذا مسؤولون في اوبك، من بينهم وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل راميريز الذي قال "أن الأسعار الموجودة في السوق حاليا لا تتعلق بمستوى الإنتاج"، ووزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري الذي قال "لا اعتقد ان السيطرة على الاسعار في ايدي اوبك".
سيناريو مكرر
والحقيقة انه يمكن فهم ما حدث في سوق النفط بشكل اوضح بالنظر الى سيناريو مشابه تكرر في اسواق مواد البناء، خاصة الاسمنت والصلب.
فقد نما الاقتصاد الصيني بمعدل 9.1% خلال عام 2003، وهو اعلى معدل نمو في العالم، وادى هذا الى قفزة في الطلب الصيني على مواد البناء بحيث استهلكت الصين وحدها العام الماضي 40% من الصادرات العالمية من الاسمنت، و27% من الصادرات العالمية من الصلب، وكانت النتيجة الطبيعية هي ارتفاع سريع في اسعار الاسمنت والصلب في الاسواق العالمية.
ونظرا لان معدل النمو لم يقل في الصين عن 8% خلال الاعوام الثلاثة الماضية، فان المراقبين يتوقعون ان يستمر النمو بمستوى جيد في السنوات القادمة.
وعلى الرغم من ان رئيس الوزراء الصيني وين جياباو اكد في لقاء مع رجال الاعمال البريطانيين مؤخرا ان بلاده تخشى من ان يؤدي النمو السريع الى حدوث تضخم، فانه حتى مع ابطاء حركة الاقتصاد الصيني بصورة ما، يتوقع الاقتصاديون ان يظل احد اسرع اقتصاديات العالم نموا في السنوات الخمس القادمة.
توقعات في سوق النفط
ومع استمرار نمو الاقتصاد الصيني سيستمر تزايد الطلب على الطاقة بشكل خاص.
وحسب توقعات الوكالة الدولية للطاقة فان طلب الصين على النفط سيرتفع بشكل مستمر حتى يصل الى نحو 15.9 مليون برميل يوميا في عام 2025، ينتظر ان تستورد منه الصين نحو 7.5 مليون برميل يوميا.
والامر الجدير بالملاحظة انه مع ارتفاع مستوى الدخل في الصين زاد الاقبال على شراء السيارات بشكل تتنافس معه شركات انتاج السيارات على الفوز بقطعة من السوق الصيني الذي سيكون الاكبر في العالم، وهو ما يسلتزم بالتبعية زيادة استهلاك النفط.
وهذا يعني انه بمرور الوقت ستزداد اهمية الصين في سوق النفط، وهو الامر الذي سيكون له آثار اقتصادية وسياسية واسعة.
المصدر\بي بي سي العربية بقلم\محمود القصاص
أبشرو بالخير الخير قادم بإذن الله