شرواك
03-06-2011, 11:26 AM
التوعية بترشيد الكهرباء في بيوت الله
التوعية بكيفية ترشيد الكهرباء، واستضافة خبراء هندسيين للحديث عن كيفية الترشيد من خلال الأساليب العلمية العمرانية الحديثة في التصميم للمساجد، وركز الخبراء العمرانيون على جوانب البيئة، وكيفية التعامل معها لترشيد أفضل للكهرباء في المساجد.
في البداية قدم المهندس علي بن عثمان الناجم مؤسس مشارك للمجلس السعودي للأبنية الخضراء، نائب رئيس مجلس العمارة في الهيئة السعودية للمهندسين ومستشار أعلى للطاقة، مقترحات لتصميم المساجد في المنطقة الخليجية حتى تصبح أفضل بيئياً فقال: هناك عدة مقترحات على شكل نقاط وقد نشرتها في كتاب لي بعنوان ''رؤى بيئية لمستقبل العمارة الخليجية''، وهي على النحو التالي:
أولا: بالنسبة للمسجد ذي الفناء على الرغم من الدراسات التي قللت من أهمية الفناء ودوره إلا أن الحاجة إليه - كما بدا لي - مهمة كما أثبتتها الدراسات التي قمت بها طبعاً على أن الفناء يأخذ حكم المسجد، فيمكن أداء الصلاة فيه إلى ما يزيد على ثلث أوقات الصيف (39 في المائة).
فمن يطلب ترشيد الطاقة فيمكنه خفض الطلب على الطاقة، خاصة التكييف إلى أكثر من ثلث الطاقة.
وأيضاً إيجاد اعتمادية أكثر على الطاقات الطبيعة. وهذا فضلاً عن الاستمتاع بالطقس الجميل بالتبريد والتهوية الطبيعيين وتوفير مناخ صحي أكثر وأفضل لأكثر أيام السنة، خاصة في أوقات المغرب والعشاء والفجر.
ثانيا: الفتحات الجانبية المظللة: توفير فتحات في جميع الجهات ما عدا جهة القبلة. وعلى الأقل في الجهتين الشمالية والجنوبية - أي على جانبي القبلة في الجهة الغربية - على أن يغطي الفتحات الظل بالكامل أو أكثرها. أو توفيرها في أعلى قاعة الصلاة.
أي فتحات علوية بالمعايير نفسها أو توفيرها في كلا المستويين حسب الحاجة. .. وكل ذلك من أجل قراءة القرآن، فضلاً عن غير ذلك من الأهداف لوجود الفتحات، وبالتالي تقليل الاعتماد على الإنارة الصناعية، خاصة في وقت النهار.
الإنارة والفتحات الجانبية تحرر الفراغ من الصندوقية المغلقة والفتحات بالطبع لا بد أن تكون قابلة للفتح أو بعضها حتى يمكنها أن تساعد في التهوية الطبيعية.
ثالثا: الغلاف الخارجي ذو العازلية الحرارية العالية فالحرارة تتسرب من الجدران والأسطح والفتحات بنسب عالية في البيئة المعاصرة، وهذه الحرارة من أهم المشكلات التي تعانيها القطاعات الكهربائية زيادة على أنها تؤثر في الراحة والخشوع أحياناً.
لقد كان هناك في السابق عناية كبيرة بالجدار الخارجي واهتمام أكثر بسعته الحرارية العالية فكانت الجدران في العادة سميكة من أجل عزل الحرارة الشديدة.
المهم عازلية هذه الجدران الخارجية، فالجدران مثلاً يمكن أن تغلفها مواد عازلة للحرارة، ما يرفع من كفاءة هذه الجدران بنسب كبيرة جداً، يمكن بها الحد من تسرب حرارة الشمس الشديدة.
رابعا: التخطيط المكمل لتصميم المسجد، لقد أشرت كثيرا وأكدت أهمية التخطيط الحضري كمكمل للعملية المعمارية، حيث اعتبرت أن ''الدراسات الخاصة بتخطيط المدن ضرورية لمساعدة الأنظمة المعمارية على الوصول إلى الحلول المناخية المناسبة''، وإذا كان التخطيط الحضري ضروريا ومكملا لمكونات البيئة العمرانية فإن المسجد يأتي في مقدمتها.
إن من السنن المعروفة في أحكام المساجد المشي إليها وبسكينة ووقار أكثر من أن يكون مجرد متعة.
