سهيل الدراج
17-11-2008, 09:35 AM
بدعوة من الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش ..
قمة العشرين في واشنطن هل تؤسس لنظام مالي جديد أم تعزز الهيمنة الامريكية ؟!!..
http://www.amwalnet.com/files/storage/g20.jpg
سهيل الدراج | الرياض السبت 15 نوفمبر 2008م | صحيفة الجزيرة العدد 13199
بدأت يوم امس الجمعة في واشنطن بالولايات المتحدة اجتماعات قمة العشرين التى تنعقد وسط اجواء ضبابية خيمت على الاقتصاد العالمي ، فبعد انزلاق اكبر ثلاث اقتصادات في العالم الى ركود اقتصادي ، الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واليابان تأتى قمة العشرين لتناقش مسببات الازمة المالية الحالية ، والحلول للخروج منها ، ومنع الاقتصاد العالمي من الانزلاق الى ركود عميق ، ووضع السبل لمنع تكرار ذلك في المستقبل ..
الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش وجه في وقت سابق الدعوة لقادة دول مجموعة العشرين للاجتماع في واشنطن لمناقشة الازمة العالمية التى ضربت العالم من شرقه الى غربه ، وتستمر هذه القمة لمدة يومين وتنعقد في اجازة نهاية الاسبوع ، وتبدأ القمة يوم الجمعة بدعوة الرئيس جورج بوش ضيوفه لتناول العشاء في البيت الابيض ..
مجموعة العشرين تضم مجموعة الدول المكونة لما يعرف بـ G-8 التى تضم الولايات المتحدة واليابان والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا وروسيا ، اضافة الى دول الارجنتين والبرازيل والمكسيك ، والصين والهند واستراليا ، والمملكة العربية السعودية وجنوب افريقا وتركيا وكوريا الجنوبية واندونسيا وممثل عن الاتحاد الأوروبي .. وكانت مجموعة العشرين قد انعقدت لأول مرة في برلين في ديسمبر عام 1999 لمناقشة الانهيار المالي الذى حدث في اسيا عام 1997 – 1998م ، وتشكل مجموعة العشرين حوالي 90% من حجم الاقتصاد العالمي ..
ويتوقع ان يتم التوصل في هذه القمة الى تعزيز دور البنوك المركزية في دفع الاقتصاد العالمي وتجنيبه الدخول في ركود اقتصادي عميق ، من خلال استمرار البنوك المركزية في دورها في خفض الفوائد لدفع السيولة الى اسواق المال .. كما يتوقع ان يتم تشديد الاجراءات والمعايير المحاسبية على البنوك والمؤسسات المالية ، وتعزيز الشفافية وزيادة التعاون الدولى .. كما يتوقع ان تشدد امريكا على عدم وضع الحواجز التجارية امام السلع العالمية ، وان تدفع بالمشاركين الى تجاوز الخلافات التى تعيق جولة الدوحة في محادثات التجارة الدولية .. وبدون شك سيتم التركيز على دعم صندوق النقد الدولى ليتمكن من دعم الدول التى تقف على حافة الافلاس ..
وضع الحواجز التجارية اثناء الركود الاقتصادي كان من الامور التى فاقمت الكساد الكبير الذى حدث عام 1929م ، فبعد ان قامت الدول بوضع التعرفات الجمركية المرتفعة والقيود التجارية انهارت التجارة الدولية في ذلك الوقت الى النصف .. لذلك طالب الرئيس بوش عدة مرات الكونجرس بضرورة اجازة اتفاقيات التجارة الحرة مع كولومبيا وكوريا الجنوبية
قادة العالم ليسوا على اتفاق بشأن الاجراءات التى سيتم اتخاذها ، فهم منقسمين حول مايجب فعله للخروج من الازمة ، فالاوربيون يرون وضع رقابة وقيود اكثر على اسواق المال .. لكن الرئيس الامريكي المنتهية ولايته يرى زيادة الانفاق والدعم الحكومي من قبل الدول المتقدمة والنامية ، ويبقى متحفظاً على التدخلات المباشرة في اسواق المال على الرغم من اعتماد حكومته خطة انقاذ بقيمة 700 مليار دولار خصصت اجزاء كبيرة منها للتدخل المباشر في اسواق المال والقطاع الخاص .. في حين ترى دول اخرى ضرورة اعادة هيكلة النظام المالى العالمي واعادة هيكلة مؤسساته ، وضرورة اشراك الدول النامية في المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولى ..
