croom
07-07-2010, 12:46 AM
السلام عليكم
مقال للمحلل الخواجة موكول بال
هل يصل النفط إلى مستوى 300 دولار للبرميل؟
بدلاً من التركيز على ما إذا كان سعر النفط سيصل إلى 300 دولار في المستقبل، فقد يكون الأهم هو معرفة استعداد المجتمع لهذا السيناريو إذا حدث فعلاً.
وتناولت بالنقاش مؤخراً حالة الدورة الفنية والزمنية لتراجع أسعار النفط إلى مستوى 60 دولاراً قبل أن تتوجه إلى سعر 300 دولار، وأشرت إلى أن دورة السلع تصل إلى 30 سنة، وأخذت في الحسبان أن السلع في جميع أنحاء العالم بلغت أدنى سعر لها في العام 2000 تقريباً، لذا فإن احتمال تسجيل اتجاه صعودي للسلع، بما في ذلك النفط حتى العام 2015، يبقى أمراً وارداً. وجاءت ملاحظاتي أيضاً في سياق التوقعات السابقة، وعلى وجه التحديد كتاب «صاروخ النفط» الذي نشر على المستوى العالمي في 12 مايو 2008، بالنسق المطبوع وعلى شبكة الإنترنت العالمية. واقترحت في ذلك الحين أنه بعد أن يهوي سعر النفط دون مستوى 70 دولاراً (من المستوى الفائق الذي بلغ 125 دولاراً آنذاك)، سيتوجه للارتفاع مرة أخرى ليصل إلى نحو 300 للبرميل
وفي شهر مايو من العام 2008، كان النفط يستحوذ على تفكير الكثيرين في السوق، وتلقيت رسائل عبر البريد الإلكتروني يقول كاتبوها إن النفط خطف برامج مستحقات التقاعد، وإن شركات الوساطة تروج لخيارات الشراء، وكان ذلك في الشهر ذاته من العام نفسه، لكن انخفض سعر النفط ووصل إلى 39 دولاراً للبرميل، ليبدأ الجزء الثاني من تلك التوقعات بالكشف عن وجهه في ديسمبر من العام 2008. أما الآن، فقد استيقظت السوق على حقيقة مفادها أن برامج صناديق المعاشات التقاعدية مهددة بمخاطر الديون السيادية، وأن النفط لا يشكل تهديداً لها، الأمر الذي دفع بشركات المضاربة إلى تبني استراتيجية أخرى إزاء النفط. ووفق السياق الجديد، قد لا يكون من السهل الدفاع عن توقعات مايو 2008، وحققت الأسباب الفنية التي قدمتها قدراً قليلاً من الاختراق بعدما تناول مجتمع شبكة الإنترنت تلك التوقعات بصورة مكثفة. لذلك، سأركز في حديثي هنا على مناقشة الجوانب المثيرة التي طرحتها الأغلبية ممن لم يصدقوا تلك التوقعات.
وكان ارتفاع سعر النفط ووصوله إلى 125 دولاراً للبرميل قصة جذابة لمصادر الطاقة المتجددة، على ضوء تحقيق نقطة انعطاف بهامش قدره 50 دولاراً، عما كانت عليه قبل بضعة أشهر. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يمكن الحكم على أن الأسعار لن تصل إلى 300 دولار قبل أن يتم تبني مصادر الطاقة المتجددة من قبل المجتمع؟ إن تبني السياسات البيئية لا يحتاج فقط إلى ارتفاع أسعار النفط، بل إلى شعور الناس بألم شديد عند تلقي فواتير الكهرباء الباهظة. وقد لا يحدث هذا ما لم يسدد المجتمع أضعاف ما يدفعه اليوم لأسعار النفط. وعند ذلك فقط، قد يبدي المستثمرون اهتماماً فائقاً إزاء مشكلة الاحتباس الحراري ورغبة في إنقاذ العالم. وعندئذ فقط يمكننا أن نفكر بمسألة فصل التيار عن شاشة الكمبيوتر عندما لا يكون في وضع الاستخدام، وأن نبدأ بتعليم أطفالنا الطرق المثلى للحفاظ على الطاقة.