لكن هناك عوامل مؤثرة في هذا المشي مثل المسافة والعوامل المناخية من حرارة ورطوبة وعواصف رملية، والمصلون يختلفون بين صغير وكبير وصحيح ومريض أو متعب، ما يستدعي معالجة الموقع والخلفية القائمة المحبطة من أجل المصلي حتى يصل سالماً آمناً مرتاحا.
أي أن هناك أهمية لدراسة محيط المسجد، مثلاً توفير أماكن جلوس استراحة للمتعبين وكبار السن وطرق المشاة الآمنة المظللة وغير ذلك مما يكمل أهداف تصميم المسجد.
عدة استنتاجات
من جانبه، توصل الدكتور ناصر الحمدي إلى عدة استنتاجات في دراسته عن مساجد الرياض، حيث يقول لـ ''الاقتصادية'' عن هذه الاستنتاجات: لقد ثبت أن عينة من جوامع مدينة الرياض فئتا (أ) و(ب) تستهلك طاقة كهربائية عالية لغرض التبريد.
وأظهرت الجوامع فئة (أ) زيادة مثيرة للاهتمام، مقارنة بالجوامع من النوع فئة (ب)، على الرغم من صغر حجم الأماكن الداخلية وكثافة المصلين وتجربتها فيما يتعلق بمعدل الاستهلاك للطاقة الكهربائية بشكل خاص.
كما اتضح أن مسجد الرحمانية في مدينة سكاكا في منطقة الجوف تفوق على أمثاله في الحجم من عينة الدراسة لجوامع الرياض في تبريد الهواء باستخدام أبراج التبريد.
كما أن استهلاك الطاقة الكهربائية لغرض التبريد يحتل المرتبة الأولى مقارنة باستهلاك الإضاءة الصناعية وتسخين المياه.
يقودنا ذلك إلى الشعور بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة لخفض معدلات الاستهلاك في فترات الذروة خلال أشهر الصيف. وهنا تتأكد الحاجة إلى المزيد من الدراسات الميدانية التي تهدف إلى ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في الجوامع.
يضاف إلى ذلك أن تصميم أغلبية المساجد في الرياض يعتمد على الإضاءة الصناعية خلال فترة النهار على الرغم من الإضاءة الطبيعية المتوافرة في بيئة المناخ الصحراوي.
ويضيف أنه اتضح من الدراسة أن معظم الجوامع في مدينة الرياض تعتمد على أنظمة التكييف الميكانيكي التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
ويمكن اللجوء إلى استخدام أنظمة التبريد الطبيعي مثل أبراج الهواء دون الحاجة إلى الطاقة الكهربائية أو بقليل منها.
وقال: إن ما سبق يقودنا إلى توصية بضرورة إعادة النظر جديا في تصميم الجوامع من قبل المعماري والقائمين على إدارة شؤون المساجد.
على الرغم من تنفيذ كثير من المساجد لتلك النماذج، فلا يزال هنالك متسع للمراجعة والنظر إلى المستقبل من خلال النقاط التالية:
1 - البدء بوضع تصاميم معمارية لنماذج جديدة من الجوامع للاستفادة من المعطيات المعاصرة في مجالات التصميم المعماري والتقنية الحديثة. وتعتبر تجربة تصميم مساجد الرحمانية محاولة جيدة للاستفادة من أنظمة التبريد الطبيعي، إلا أنه يجب ألا تكون الأخيرة، إنما مجرد البداية لتطوير بدائل أخرى.
2 - تأكيد تصميم وتنفيذ نماذج مناسبة للبيئة المحلية تحقق برامج ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.
3 - مراجعة وضع الجوامع الموجودة والنظر فيما يمكن عمله لاستخدام أنظمة التبريد الطبيعي، وتحديد الاحتياجات الفعلية من أجهزة ميكانيكية للتكيف والإضاءة بما يتوافق مع البيئة والمناخ.
4 - يحتاج المعماري لتصميم المسجد إلى الاستعانة بخبرات المهندسين الكهربائيين والمختصين في تحديد أجهزة التبريد الميكانيكية وأنظمة التبريد الطبيعي المناسبة للوصول إلى حلول تحقق أهداف ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.
ويرى الشيخ فايز البركاتي إمام جامع في وادي فاطمة في مكة المكرمة، أن الاستفادة من الخبراء والمتخصصين أمر مهم للقضاء على بعض مشكلات التصميم التي إذا كانت على الطراز الحديث كما يقول أهل الاختصاص لا بد أن يكون لها مواصفات تسهم في ترشيد الكهرباء في المساجد.
