المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حفظك الله يا أبا متعب


azorini
18-01-2007, 11:24 PM
قال الله تعالى : (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )

أمام جمهور الساحة الكريم ( أعضاء وقراء ) أوجه اعتذاري لشخص صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز ، فأنا لم استأذن من سموه لذكر هذه القصة ، رغم يقيني بأنه لا يود ذكرها ، كما أؤكد على أننا لا نمدح إلا من يستحق المدح بسب فعل حسن قام به فهو يستحق الثناء على إثره ، وهذا هو منهج محمد صلى الله عليه وسلم أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت أيٍاً كان هذا الشخص سواء أكان أميراً أو وزيراً أو من عامة الناس ، فعلاقتي ومعرفتي الشخصية بالأمير خالد بن طلال لا تُبنى على المصالح والدراهم والمنافع الدنيوية، ولكنها بسبب محبته في الله وقربه إلى الله تعالى ـ فيما نعلم ـ ولا نزكي على الله أحدا .

لقد وقفت على بعض تفاصيل هذه القصة دون أن يشعر الأمير خالد من خلال آخر جلسة جمعتني بأبي الوليد وفقه الله ، حيث أني لم أعلمه بنية الكتابة ، ولم يذكر لي التفاصيل إلا من خلال متابعة دقيقة جاءتني من عدة مصادر حيث كان سموه احد أطرافها بعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وسدد خطاه لخير البلاد ، قصة تعاون أيضا لإنجاحها رجال سعوديين تابعين لعدة دوائر حكومية اتحدوا في سبيل تحقيق ما بدا للكثيرين- وقتها- مستحيلا !

لا شك أن أكثرنا يتذكر حجاج قرقيزيا البالغ عددهم (230) حاجاً معظمهم تعدى العقد السابع من عمره ، والذين فاتهم حج العام الماضي بسبب إجراءات غير نظامية اتبعتها المؤسسات الدينية في بلادهم ،لا شك أنه يتذكر معاناتهم طوال عدة أشهر وهم في طريقهم براً لمكة المكرمة بواسطة حافلات بدت للناظر متهالكة تتنافس كهولة ركابها، ولم تغب أيضاً عن الذاكرة كيفية وصولهم لمكة المكرمة محرمين بالعمرة إثر كتابتهم برقية للملك عبد الله حفظه الله حملت معاناة أفقدتهم أملاً يحدوهم بتأدية فريضة الحج ، وأخذوا يجمعون له عقوداً من الزمن ، فموسم الحج قد انتهى وانتهت معه أحلامهم بأداء فريضته ، وكيف بادر الدكتور - محمد بن سعيد بخاري ناظر- بمنحهم وقف يعقوب حيث قام بإسكانهم ورعايتهم ، بارك الله به وبجهوده ، وكيف جُند لرعايتهم والسهر على راحتهم رجال أكفاء من وزارة الداخلية في المدينة المنورة ، تنفيذاً لتوجيهات سامية من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ، وكيف مُكنوا من الرجوع إلى بلادهم بطائرة خاصة ، استجابة ملكية لرجاء تقدم به صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز لخادم الحرمين الشريفين والذي أصدر توجيهاته - يحفظه الله – على الفور بتخصيص طائرة لهذه الغاية ، ولا شك أنه يتذكر كيف وصلتهم دعوة خادم الحرمين الشريفين ، ليكونوا ضمن ضيوفه في موسم الحج للعام 1427هـ ، - ولمزيد من الاطلاع بالإمكان الرجوع لجريدة المدينة في عددها رقم 15960 وتاريخ الأربعاء 14 ذو الحجة 1427

ولكني أشك في أن إخواني - أعضاء وقراء - الساحة العربية على عدم علم بما حدث لهؤلاء الحجاج ، فلسبب غير واضح تأخر متابعة حجاج قرقيزيا رغم أمر خادم الحرمين حفظه الله بذلك ، والمتعلق باستضافتهم كحجاج لهذا العام ،وتطلب ذلك التباطؤ تحركات حثيثة انتهت إلى لا شيء !!