وقد يفكر البعض أن نشر مقال في وسائل الإعلام حول احتمال وصول سعر برميل النفط إلى 300 دولار لا يقصد منه سوى بث الذعر في أوساط المجتمع، وطريقة لكسب المال من خلال الترويج لنظرية المؤامرة بشكل ساذج. بيد أن المؤسسات لا تحقق الأرباح من خلال هذه الطريقة، كما أنه ليس من السهولة تخويف المجتمع على هذا النحو. ويعمل المضاربون خلال الحروب، إذ لا يتوقف الناس عن المضاربة في تلك الأوقات، إذاً أي خوف نتحدث عنه هنا، ولاسيما أن كل ما يهمنا كمجتمع هو أن نتمكن من صنع مزيد من الأرباح؟
وهناك سبب آخر قد يخالف توقعات وصول النفط إلى 300 دولار، ألا وهو أن تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة. لكن من سيحكم على تلك الفترة حتى تصبح أمريكا مكتفية ذاتياً؟ لقد استغرق الأمر أكثر من بضعة أسابيع لتتمكن من إيقاف التسرب النفطي، وسيكون من الصعب تقدير هذه الفترة. وقد تحدث أمور كثيرة إلى أن تتمكن بالفعل من الوصول إلى درجة الاكتفاء الذاتي.
أما فيما يتعلق بموت النفط عندما يصل سعره إلى 300 دولار، يمكننا التحدث إلى موديس تيودور (المتخصص باستقراء المستقبل) ليخبرنا عن ذلك. إن الأصول لا تموت، ولكن قد تتدهور شعبيتها. وكيف يمكننا هنا أن نحدد الوقت الذي يفقد فيه النفط بريقه؟ وما العوامل التي تحول دون وصوله إلى 300 دولار قبل أن يتخلى عن هذه المكانة؟ وفي فترات زمنية، كان وصول سعر البرميل إلى 40 دولاراً أمراً مرعباً للجميع، ومن ثم تحولت درجة الذعر إلى 100، فما الذي يحول دون انتقال هذه الدرجة إلى 300 دولار؟ إن وصول السعر إلى 300 دولار ليس إلا جانباً واحداً من الصورة الأكبر.
إن وصول سعر برميل النفط إلى 300 دولار يستحضر معه قدراً كبيراً من الأفكار حول القلق الذي يسم نمط الحياة، والتأثيرات البيئية التي قد تطال المجتمع. وربما تدرك فئة قليلة أن وصول سعر النفط إلى هذا المستوى يكون مرجحاً نتيجة نشوب حرب ما. لكن لماذا قد تقع هذه الحرب؟ ومتى؟ إن هذه الأسئلة غير المريحة لا يرغب المجتمع في طرحها أو مناقشتها. وإذا كنت تقرأ أدبيات الدورات الزمنية، ستجد أن هناك دراسات تتعلق بدورات الحروب أيضاً.
وهناك فكرة أخرى لا تؤيد وصول السعر إلى 300 دولار، وتتعلق هذه المرة بمعادلة العرض والطلب، لكننا نقول إن العرض والطلب ما هو إلا وهم؛ فالذهب على سبيل المثال لا يتحرك فقط على أساس العرض والطلب في أسواق الذهب، وقد تتحرك أسعار هذا المعدن أيضاً تحسباً من جانب الأسواق عبر الأطر الزمنية على المديين الأقصر والأطول. ويتحرك سعر المعدن الأصفر أيضاً في ظروف الطمع والخوف. إذاً .. كيف يمكنك تحديد ما يدفع الذهب مثل جشع الخوف؟ ويظهر علم المال السلوكي أن الأسواق لا تعرف عمليات الطرح والجمع، وتلجأ أغلبيتها إلى تحديد فترات تعاقب ضيقة عندما يتعلق الأمر بالأهداف. إذاً كيف يمكننا قياس العرض والطلب؟ وكيف يختلف النفط عن الذهب على أي حال؟
وبعد كل هذا، ينبغي أن يتركز النقاش الحقيقي في التفكير بالعواقب إذا ما وصل سعر برميل النفط إلى 300 دولار، بدلاً من التركيز على استبعاد احتمالات وصوله إلى هذا المستوى.
لقد سمعنا الكثير من قبل، وقلنا: إن أزمة الائتمان لن تحدث، وإن حالات الإفلاس لن تقع، ولن تشهد الأسواق الناشئة حركة تصحيح بنسبة 60 بالمئة، ولن تواصل أسعار الفائدة ارتفاعها طوال عقدين من الزمن، ولن ترتفع أسعار المواد الغذائية، ولن نواجه مشكلة التضخم، ولن يصل النفط إلى مستوى 300 دولار، ولن يبلغ سعر أوقية الذهب 3 آلاف دولار.
إن الخوض في الأوهام والتوقعات أمر سهل، لكن دراسة 3 آلاف سنة من تاريخ سعر الفائدة ودراسة دورات التضخم وإثبات الطبيعة الدورية للأسواق، مثل العلوم الرياضية، وفصل ما هو محتمل عما هو ممكن يبقى صعباً جداً.