التوعية بكيفية ترشيد الكهرباء، واستضافة خبراء هندسيين للحديث عن كيفية الترشيد من خلال الأساليب العلمية العمرانية الحديثة في التصميم للمساجد، وركز الخبراء العمرانيون على جوانب البيئة، وكيفية التعامل معها لترشيد أفضل للكهرباء في المساجد.
في البداية قدم المهندس علي بن عثمان الناجم مؤسس مشارك للمجلس السعودي للأبنية الخضراء، نائب رئيس مجلس العمارة في الهيئة السعودية للمهندسين ومستشار أعلى للطاقة، مقترحات لتصميم المساجد في المنطقة الخليجية حتى تصبح أفضل بيئياً فقال: هناك عدة مقترحات على شكل نقاط وقد نشرتها في كتاب لي بعنوان ''رؤى بيئية لمستقبل العمارة الخليجية''، وهي على النحو التالي:
أولا: بالنسبة للمسجد ذي الفناء على الرغم من الدراسات التي قللت من أهمية الفناء ودوره إلا أن الحاجة إليه - كما بدا لي - مهمة كما أثبتتها الدراسات التي قمت بها طبعاً على أن الفناء يأخذ حكم المسجد، فيمكن أداء الصلاة فيه إلى ما يزيد على ثلث أوقات الصيف (39 في المائة).
فمن يطلب ترشيد الطاقة فيمكنه خفض الطلب على الطاقة، خاصة التكييف إلى أكثر من ثلث الطاقة.
وأيضاً إيجاد اعتمادية أكثر على الطاقات الطبيعة. وهذا فضلاً عن الاستمتاع بالطقس الجميل بالتبريد والتهوية الطبيعيين وتوفير مناخ صحي أكثر وأفضل لأكثر أيام السنة، خاصة في أوقات المغرب والعشاء والفجر.
ثانيا: الفتحات الجانبية المظللة: توفير فتحات في جميع الجهات ما عدا جهة القبلة. وعلى الأقل في الجهتين الشمالية والجنوبية - أي على جانبي القبلة في الجهة الغربية - على أن يغطي الفتحات الظل بالكامل أو أكثرها. أو توفيرها في أعلى قاعة الصلاة.
أي فتحات علوية بالمعايير نفسها أو توفيرها في كلا المستويين حسب الحاجة. .. وكل ذلك من أجل قراءة القرآن، فضلاً عن غير ذلك من الأهداف لوجود الفتحات، وبالتالي تقليل الاعتماد على الإنارة الصناعية، خاصة في وقت النهار.
الإنارة والفتحات الجانبية تحرر الفراغ من الصندوقية المغلقة والفتحات بالطبع لا بد أن تكون قابلة للفتح أو بعضها حتى يمكنها أن تساعد في التهوية الطبيعية.
ثالثا: الغلاف الخارجي ذو العازلية الحرارية العالية فالحرارة تتسرب من الجدران والأسطح والفتحات بنسب عالية في البيئة المعاصرة، وهذه الحرارة من أهم المشكلات التي تعانيها القطاعات الكهربائية زيادة على أنها تؤثر في الراحة والخشوع أحياناً.
لقد كان هناك في السابق عناية كبيرة بالجدار الخارجي واهتمام أكثر بسعته الحرارية العالية فكانت الجدران في العادة سميكة من أجل عزل الحرارة الشديدة.
المهم عازلية هذه الجدران الخارجية، فالجدران مثلاً يمكن أن تغلفها مواد عازلة للحرارة، ما يرفع من كفاءة هذه الجدران بنسب كبيرة جداً، يمكن بها الحد من تسرب حرارة الشمس الشديدة.
رابعا: التخطيط المكمل لتصميم المسجد، لقد أشرت كثيرا وأكدت أهمية التخطيط الحضري كمكمل للعملية المعمارية، حيث اعتبرت أن ''الدراسات الخاصة بتخطيط المدن ضرورية لمساعدة الأنظمة المعمارية على الوصول إلى الحلول المناخية المناسبة''، وإذا كان التخطيط الحضري ضروريا ومكملا لمكونات البيئة العمرانية فإن المسجد يأتي في مقدمتها.
إن من السنن المعروفة في أحكام المساجد المشي إليها وبسكينة ووقار أكثر من أن يكون مجرد متعة.
