د. علي دقاق
26-02-2004, 07:20 PM
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ : 6/1/1425 هــ
الموافق : 26/2/2004 م
العـدد : 984
شؤون اقتصادية
الرأي
منظمة التجارة.. ومسألة الوقت!
المصدر : د. علي دقاق
مر على قيام منظمة التجارة العالمية منذ انشائها في 1/1/1995م ما يقارب العشر سنوات وهي تقريبا نفس الفترة التي تقدمت فيها المملكة بطلب الانضمام للمنظمة العالمية ولا ضير في طول المدة طالما ان هناك تقدما في المحادثات والمفاوضات الجارية والمجدولة.
واذا كان الموضوع المتعلق بالوقت مقبولا تبقى في نظري التبريرات الجاهزة عند طرح سؤال متى الانضمام? غير مقبولة خاصة ان بعض التبريرات ليست محل مقارنة ومنها القول بأن انضمام الصين استغرق اكثر من 15 عاما كونه تبريرا غير فني اذا ما اخذنا في الاعتبار حجم تجارة الصين الخارجية خاصة في السلع غير النفطية التي تشغل حيزا كبيرا من اتفاقيات المنظمة العالمية.
ما يطرح حاليا من معلومات حول انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية فيه الكثير من الغموض خاصة من الطرف السعودي المفاوض. فما اوردته وكالات الانباء على لسان المدير السابق للمنظمة عن سيرالمفاوضات بين المملكة كطرف وبعض الاطراف والشركاء التجاريين المهمين كالولايات المتحدة حقيقة قدم صورة ضبابية عن سير المفاوضات سابقا وايضا خلال الفترة الحالية حيث وصفها بأنها اكثر جدية حاليا عنها في السابق خاصة في السنة الاخيرة 2003م.
والسؤال هنا من المسؤول عن تقييم الفريق المفاوض بصفوفه الثلاثة المفترضة وماذا عن تسع سنوات من المفاوضات..? ولا نقف عند رأي المدير السابق للمنظمة حيث ومع بدء الجولة العاشرة من المفاوضات بتنا نسمع نفس الكلام ان الانضمام لعضوية المنظمة التي باتت تشمل اكثر من 90% من شعوب العالم انها مسألة وقت. شخصيا لا اعتقد انها مسألة وقت بقدر ماهي مسألة فكر وتبادل معلومات وتنظيم للوقت. فكل طرف من الاطراف يفترض ان يدخل المفاوضات وفقا لأجندة معينة مبنية على سياسات اقتصادية معينة وواضحة ومدعومة بفريق متخصص يختلف عن الصف الاول المفاوض خلالها باختلاف السلعة او الخدمة محل التفاوض وهذا بالطبع يعبر عن الحد الادنى من الجدية التي تحقق المصلحة الوطنية.
يبدو ان ما ينشر على لسان بعض اعضاء الوفود الاخرى في رأيهم هو ما نريد او نحب سماعه. فأمر الانضمام للمنظمة محسوم كلام معسول, العوائق بسيطة, والمسألة وقت, وو....... ولكن تحديد العوائق مكانه طاولة المفاوضات خلال العشر سنوات الماضية ألم نستطع تحديد ما نريد وما هو مطلوب وفقا لشروط الانضمام للمنظمة من جهة ووفقا لمبادئنا وقيمنا من جهة اخرى.
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000
التاريخ : 6/1/1425 هــ
الموافق : 26/2/2004 م
العـدد : 984
شؤون اقتصادية
الرأي
منظمة التجارة.. ومسألة الوقت!
المصدر : د. علي دقاق
مر على قيام منظمة التجارة العالمية منذ انشائها في 1/1/1995م ما يقارب العشر سنوات وهي تقريبا نفس الفترة التي تقدمت فيها المملكة بطلب الانضمام للمنظمة العالمية ولا ضير في طول المدة طالما ان هناك تقدما في المحادثات والمفاوضات الجارية والمجدولة.
واذا كان الموضوع المتعلق بالوقت مقبولا تبقى في نظري التبريرات الجاهزة عند طرح سؤال متى الانضمام? غير مقبولة خاصة ان بعض التبريرات ليست محل مقارنة ومنها القول بأن انضمام الصين استغرق اكثر من 15 عاما كونه تبريرا غير فني اذا ما اخذنا في الاعتبار حجم تجارة الصين الخارجية خاصة في السلع غير النفطية التي تشغل حيزا كبيرا من اتفاقيات المنظمة العالمية.
ما يطرح حاليا من معلومات حول انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية فيه الكثير من الغموض خاصة من الطرف السعودي المفاوض. فما اوردته وكالات الانباء على لسان المدير السابق للمنظمة عن سيرالمفاوضات بين المملكة كطرف وبعض الاطراف والشركاء التجاريين المهمين كالولايات المتحدة حقيقة قدم صورة ضبابية عن سير المفاوضات سابقا وايضا خلال الفترة الحالية حيث وصفها بأنها اكثر جدية حاليا عنها في السابق خاصة في السنة الاخيرة 2003م.
والسؤال هنا من المسؤول عن تقييم الفريق المفاوض بصفوفه الثلاثة المفترضة وماذا عن تسع سنوات من المفاوضات..? ولا نقف عند رأي المدير السابق للمنظمة حيث ومع بدء الجولة العاشرة من المفاوضات بتنا نسمع نفس الكلام ان الانضمام لعضوية المنظمة التي باتت تشمل اكثر من 90% من شعوب العالم انها مسألة وقت. شخصيا لا اعتقد انها مسألة وقت بقدر ماهي مسألة فكر وتبادل معلومات وتنظيم للوقت. فكل طرف من الاطراف يفترض ان يدخل المفاوضات وفقا لأجندة معينة مبنية على سياسات اقتصادية معينة وواضحة ومدعومة بفريق متخصص يختلف عن الصف الاول المفاوض خلالها باختلاف السلعة او الخدمة محل التفاوض وهذا بالطبع يعبر عن الحد الادنى من الجدية التي تحقق المصلحة الوطنية.
يبدو ان ما ينشر على لسان بعض اعضاء الوفود الاخرى في رأيهم هو ما نريد او نحب سماعه. فأمر الانضمام للمنظمة محسوم كلام معسول, العوائق بسيطة, والمسألة وقت, وو....... ولكن تحديد العوائق مكانه طاولة المفاوضات خلال العشر سنوات الماضية ألم نستطع تحديد ما نريد وما هو مطلوب وفقا لشروط الانضمام للمنظمة من جهة ووفقا لمبادئنا وقيمنا من جهة اخرى.
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000