سوق الأسهم السعودي يعكس تأثراً نفسياً مبالغ فيه

[هاسكو]

تعرضت سوق الأسهم السعودية لتراجعات حادة متوالية في الاونة الأخيرة وخصوصاً في الأيام الثلاثة الأخيرة 6-8/10/2008 حيث فقد مؤشر السوق الرئيسي ما نسبته 17% دفعة واحدة، ونحن نعتقد أن هذا التراجعبالأزمة المالية التي تواجهها أمريكا وأوروبا بسبب تفاعل المستثمرين بتراجعات عامة في جميع الأسواق العالمية، دون الانتباه إلى المسببات الاقتصادية لهذا التراجعات، فحيث أن التراجعات التي طرأت على مؤشرات أسواق أمريكا وأوروبا كانت نتيجة الأزمة المالية المتفاقمة وشح السيولة التي تعاني منها البنوك الغربية وسلسلة الانهيارات البنكية التي تتعرض لها الاقتصاديات الغربية، نجد أن الصورة مغايرة في الاقتصاد المحلي والاقتصاديات الإقليمية الأخرى حيث تتوافر السيولة النقدية وتؤكدها الإحصاءات التي تعلنها مؤسسة النقد العربي السعودي لشهر أغسطس 2008 حيث أظهر مستوى ن2 للسيولة النقدية ارتفاعاً بنسبة 22% عن شهر أغسطس 2007 والمؤشرات المالية للشركات السعودية تزداد جاذبية مع نمو أرباحها مدفوعة بالنمو الاقتصادي المحلي وانخفاض أسعار أسهمها في الوقت ذاته، وبالرغم من أن الأزمة المالية نتيجة الرهن العقاري قد بدأت تداعياتها في منتصف العام 2007 إلا أنها لم تظهر تأثير جوهري على الاقتصاد المحلي حتى الآن ويبرهن ذلك بقاء أسعار النفط عند مستوى 90 دولار للبرميل (مرتفعاً بنسبة 25% عن متوسط سعر النفط في العام 2007)، كذلك إيجابية النتائج المالية التي أعلنتها البنوك للربع الثالث حيث أظهرت جميعها استقراراً في مراكزها المالية في الوقت الذي تعاني منه البنوك الغربية من مسلسل الانهيارات وشح السيولة مما يؤكد مناعة استثمارات البنوك المحلية ضد مسببات الأزمة المالية.