لكن هناك عوامل مؤثرة في هذا المشي مثل المسافة والعوامل المناخية من حرارة ورطوبة وعواصف رملية، والمصلون يختلفون بين صغير وكبير وصحيح ومريض أو متعب، ما يستدعي معالجة الموقع والخلفية القائمة المحبطة من أجل المصلي حتى يصل سالماً آمناً مرتاحا.
أي أن هناك أهمية لدراسة محيط المسجد، مثلاً توفير أماكن جلوس استراحة للمتعبين وكبار السن وطرق المشاة الآمنة المظللة وغير ذلك مما يكمل أهداف تصميم المسجد.
عدة استنتاجات
من جانبه، توصل الدكتور ناصر الحمدي إلى عدة استنتاجات في دراسته عن مساجد الرياض، حيث يقول لـ ''الاقتصادية'' عن هذه الاستنتاجات: لقد ثبت أن عينة من جوامع مدينة الرياض فئتا (أ) و(ب) تستهلك طاقة كهربائية عالية لغرض التبريد.
وأظهرت الجوامع فئة (أ) زيادة مثيرة للاهتمام، مقارنة بالجوامع من النوع فئة (ب)، على الرغم من صغر حجم الأماكن الداخلية وكثافة المصلين وتجربتها فيما يتعلق بمعدل الاستهلاك للطاقة الكهربائية بشكل خاص.
كما اتضح أن مسجد الرحمانية في مدينة سكاكا في منطقة الجوف تفوق على أمثاله في الحجم من عينة الدراسة لجوامع الرياض في تبريد الهواء باستخدام أبراج التبريد.
كما أن استهلاك الطاقة الكهربائية لغرض التبريد يحتل المرتبة الأولى مقارنة باستهلاك الإضاءة الصناعية وتسخين المياه.
يقودنا ذلك إلى الشعور بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة لخفض معدلات الاستهلاك في فترات الذروة خلال أشهر الصيف. وهنا تتأكد الحاجة إلى المزيد من الدراسات الميدانية التي تهدف إلى ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في الجوامع.
يضاف إلى ذلك أن تصميم أغلبية المساجد في الرياض يعتمد على الإضاءة الصناعية خلال فترة النهار على الرغم من الإضاءة الطبيعية المتوافرة في بيئة المناخ الصحراوي.
ويضيف أنه اتضح من الدراسة أن معظم الجوامع في مدينة الرياض تعتمد على أنظمة التكييف الميكانيكي التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
ويمكن اللجوء إلى استخدام أنظمة التبريد الطبيعي مثل أبراج الهواء دون الحاجة إلى الطاقة الكهربائية أو بقليل منها.
وقال: إن ما سبق يقودنا إلى توصية بضرورة إعادة النظر جديا في تصميم الجوامع من قبل المعماري والقائمين على إدارة شؤون المساجد.
على الرغم من تنفيذ كثير من المساجد لتلك النماذج، فلا يزال هنالك متسع للمراجعة والنظر إلى المستقبل من خلال النقاط التالية:
1 - البدء بوضع تصاميم معمارية لنماذج جديدة من الجوامع للاستفادة من المعطيات المعاصرة في مجالات التصميم المعماري والتقنية الحديثة. وتعتبر تجربة تصميم مساجد الرحمانية محاولة جيدة للاستفادة من أنظمة التبريد الطبيعي، إلا أنه يجب ألا تكون الأخيرة، إنما مجرد البداية لتطوير بدائل أخرى.
2 - تأكيد تصميم وتنفيذ نماذج مناسبة للبيئة المحلية تحقق برامج ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.
3 - مراجعة وضع الجوامع الموجودة والنظر فيما يمكن عمله لاستخدام أنظمة التبريد الطبيعي، وتحديد الاحتياجات الفعلية من أجهزة ميكانيكية للتكيف والإضاءة بما يتوافق مع البيئة والمناخ.
4 - يحتاج المعماري لتصميم المسجد إلى الاستعانة بخبرات المهندسين الكهربائيين والمختصين في تحديد أجهزة التبريد الميكانيكية وأنظمة التبريد الطبيعي المناسبة للوصول إلى حلول تحقق أهداف ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.
ويرى الشيخ فايز البركاتي إمام جامع في وادي فاطمة في مكة المكرمة، أن الاستفادة من الخبراء والمتخصصين أمر مهم للقضاء على بعض مشكلات التصميم التي إذا كانت على الطراز الحديث كما يقول أهل الاختصاص لا بد أن يكون لها مواصفات تسهم في ترشيد الكهرباء في المساجد.