المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " مقارعة الحجة بالحجة " .. ليست ضعفاً !!!


السهم المقاوم
12-12-2006, 08:54 PM
=

" مقارعة الحجة بالحجة " .. ليست ضعفاً !!!

يعاني الكثير من الزملاء الصحافيين والكتاب والمثقفين ردود الفعل الحادة التي تصلهم كلما نشروا مقالا أو كتبوا موضوعا صحافيا أو تحدثوا في موضوع جريء أو غير مألوف، وردود الفعل هذه تتجاوز في معظم الأحيان الرد المنطقي إلى الهجوم الشخصي والتهديد والاتهامات والتخوين والتكفير (أو التفسيق) والاتصالات المزعجة على الجوال ونقل الهجوم إلى منتديات الإنترنت.

ولأن الذين يهاجمون قد قرروا من اللحظة الأولى ألا يردوا على الحجة بالحجة أو لا يستخدموا المنطق تجدهم يندفعون وراء اعتقادهم الشخصي أنهم على حق وأن غيرهم مخطئ ظالم مغرض (أو عميل) فيكيلون له كل تجريح ويندفعون في المبالغة والتأويلات الشخصية التي لو حكمتها لوجدت أكثرها غير دقيق ولا يستند إلى معلومة أو تحليل منطقي.

وفي معظم الأحيان تجد هذا الهجوم يعتمد على توقع بما ينويه الشخص من مقاله، وتجد الحديث كله عن النيات والأغراض وما يخفيه الناس، رغم أن هذا من الغيب الذي لا يجوز لأحد أن يخوض فيه.
لقد غضب الرسول, صلى الله عليه وسلم, لما قتل أحد الصحابة رجلا في معركة دون أن يأخذ في اعتباره نطقه الشهادة تحت السيف، فالصحابي كان يقول إن الموقف يقتضي أن نطق الشهادة هو للتخلص من الموت، وكان رد الرسول غاضبا وحاسما بأن أحدا لا يمكن أن يشق قلب إنسان ويعرف ما فيه. وفي الإسلام نهي عن سوء الظن، ومطالبة بالحكمة والموعظة الحسنة، ومع ذلك تجد أن الذين يستخدمون الخطاب الإسلامي هم أول من يخرقون هذه القواعد، ليدينوا أنفسهم بأنفسهم.

كان العرب يعشقون بلاغة الرد، ويعشقون التفوق على الآخرين بالحجة، ثم تعلموا لاحقا مع احتكاكهم بالحضارات الأخرى أن يعشقوا المنطق حتى في الردود على من يرونهم كفارا، فتجد في كتب أهل السنة في الرد على أهل الفرق استخداما مكثفا للمنطق والحجة العلمية، بينما لا تجد –في أغلب الأحيان- العبارات الشخصية وبذاءة الألفاظ ولا تجدهم يطالبون السلطان بالقضاء على كل من يخالفهم إذا أراد السلطان أن يكسبهم إلى صفه.

ما الذي حصل حتى أصاب العرب الملل من استخدام المنطق، وصاروا يعشقون "القوة" وإجبار الآخر بكل وسيلة على أن يتبع رأيهم (مهما كان رأيهم ضعيفا وهامشيا)، وصاروا يتبعون كل وسيلة لوضع خصمهم في الزاوية الحرجة؟ لماذا صار الناس يستخدمون الكلمات العاطفية والشتائم المقذعة والاتهامات غير المنطقية بدلا من استخدام الحجة والمنطق؟
سألت هذا السؤال أحد رواد فكرة "تفسيق" كل المخالفين حتى لو كانوا يتكلمون في قضايا فلكية تخالف رأيه لما اتصل بي "ناصحا" فقال لي إن المنطق يستخدم مع من "تثق بأمانته وولائه للوطن" أما "الخونة" فلا ينبغي إلا محاربتهم بكل وسيلة ممكنة. لما سألته كيف عرف بأنهم خونة؟ انطلق غاضبا صارخا في وجهي يدعوني لأفتح عيني وأترك محاولاتي البائسة للدفاع عنهم، ولا أعرف من يقصد بالضبط, لأن هذا يشمل كل إنسان لا يعجبه، وقررت أن أغلق النقاش مع من أغلق قلبه وعقله دون أي حجة أو منطق.

إن الأمم لا تتغير إلا بتغير العقول، ولا يوجد مثال تاريخي واحد تغيرت فيه الأمم على المدى الطويل إلا بتغير العقول، وتغيير العقول في زمن الإعلام والانفتاح لا يكون على الإطلاق إلا بالحجة، وإذا كان البعض يظن أن "الحوار" هو ملجأ الضعفاء وأنه من توافرت له القوة فيجب أن "يدمر المخالفين", فهذا خطأ فادح, فالقوة الحقيقية هي في القدرة على مخاطبة العقول وتغييرها.
إن استخدام الغضب بأنواعه قد ينفع مع البعض, وقد يخيف الآخرين, ولكن تيارات الأجيال الجديدة المقبلة ستكون كالطوفان الذي إذا لم تقنعه بحجتك فسيجتاح الجميع.

لدينا آراء كثيرة وخلافات فكرية عميقة، ونحتاج إلى معارك فكرية وثقافية ثقيلة ومستمرة وشاملة للجميع لحسم هذه الخلافات بما يخدم صالح الوطن وصالح الإنسان، وحتى نستطيع أن نتقدم خطوة إلى الأمام، ولكن لن يمكننا دخول معارك ثقافية حقيقية نقارع الحجة فيها بالحجة إلا إذا توقف كلا الطرفين عن التهديد بالطعنات إذا لم يعجبه سير النقاش.
إذا رأيت في حديثي عبارات محيرة فهذا لأنني خائف من الطعنات!!

حكمة فلسفية عميقة: "الأفكار تتنافس في سوق مفتوحة، تطرد فيها البضاعة الجيدة البضاعة الرديئة".

د. عمار بكار - رئيس تحرير موقع العربية ـ نت 18/08/1427هـ
ammarba***********

--- إنتهى ----

في الحقيقة , أعجبت بهذه المقالة , فأحببت أن أطرحها في منتديات الأسهم , والتي أعتقد أن لها علاقة بعالمنا أيضاً , فقد يعاني أحدنا من بعض مما ذكر سواءً في المنتديات أو في الحياة العامة .. وحبذا لو يتناقلها البعض لمنتديات أخرى للإستفادة .
وإبقاء الموضوع , أو نقله ... يعود لتقدير وتقييم الإدارة والإشراف له .

والله الموفق .

أخوكم

أبوعبدالكريم

=

HamadA
13-12-2006, 02:44 AM
العربية نت:

مواضيع موجهة بإتجاه واحد...

ومواضيع تهتم بالأمور التافهة وتضخمها لتنتقد من خلالها ما لا يعجبها من الثوابت الوطنية والشرعية...


ولا تعطي الرأي الآخر مجالا لا في الموضوع الصحافي الذي تطرحه ولا في التعليقات التي لا تعجبها...


ثم بغضب مسئول التحرير لغضب الناس من تحيزه...



رمتني بدائها وإنسلت......