البيانات الاقتصادية التى صدرت قبل القمة بـ 48 ساعة ، اظهرت صورة قاتمة للمستقبل ، فمنطقة اليورو دخلت رسميا في ركود اقتصادي هو الاول منذ اكثر من 15 عاما ، ومبيعات التجزئة في الولايات المتحدة في شهر اكتوبر هبطت لمستويات قياسية ، والاقتصاد الصينى حقق نموا في شهر اكتوبر بمعدل هو الاضعف منذ اكثر من 7 سنوات ..
ماهي الا ساعات قلائل ويسدل الستار على اجتماعات قمة العشرين التى يتوقع ان لاتكون ذات جدوى كبيرة ، بسبب الخلافات الجوهرية بين قادة العالم من ناحية تعريفهم للمشكلة اصلا واساس وكيفية نشوئها ، اضافة الى مايتوقع ان يكون تعنتاً امريكيا يركز على دعم صندوق النقد الدولي واستخدام السياسات النقدية لضخ الاموال في النظام المالي العالمي .. وهذا الطرح لن يروق للاوروبيين وغيرهم من قادة العالم الذين يريدون شفافية وقوانين ورقابة اكثر ، واجراءات لمنع تكرار حدوث مثل هذه الازمات .. والأهم من هذا وذاك أن مبادئ ادارة الرئيس جورج بوش المنتهية ولايته لن تدوم كثيراً ، لأن ساكن البيت الابيض الجديد الفائر بالانتخابات الامريكية ( باراك أوباما ) سيبدأ بالتغيير الجذرى الذى تبناه اثناء حملته الانتخابية ..
قمة العشرين في واشنطن هل تؤسس لنظام مالي جديد أم تعزز الهيمنة الامريكية ؟!!..
http://www.amwalnet.com/files/storage/g20.jpg
سهيل الدراج | الرياض السبت 15 نوفمبر 2008م | صحيفة الجزيرة العدد 13199
بدأت يوم امس الجمعة في واشنطن بالولايات المتحدة اجتماعات قمة العشرين التى تنعقد وسط اجواء ضبابية خيمت على الاقتصاد العالمي ، فبعد انزلاق اكبر ثلاث اقتصادات في العالم الى ركود اقتصادي ، الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واليابان تأتى قمة العشرين لتناقش مسببات الازمة المالية الحالية ، والحلول للخروج منها ، ومنع الاقتصاد العالمي من الانزلاق الى ركود عميق ، ووضع السبل لمنع تكرار ذلك في المستقبل ..
الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش وجه في وقت سابق الدعوة لقادة دول مجموعة العشرين للاجتماع في واشنطن لمناقشة الازمة العالمية التى ضربت العالم من شرقه الى غربه ، وتستمر هذه القمة لمدة يومين وتنعقد في اجازة نهاية الاسبوع ، وتبدأ القمة يوم الجمعة بدعوة الرئيس جورج بوش ضيوفه لتناول العشاء في البيت الابيض ..
مجموعة العشرين تضم مجموعة الدول المكونة لما يعرف بـ G-8 التى تضم الولايات المتحدة واليابان والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا وروسيا ، اضافة الى دول الارجنتين والبرازيل والمكسيك ، والصين والهند واستراليا ، والمملكة العربية السعودية وجنوب افريقا وتركيا وكوريا الجنوبية واندونسيا وممثل عن الاتحاد الأوروبي .. وكانت مجموعة العشرين قد انعقدت لأول مرة في برلين في ديسمبر عام 1999 لمناقشة الانهيار المالي الذى حدث في اسيا عام 1997 – 1998م ، وتشكل مجموعة العشرين حوالي 90% من حجم الاقتصاد العالمي ..