---------
آرائكم حول المقالة ياسادة
مقال للمحلل الخواجة موكول بال
هل يصل النفط إلى مستوى 300 دولار للبرميل؟
بدلاً من التركيز على ما إذا كان سعر النفط سيصل إلى 300 دولار في المستقبل، فقد يكون الأهم هو معرفة استعداد المجتمع لهذا السيناريو إذا حدث فعلاً.
وتناولت بالنقاش مؤخراً حالة الدورة الفنية والزمنية لتراجع أسعار النفط إلى مستوى 60 دولاراً قبل أن تتوجه إلى سعر 300 دولار، وأشرت إلى أن دورة السلع تصل إلى 30 سنة، وأخذت في الحسبان أن السلع في جميع أنحاء العالم بلغت أدنى سعر لها في العام 2000 تقريباً، لذا فإن احتمال تسجيل اتجاه صعودي للسلع، بما في ذلك النفط حتى العام 2015، يبقى أمراً وارداً. وجاءت ملاحظاتي أيضاً في سياق التوقعات السابقة، وعلى وجه التحديد كتاب «صاروخ النفط» الذي نشر على المستوى العالمي في 12 مايو 2008، بالنسق المطبوع وعلى شبكة الإنترنت العالمية. واقترحت في ذلك الحين أنه بعد أن يهوي سعر النفط دون مستوى 70 دولاراً (من المستوى الفائق الذي بلغ 125 دولاراً آنذاك)، سيتوجه للارتفاع مرة أخرى ليصل إلى نحو 300 للبرميل
وفي شهر مايو من العام 2008، كان النفط يستحوذ على تفكير الكثيرين في السوق، وتلقيت رسائل عبر البريد الإلكتروني يقول كاتبوها إن النفط خطف برامج مستحقات التقاعد، وإن شركات الوساطة تروج لخيارات الشراء، وكان ذلك في الشهر ذاته من العام نفسه، لكن انخفض سعر النفط ووصل إلى 39 دولاراً للبرميل، ليبدأ الجزء الثاني من تلك التوقعات بالكشف عن وجهه في ديسمبر من العام 2008. أما الآن، فقد استيقظت السوق على حقيقة مفادها أن برامج صناديق المعاشات التقاعدية مهددة بمخاطر الديون السيادية، وأن النفط لا يشكل تهديداً لها، الأمر الذي دفع بشركات المضاربة إلى تبني استراتيجية أخرى إزاء النفط. ووفق السياق الجديد، قد لا يكون من السهل الدفاع عن توقعات مايو 2008، وحققت الأسباب الفنية التي قدمتها قدراً قليلاً من الاختراق بعدما تناول مجتمع شبكة الإنترنت تلك التوقعات بصورة مكثفة. لذلك، سأركز في حديثي هنا على مناقشة الجوانب المثيرة التي طرحتها الأغلبية ممن لم يصدقوا تلك التوقعات.
وكان ارتفاع سعر النفط ووصوله إلى 125 دولاراً للبرميل قصة جذابة لمصادر الطاقة المتجددة، على ضوء تحقيق نقطة انعطاف بهامش قدره 50 دولاراً، عما كانت عليه قبل بضعة أشهر. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يمكن الحكم على أن الأسعار لن تصل إلى 300 دولار قبل أن يتم تبني مصادر الطاقة المتجددة من قبل المجتمع؟ إن تبني السياسات البيئية لا يحتاج فقط إلى ارتفاع أسعار النفط، بل إلى شعور الناس بألم شديد عند تلقي فواتير الكهرباء الباهظة. وقد لا يحدث هذا ما لم يسدد المجتمع أضعاف ما يدفعه اليوم لأسعار النفط. وعند ذلك فقط، قد يبدي المستثمرون اهتماماً فائقاً إزاء مشكلة الاحتباس الحراري ورغبة في إنقاذ العالم. وعندئذ فقط يمكننا أن نفكر بمسألة فصل التيار عن شاشة الكمبيوتر عندما لا يكون في وضع الاستخدام، وأن نبدأ بتعليم أطفالنا الطرق المثلى للحفاظ على الطاقة.
