المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : Sms التشفي و


عاشق ترابها
14-01-2010, 02:17 PM
لست ممن يعتقد ملائكية المجتمعات ولا ممن يبالغون في المثالية , فلكل المجتمعات فسحة من القول والعمل ومساحة من الحركة البريئة التي لا يصادرها إلا من يعيش في برج عاجي..ولكن ثمة ظواهر يجب الوقوف معها بكل مصداقية حتى لو كلفنا الأمر أن نصارح أنفسنا بما يزعجنا من تجريح ذواتنا .


عندما أعلنت شركة الاتصالات أن الرسائل النصية ستكون مجانية في خطوة (تسكيتية ) لمجتمع مسكين يرضيه القليل من الكلام ويصمته أدنى بيان ويؤثر عليه فتات المال المنهوب .. أقول هذا وأنا مقتنع تماما أنه لو حصل ماحصل من الشركة المذكورة من عبث بالفواتير وتغيير للمبالغ لو حصل في أي دولة في العالم لسقطت الشركة ومن فيها ومافيها بمافيها , ولكن لأننا لابواكي لنا جادت علينا برسائل قصيرة تهدهد عبراتنا بنكات ممجوجة وكلمات منسوجة وأحاديث مكذوبة ..لكن ليست القضية هنا فقد اعتدنا هذا من شركات البر والبحر والجو حتى صار العبث بنا جزء من حياتنا لايمكن أن ننفك منه, لكن الذي أتعجب منه هذا الكم الهائل من الرسائل التي انهالت خلال الأيام الأولى من شهر التسكيت والهدهدة البريئة حتى أصبح الواحد منا لايدري ماذا يفعل بتلكم الرسائل التي أزعجته وأرقت منامه واستهلكت وقته دون فائدة أو معنى وكأن الأمر مجرد تشفي لشركة أراد الناس أن ينهكوها بهذه الرسائل المجانية فأطلقوا العنان لهواتفهم تبعث كل شيء دون رقيب ولاحسيب فنكتة قبيحة تزدري مجتمعات مختلفة وتتهكم بأقوام أبرياء , وحملة تلبس لباس التدين دون أدنى اعتبار للضوابط الشرعية وكأن حملات الدعوة لاتكون إلا إذا أعلنت الشركة مجانيتها, وأخرى تنسب أقوالا لأعلام في الأمة زورا وبهتانا وهم من هذه الأقوال أبرياء , وغرائب كثيرة تعجب الناس منها ماكانت لتأتينا إلا في العهد المجاني .
والأغرب من هذا وذاك أن عددا من العقلاء جروا إلى هذه الحملة جرا ووقعوا في مصيدة الإرسال فأرسلوا الغث والسمين واسترسلوا مع المسترسلين وما أحسنوا في ضبط المندفعين فما كان منهم إلا أن جرأوا المستمرئين وذهبوا مع الذاهبين ... فشكرا لشركات الاتصالات كريم عطائها وهنيئا لها هذا الشعب الأبي الوفي الذي لم يسأل عن ملايين الريالات التي حصلت من أخطاء الفوترة بل فرح بإكرامية الرسائل وراح يبعثها نكاتا وحكما وقصصا وحملات دعوية ... فأهلا بالتشفي الذي يطفئ لهيب الملايين المفوترة؟؟؟ ودمتم لنا ياشركات الوطن الكريمة الباذلة المنعمة ؟؟


د. فهد بن عبدالعزيز السنيدي