ويتوقع ان يتم التوصل في هذه القمة الى تعزيز دور البنوك المركزية في دفع الاقتصاد العالمي وتجنيبه الدخول في ركود اقتصادي عميق ، من خلال استمرار البنوك المركزية في دورها في خفض الفوائد لدفع السيولة الى اسواق المال .. كما يتوقع ان يتم تشديد الاجراءات والمعايير المحاسبية على البنوك والمؤسسات المالية ، وتعزيز الشفافية وزيادة التعاون الدولى .. كما يتوقع ان تشدد امريكا على عدم وضع الحواجز التجارية امام السلع العالمية ، وان تدفع بالمشاركين الى تجاوز الخلافات التى تعيق جولة الدوحة في محادثات التجارة الدولية .. وبدون شك سيتم التركيز على دعم صندوق النقد الدولى ليتمكن من دعم الدول التى تقف على حافة الافلاس ..
وضع الحواجز التجارية اثناء الركود الاقتصادي كان من الامور التى فاقمت الكساد الكبير الذى حدث عام 1929م ، فبعد ان قامت الدول بوضع التعرفات الجمركية المرتفعة والقيود التجارية انهارت التجارة الدولية في ذلك الوقت الى النصف .. لذلك طالب الرئيس بوش عدة مرات الكونجرس بضرورة اجازة اتفاقيات التجارة الحرة مع كولومبيا وكوريا الجنوبية
قادة العالم ليسوا على اتفاق بشأن الاجراءات التى سيتم اتخاذها ، فهم منقسمين حول مايجب فعله للخروج من الازمة ، فالاوربيون يرون وضع رقابة وقيود اكثر على اسواق المال .. لكن الرئيس الامريكي المنتهية ولايته يرى زيادة الانفاق والدعم الحكومي من قبل الدول المتقدمة والنامية ، ويبقى متحفظاً على التدخلات المباشرة في اسواق المال على الرغم من اعتماد حكومته خطة انقاذ بقيمة 700 مليار دولار خصصت اجزاء كبيرة منها للتدخل المباشر في اسواق المال والقطاع الخاص .. في حين ترى دول اخرى ضرورة اعادة هيكلة النظام المالى العالمي واعادة هيكلة مؤسساته ، وضرورة اشراك الدول النامية في المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولى ..
البيانات الاقتصادية التى صدرت قبل القمة بـ 48 ساعة ، اظهرت صورة قاتمة للمستقبل ، فمنطقة اليورو دخلت رسميا في ركود اقتصادي هو الاول منذ اكثر من 15 عاما ، ومبيعات التجزئة في الولايات المتحدة في شهر اكتوبر هبطت لمستويات قياسية ، والاقتصاد الصينى حقق نموا في شهر اكتوبر بمعدل هو الاضعف منذ اكثر من 7 سنوات ..
ماهي الا ساعات قلائل ويسدل الستار على اجتماعات قمة العشرين التى يتوقع ان لاتكون ذات جدوى كبيرة ، بسبب الخلافات الجوهرية بين قادة العالم من ناحية تعريفهم للمشكلة اصلا واساس وكيفية نشوئها ، اضافة الى مايتوقع ان يكون تعنتاً امريكيا يركز على دعم صندوق النقد الدولي واستخدام السياسات النقدية لضخ الاموال في النظام المالي العالمي .. وهذا الطرح لن يروق للاوروبيين وغيرهم من قادة العالم الذين يريدون شفافية وقوانين ورقابة اكثر ، واجراءات لمنع تكرار حدوث مثل هذه الازمات .. والأهم من هذا وذاك أن مبادئ ادارة الرئيس جورج بوش المنتهية ولايته لن تدوم كثيراً ، لأن ساكن البيت الابيض الجديد الفائر بالانتخابات الامريكية ( باراك أوباما ) سيبدأ بالتغيير الجذرى الذى تبناه اثناء حملته الانتخابية ..