وهنا بادر حجاج قرقيزيا بالاتصال بصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز، عارضين الأمر عليه، طالبين منه العمل على تمكينهم من ضيافة خادم الحرمين الشريفين التي وصلتهم من مقامه السامي العام الماضي، عندما اتصلوا بسموه كانوا يأملون بحدوث معجزة ، فقد كان يفصل بينهم وبين يوم "عرفة" أيام معدودات ، كما أن الدوائر الحكومية في المملكة على أبواب إجازة ، إضافة إلى أن خادم الحرمين في زيارة رسمية لسلطنة عمان ، ومع هذا عاشوا بأمل ازداد ثباتاً ما أن وصلوا لسمو الأمير خالد بن طلال الذي بين لهم أنه وبإذن الله سيعمد على تسخير قدراته وكل وقته في سبيل إيصال طلبهم لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله .

وهكذا تحققت المعجزة ووصل الحجاج للمملكة ليلة التاسع من ذو الحجة عن طريق طيارة خاصة توجهت لجلبهم من قرقيزيا ، وليصلوا مكة المكرمة في الثانية صباحا من يوم عرفة ، وهكذا مكنوا من إتمام فريضة الحج ولله الحمد وزيارة المدينة المنورة ، إذ بفضل الله صدرت توجيهات الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وأدام فضله ، بسرعة الانتهاء من الإجراءات الإدارية والنظامية لتمكينهم من حج هذا العام ، ولتنفذ هذه المكرمة في وقت يعد قياسي بعمر الزمن، فبين صدور الأمر الملكي وتنفيذه ، فترة زمنية لا تتعدى اليومين ، جند خلالها سفير المملكة في كازاخستان، سعادة الأستاذ ( هشام بن عبد الوهاب زرعة ) بارك الله في جهوده كل الإمكانات المتاحة وغير المتاحة لتنفيذ أمر الملك عبد الله ، حفظه الله ، خاصة أن القائم على الشؤون الدينية في حكومة " قرقيزيا " قد اعتذر للسفارة عن تقديم أي مساعدة بسبب تواجد الحجاج المعنيين في قرى نائية ، ولضيق الفترة المتاحة .!!

أما في داخل المملكة فقد كانت هناك متابعه دائمة ومباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال ، لتحركات الحجاج وهم مازالوا في قرقيزيا و لم يتحركوا من قراهم بعد ، كما تابعهم بعد وصول أوراقهم الرسمية لسفارة المملكة في كازاخستان، ثم إلى مطار جدة ، كما تابع أحوالهم وهم على أرض المشاعر المقدسة ، جهد استمر طوال تلك الأيام بل كانت الاتصالات تستمر لوقت متأخر من الليل بغية تذليل كل الصعوبات التي قد تواجههم ، أقر الله سبحانه عين الأمير بشفاء ابنه الوليد وجزاه عن طيب عمله خير الجزاء .

وعلى الجانب الآخر كان هناك رجالاً أكفاء يعملون ليلا ونهارا، في الديوان الملكي ، ووزارة الخارجية، ووزارة الحج ، وموظفي السنترال في كل هذه الدوائر ، ومطوفين أيضاً ، عملوا على مسابقة الزمن لتحقيق هذا الرغبة الملكية ، لقد كانت تحركهم غيرتهم الدينية والوطنية وبالتالي تعامل كل منهم معها على أنها تعنيه في المقام الأول ..

أعز الله الملك عبد الله وبارك فيه وسخر له البطانة الصالحة التي تعينه على الخير ،و أقر بفضله سبحانه عين الأمير خالد بشفاء ابنه الوليد وجزاه عن طيب عمله خير الجزاء ، ومكننا حكومة وشعباً لخدمة زوار بيته الحرام وتقبل منا ومنهم طيب الأعمال.

ملاحظة : هناك لقاء خاص جداً سأنشره قريبا في الساحة المفتوحة تم إثر لقائي مؤخراً مع الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز ، يحمل بين ثناياه أسئلة جريئة ، أعدكم بنشره في الأيام القليلة القادمة .


