الارباح الموزعة للشركات السعودية==مركز بخيت [الأرشيف]

ghenaim

30-09-2003, 02:24 PM

ما هي الأرباح الموزعة وما أهميتها؟

في عالم المال يكون الهدف الأول والأخير للاستثمار في أي أداة مالية هو الربح المالي مقابل المخاطرة في رأس المال، ولذا يهدف المستثمر من شراء الأسهم وهي أحد أدوات الاستثمار الأساسية إلى تحقيق الربح الذي يمكن أن ينتج من مصدرين لا ثالث لهما، الأول هو ارتفاع سعر السهم (Capital Gains) وهو ناتج عن قوى السوق من عرض وطلب، أما الثاني فهو قرارات إدارة الشركة ذاتها (Corporate Actions) والتي عادة تتم إما عن طريق توزيع أرباح نقدية (Dividends Distribution) أو توزيع أسهم مجانية على المساهمين (Bonus Shares).

يلاحظ أن عدد كبير من المستثمرين في السوق السعودي يعطي الأهمية الكبرى للأرباح النقدية الموزعة عند اتخاذ قراره الاستثماري في بيع أو شراء أي سهم، ولذلك سنتناول في هذه المقالة الأرباح النقدية الموزعة.

إن الأرباح الموزعة هي الريع الثابت الذي يحصل عليه المستثمر مباشرة من الشركة بعيداً عن أسعار التداول في السوق، وهو عادة ما يكون جزءاً من إجمالي أرباح الشركة. ويلاحظ أن عدداً من المستثمرين يقعون في خطأ كبير عند تقييمهم للأرباح الموزعة. فلنفترض أن هناك شركة "أ" توزع 5 ريالات على مساهميها، فيما توزع الشركة "ب" 8 ريالات. قد يفضل كثير من المستثمرين الشركة "ب" على "أ" لأنها توزع أرباح أكبر، إلا أن هذا غير صحيح دائماً، إذ يجب النظر أولاً إلى قيمة السهم الحالية في كلا الشركتين، فلو كان سعر سهم الشركة "أ" 100 ريال وسعر سهم الشركة "ب" 200 ريالاً، فهذا يعني أنه بإمكانهم شراء سهمين في الشركة الأولى بالمبلغ الذي دفعوه في سهم الشركة الثانية وسيحصلون على عائد أكبر (10 ريالات)، وعليه فإنه لابد من مقارنة نسبة الأرباح الموزعة إلى السعر السوقي للسهم (Dividend Yield) أي بمعنى آخر كم تشكل الأرباح التي وزعتها الشركة من سعر السهم السوقي. ففي المثال السابق فإن نسبة الربح الموزع إلى السعر السوقي للشركة "أ" هي 5% فيما أن نسبة الربح الموزع إلى السعر السوقي للشركة "ب" هي 4%.

إن الريع الناتج عن الأرباح الموزعة يشكل دخلاً محدوداً وبنسبة أقل بكثير من ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم، وبالتالي فإن الدخول في الاستثمار في الأسهم يجب أن لا يعتمد بشكل أساسي على الأرباح التي توزعها الشركة على المساهمين، بل تكون "عامل مساعد" للقرار الاستثماري، لذا يجب أن يكون الهدف الأول من شراء أي سهم هو الاعتماد على النمو الإيجابي في القيمة السوقية له والذي يعكسها نمو صافي الربح للشركة وليس الأرباح الموزعة. ويوضح الجدول المرفق التغير السنوي لسوق الأسهم السعودي منذ عام 1990 إلى الآن، كما يبن معدل نسبة الأرباح الموزعة إلى السعر السوقي. ويلاحظ من الجدول أن معدل نسبة الربح الموزع إلى السعر السوقي منذ عام 1990 تراوحت مابين 3% و 7% وبمعدل سنوي 5% وهي نسبة تعتبر مرتفعة نسبياً مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى، فيما كان معدل العائد السنوي على مؤشر السوق السعودية نحو 22%، وتراوح ما بين 28% انخفاضاً و 83% ارتفاعاً.