وقد يفكر البعض أن نشر مقال في وسائل الإعلام حول احتمال وصول سعر برميل النفط إلى 300 دولار لا يقصد منه سوى بث الذعر في أوساط المجتمع، وطريقة لكسب المال من خلال الترويج لنظرية المؤامرة بشكل ساذج. بيد أن المؤسسات لا تحقق الأرباح من خلال هذه الطريقة، كما أنه ليس من السهولة تخويف المجتمع على هذا النحو. ويعمل المضاربون خلال الحروب، إذ لا يتوقف الناس عن المضاربة في تلك الأوقات، إذاً أي خوف نتحدث عنه هنا، ولاسيما أن كل ما يهمنا كمجتمع هو أن نتمكن من صنع مزيد من الأرباح؟
وهناك سبب آخر قد يخالف توقعات وصول النفط إلى 300 دولار، ألا وهو أن تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة. لكن من سيحكم على تلك الفترة حتى تصبح أمريكا مكتفية ذاتياً؟ لقد استغرق الأمر أكثر من بضعة أسابيع لتتمكن من إيقاف التسرب النفطي، وسيكون من الصعب تقدير هذه الفترة. وقد تحدث أمور كثيرة إلى أن تتمكن بالفعل من الوصول إلى درجة الاكتفاء الذاتي.
أما فيما يتعلق بموت النفط عندما يصل سعره إلى 300 دولار، يمكننا التحدث إلى موديس تيودور (المتخصص باستقراء المستقبل) ليخبرنا عن ذلك. إن الأصول لا تموت، ولكن قد تتدهور شعبيتها. وكيف يمكننا هنا أن نحدد الوقت الذي يفقد فيه النفط بريقه؟ وما العوامل التي تحول دون وصوله إلى 300 دولار قبل أن يتخلى عن هذه المكانة؟ وفي فترات زمنية، كان وصول سعر البرميل إلى 40 دولاراً أمراً مرعباً للجميع، ومن ثم تحولت درجة الذعر إلى 100، فما الذي يحول دون انتقال هذه الدرجة إلى 300 دولار؟ إن وصول السعر إلى 300 دولار ليس إلا جانباً واحداً من الصورة الأكبر.
إن وصول سعر برميل النفط إلى 300 دولار يستحضر معه قدراً كبيراً من الأفكار حول القلق الذي يسم نمط الحياة، والتأثيرات البيئية التي قد تطال المجتمع. وربما تدرك فئة قليلة أن وصول سعر النفط إلى هذا المستوى يكون مرجحاً نتيجة نشوب حرب ما. لكن لماذا قد تقع هذه الحرب؟ ومتى؟ إن هذه الأسئلة غير المريحة لا يرغب المجتمع في طرحها أو مناقشتها. وإذا كنت تقرأ أدبيات الدورات الزمنية، ستجد أن هناك دراسات تتعلق بدورات الحروب أيضاً.
وهناك فكرة أخرى لا تؤيد وصول السعر إلى 300 دولار، وتتعلق هذه المرة بمعادلة العرض والطلب، لكننا نقول إن العرض والطلب ما هو إلا وهم؛ فالذهب على سبيل المثال لا يتحرك فقط على أساس العرض والطلب في أسواق الذهب، وقد تتحرك أسعار هذا المعدن أيضاً تحسباً من جانب الأسواق عبر الأطر الزمنية على المديين الأقصر والأطول. ويتحرك سعر المعدن الأصفر أيضاً في ظروف الطمع والخوف. إذاً .. كيف يمكنك تحديد ما يدفع الذهب مثل جشع الخوف؟ ويظهر علم المال السلوكي أن الأسواق لا تعرف عمليات الطرح والجمع، وتلجأ أغلبيتها إلى تحديد فترات تعاقب ضيقة عندما يتعلق الأمر بالأهداف. إذاً كيف يمكننا قياس العرض والطلب؟ وكيف يختلف النفط عن الذهب على أي حال؟
وبعد كل هذا، ينبغي أن يتركز النقاش الحقيقي في التفكير بالعواقب إذا ما وصل سعر برميل النفط إلى 300 دولار، بدلاً من التركيز على استبعاد احتمالات وصوله إلى هذا المستوى.
لقد سمعنا الكثير من قبل، وقلنا: إن أزمة الائتمان لن تحدث، وإن حالات الإفلاس لن تقع، ولن تشهد الأسواق الناشئة حركة تصحيح بنسبة 60 بالمئة، ولن تواصل أسعار الفائدة ارتفاعها طوال عقدين من الزمن، ولن ترتفع أسعار المواد الغذائية، ولن نواجه مشكلة التضخم، ولن يصل النفط إلى مستوى 300 دولار، ولن يبلغ سعر أوقية الذهب 3 آلاف دولار.
إن الخوض في الأوهام والتوقعات أمر سهل، لكن دراسة 3 آلاف سنة من تاريخ سعر الفائدة ودراسة دورات التضخم وإثبات الطبيعة الدورية للأسواق، مثل العلوم الرياضية، وفصل ما هو محتمل عما هو ممكن يبقى صعباً جداً.
---------
آرائكم حول المقالة ياسادة