--------------------------------------------------------------------------------


بعض ما قاله حجاج قرقيزيا كما نشرت ذلك صحيفة المدينة في العدد المذكور أعلاه :

حلم مستحيل

في البداية تحدث الحاج أميولوف والدموع تنهمر من عينيه ظللت أجمع المال لمدة 85 سنة حيث كنت أعمل في الرعي منذ كان عمري 5 سنوات واليوم أنا في التسعين من عمري وقد تحققت امنية حياتي وأردف قائلاً: كنت متيقناً بأن الملك عبدالله والسعوديون كانوا الصادقين معنا وذلك لم أشك لحظة واحدة رغم أنه لم يبق على الحج إلا ثلاث أيام ونحن لا نعرف مصيرنا.إلا أنني ما كنت أعتقد فيه حصل وفعلاً وصلنا لأرض المملكة وأدينا الحج ثم كفكف دموعه وخنقته العبرات ولم يستطع إكمال كلامه.

فجر جديد

اتجهنا إلى حاج آخر كان وجهه يحمل علامات الكبر والأسى سألنا عن اسمه وقال اسمي يزمستوف صوليمان وأبلغ من العمر 80 عاماً قضيت طيلة عمري أجمع المال من أجل اداء فريضة الحج وفي العام الماضي حصلت معنا مأساة فظيعة شعرنا بعدها بانقطاع الأمل ولكن المكرمة الملكية أعادت لنا الأمل وظللنا عبر عام كامل نمني النفس بالحج وظللت قبل الحج بعدة ايام لا أنام حتى وصلني الخبر فأمضيت ليلتي حينها أصلي لله فرحاً وابتهاجاً بأن تحقق الخبر السعيد كما أنني أقدم شكري لحكومة خادم الحرمين الشريفين وكل من ساهم في هذه المكرمة الملكية كما أقدم شكري لجريدة (المدينة) التي قامت بواجبها على أحسن حال وساهمت في هذه المكرمة واضاف والدموع في عينيه سنظل ندعو الله لكل الأشخاص الذين ساعدونا في تحقيق حلم العمر حتى الموت ورددها مرتين بلغة عربية مكسرة.

موعد منتظر

أما قديروف تاج الدين والذي يبلغ من العمر 70 عاما ويعمل إمام مسجد قال قضينا عاماً كاملاً ونحن ننتظر الحج بفارغ الصبر وكنا نعد الأيام والليالي بالدقيقة حتى أتى موعد الحج ونعلم بأن العرب لا يكذبون وفعلاً تحقق الحلم ولا يسعني إلا أن ابتهل إلى الله شاكرا له وداعيا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي حقق لنا الحلم وكل من يساعدنا وساهم في تحقيق حلمنا والى صحيفة المدينة التي قامت بدورها على أكمل وجه.

انتظار طويل

وقال الحاج صجهو جيوف شهاب الدين الذي يبلغ من العمر 60 عاماً ويعمل مديرا لمدرسة كنت أنوي في العام الماضي أن آتي للحج ولكن القوات الروسية اعتقلتني لشبهة وشعرت حينها أن أمل العمر بدأ يختفي نظراً لأني ظللت طيلة العمر أجمع المال من أجل الحج ولكن عندما عرفت زوجتي بمصيري مرضت ولكن الأمل عاد لنا من جديد بمنحة كريمة من ملك عظيم حتى أنني في المدرسة قمت بعمل دروس خاصة عن السعودية وعن مآثر خادم الحرمين الشريفين هذا الرجل الشهم الهمام الذي حقق لنا حلم السنين وأشكر كل من وقف بجانبنا وأشيد بموقف جريدة (المدينة) التي قامت بدورها الإعلامي كاملا.

شعور غريب

ووصف الحاج عكروف منصور والذي يبلغ من العمر ثمانين عاما ويعمل سائقا أنه كان ينتظر الخبر ومرض وخشي أن يذهب عنه الحج وعندما وصله الخبر السعيد قبل الحج بيومين فرح فرحاً شديداً حتى أنه من شدة فرحه ورغم كبر سنه أصبح يقفز فرحا كالطفل الصغير وقال طيلة عمرنا لن ينسى هذا الموقف الكريم من خادم الحرمين الشريفين.وقال الحاج ببوشنليف جولدبي صاحب 77 عاما انه منذ 60 عاما وهو يجمع المال وقال في العام الماضي عندما دخلنا مكة تمنيت ألا اغادرها وفي هذا العام عندما تأخرت عنا خبر الحج ويبقى للحج ايام معدودة تعبت ومرضت وتأثر كل أفراد اسرتي وأحفادي الا ان منحة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بثت لنا الفرح من جديد.

دعاء وبكاء

وتحدث محمد سيوف قرقاسمي واي صاحب 80 عاما والبكاء لا يفارقه قائلا كنت متيقناً أن المسلمين صادقون وكنت انتظر المكرمة بفارغ الصبر وأتابع الجرائد كل يوم ولكن لا جديد وخشيت ان أموت ولا اؤدي فريضة الحج ولكن في داخلي ايمان باننا ذاهبون للحج والحمد لله تحققت الأمنية.. توقف قليلا ومع دموعه ورفع يديه ليتضرع الى الله ويدعو لخادم الحرمين الشريفين وكل من ساعدهم وساهم في اداء فريضة الحج لهم ودعناه وتركناه يدعو ويبكي.

نهاية سعيدة

تركنا خيمة الرجال واتجهنا لخيمة النساء استقبلونا بالدعاء والزغاريد والفرح يعلو وجوههم وتحدثت لهم حيث التقينا بثلاث نساء بلغن من العمر فوق الثمانين عاما وقال لقد عملنا وتيقنا نحن وأزواجنا من أجل أن نفرح بأداء فريضة الحج وقالوا والفرح لا يكاد يفارقنا حيث أننا تمكنا طوال العام نصلي الليل ونقومه فرحا وشكرا بالمكرمة وكنا متيقنين بأن ربنا سيحقق أمانينا وفعلا جاءت منحة خادم الحرمين الشريفين لتمحو لنا حزننا وتبدله فرحاً كما اننا نشكر جريدة (المدينة) وهي التي نشرت معاناتنا وتابعت موضوعنا حتى نهايته.

مكرمة سعيدة

ووجدنا عبدالرحمن حكيم عوجيه ذو الخمسين عاما بجوار أمه التي بلغت 80 عاما وهو يقبل يدها اقتربنا منه حدثنا عن معاناته وقال خرجت أنا وأمي في العام الماضي مع المجموعة بقصد فريضة الحج وأردت أن احقق حلم والدتي التي طال انتظاره وعندما وصلنا للحدود الروسية احتجزتني القوات الروسية وسجنوني وذهبت والدتي مع الحملة وعانت الأمرين وقلبها في مكة وعقلها عندي وحينما وصلت الى مكة في المرة الأولى فرحت لها فرحا شديدا بعد ان افرجت عني القوات الروسية حينها وعندما عادت والدتي ومعها خبر المكرمة لم تسعني الدنيا من الفرحة وظللت طيلة العام الماضي انتظر هذه اللحظات لانني اشعر بالمسؤولية تجاه والدتي وأحبها حبا شديدا واتمنى ان احقق لها امانيها واقترب الحج ومعه كنت اترقب وصول الخبر السعيد وكنا نعرف ان العرب صادقون وها نحن قمنا بأداء فريضة الحج ثم استطرد قائلا: لا انسى هذا الموقف من ملك الانسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي مسح دموعنا ونشكر كل من ساهم في هذه المكرمة ونشكر جريدة المدينة التي ساهمت في حل معاناتنا.اما الحاجة حيدروف كامهان والتي تبلغ من العمر 85 عاما فلم تستطع الكلام من شدة البكاء والفرح.

طالوت 1
18-01-2007, 11:31 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك

طلال المحمادي
18-01-2007, 11:34 PM
جزاك الله خير

ولكن نحن في منتدى الاسهم السعودية

ويوجد مقسم خاص لهذه المواضيع بمسمى استراحة المساهمين

تحياتي

maradoona
18-01-2007, 11:45 PM
جزاك الله خير

وجزى الله الامير كل خير

الموضوع للساحة العربية وليس منتدى الاسهم؟؟

وعموما نصيحتي لك فاعلي الخير يحبون عملهم خالصا لوجه الله وليس رياء الناس
والامي خالد ان شاء الله انه منهم
وكتابتك عن فعل خير له دون اخذ رأية قد تغضبه اكثر مما قد تفرحه

معز الدين
18-01-2007, 11:55 PM
ليتك ذكرت المصدر
انه منقول من الساحات السياسية بقلم / ابو لجين ابراهيم