المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية الكيال عن سوق الأسهم.. تدخل الاختبار الحقيقي


bosaleh
05-06-2006, 09:44 AM
. أمين ساعاتي - كاتب أقتصادي 08/05/1427هـ
dr_saaty***********



قبل نحو ستة أسابيع ظهر هشام علوي كيال على إحدى الفضائيات العربية وأدلى بسلسلة تصريحات عن سوق الأسهم السعودي تعتبر في ذلك الوقت تصريحات صارخة وخارجة على المألوف. وقال الكيال إنه عكف على دراسة علمية معمقة عن سوق الأسهم السعودي وأن الدراسة أشارت إلى أن سوق الأسهم السعودي بلغ مرحلة القاع وسوف يستمر في هذه المرحلة لنحو 30 يوما، ثم في 29 أيار (مايو) 2006م سوف يبدأ مؤشر السوق مرحلة الصعود من قمة أعلى إلى قاع أعلى ومن قمة أعلى إلى قاع أعلى، ثم يتحول المؤشر من قيمة أعلى إلى قمة أعلى ومن قمة أعلى إلى قمة أعلى دون أن يلامس القاع حتى يقترب المؤشر من 18 ألف نقطة مع نهاية شهر آب (أغسطس) 2006م، ثم أوضح الكيال وهو يبتسم بأن فصل صيف 2006 سوف يكون زاهيا ووفيرا على غير العادة، وفي دراسته التي أعدها عن سوق الأسهم السعودي ربط الكيال بين مؤشر سوق الأسهم وبين سعر برميل النفط في السوق العالمي، وقال إن هناك علاقة وثيقة بين سعر برميل النفط وبين مؤشر السوق السعودي صعودا وهبوطا، وأكد أن الهبوط الحاد في سوق الأسهم ابتداء من شباط ( فبراير) هو ثمرة انخفاض أسعار النفط إلى مستوى 52 دولارا للبرميل في شباط ( نوفمبر) 2005م، وقال إن التغير في أسعار النفط يأخذ دورة ثلاثة أشهر تقريبا ثم يبدأ تأثيرها المباشر على الأسعار في سوق الأسهم السعودي.
وإذا كانت أسعار برميل النفط قد لامست الـ 75 دولارا في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2006م، فإن الأسعار في سوق الأسهم سوف ترتفع اعتبارا من حزيران ( يونية) 2006م أي بعد مرور دورة الأشهر الثلاثة منذ تاريخ الارتفاعات الجديدة في أسعار النفط.
ولم يتجاهل الكيال في معرض حديثه عن الدراسة التي أجراها عن سوق الأسهم.. تأثير العوامل الأخرى على أسعار الأسهم في السوق السعودي، ولكنه قال إن تأثير سعر بيع برميل النفط - صعودا وهبوطا ـ على أسعار الأسهم في سوق الأسهم السعودي تصل إلى نحو 78 في المائة بينما تأثير العوامل الأخرى بدءا من الإعلان عن أرباح الشركات والاستقرار الاقتصادي والسياسي ومعدلات نمو الناتج القومي والنواحي النفسية عند المستثمرين, لا تؤثر في أسعار الأسهم إلا بمقدار 22 في المائة في أحسن الأحوال. أما العبارات التي كان يكررها ويدغدغ بها مشاعر المشاهدين والمتعاملين في سوق الأسهم هي أن الشعب السعودي سوف ينعم بصيف غير صيف الأعوام الماضية، صيف منكشح بالأرباح والأرقام الخضراء.
ولا شك أن ما قاله الكيال مخالف لما هو سائد في الفكر المالي السعودي في ذلك الوقت، ويومها اتصلت بالابن هشام علوي كيال بحكم العلاقة التي تربطني ببيت الكيال وناقشته في أطروحته وقلت له أنت قلت كلاما ـ في العرف البحثي ـ جد خطير، ووعدت بوعود قاطعة بل أكثر من هذا حددت أرقاما وقدرت أن المؤشر سوف يرتفع ويصل إلى 18 ألف نقطة مع نهاية آب (أغسطس) 2006م، ولا شك أن هذه النتائج البحثية سوف يترتب عليها مسؤولية علمية واجتماعية خطيرة تؤثر كثيرا على مستقبلك العلمي، فهل أنت مستعد لتحمل كل النتائج بخيرها وشرها، فقال لي بلغة الواثق إنني أتحمل كامل المسؤولية العلمية وإنني أعمل في أسواق الأسهم العالمية لأكثر من 15 عاما ولدي خبرة تكفي لكي يكون كلامي موثوقا به، وقلت له إن القطع بالنتائج لهذه الدرجة يضعك في موقف محرج جدا إذا لم يتحقق أي شيء مما قلت.. وقال لي الشاب هشام كيال إن أقواله لم يطلقها جزافا بل أجرى بحثا علميا ناضجا ومدعما بالأرقام، وراهن الكيال بنبرة الواثق على الأيام المقبلة للتثبت من صحة نظريته.
ويومها للأسف انبرى مجموعة من الفضائيين والصحافيين وأمطروا الكيال بوابل من الصراخ والعويل وراهنوا على سذاجة أطروحته واتهموه بأنه يجهل أبسط قواعد التحليل الفني والتحليل الأساسي لأسواق الأسهم.
ولكني كتبت مقالا نشرته في هذه الصحيفة الغراء وقلت فيه على رسلكم يا قوم لا تتعجلوا وأعطوا هذا الشاب المنشق عن صفوفكم فرصة لكي يخالفكم الرأي وينفرد بنتائج قد تضرب كل أقوالكم ومزاعمكم، وقد تقدم للفكر المالي السعودي أطروحة جديدة مبنية على دراسة متعمقة ومتخصصة فيها التشخيص الصحيح لمشكلة السوق وفيها العلاج الشافي.
واليوم حان وقت محاسبة الشاب هشام كيال فقد حل يوم 29 أيار (مايو) 2006م وبدأت الأرقام الخضراء تتقدم شاشات التلفزيون بينما أخذت الأرقام الحمراء تتخاذل وتتراجع مهزومة مدحورة، وبدأ المؤشر يشمر عن ساعديه ويتمخطر إلى الأعلى وسط ترحيبات وهتافات الملايين من صغار المستثمرين، وبدأت نفوس الحيارى تعلو وتتفاءل بالمستقبل.
وقبل يومين اتصل بي أخي هشام من باريس، وقال لي أرجو أن تتابع المؤشر السعودي فقد بدأت رحلة الصعود، وقلت له أما زلت تتحدى قال إنني لا أتحدى ولكن الدراسة العلمية الجادة التي أجريتها هي التي تتحدى وأنا الآن أكلمك من باريس بالتحديد من سوق الأسهم في باريس وهذا المكان هو أحد الأماكن التي أسكنها وأتعلم منها، بل أكثر من هذا فإن هشام كيال يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية معرضة لكوارث طبيعية في غضون فصل الصيف, وإذا حدث هذا فإن مصائب قوم عند قوم فوائد، وأن أسعار النفط سوف ترتفع وترتفع، وأن هذه الزيادة سوف تترجم إلى زيادة لاحقة في أسعار الأسهم بالسوق السعودي وأسواق الخليج قاطبة.
ولكن ما زلنا نتحفظ وما زال الجميع يراقب المؤشر السعودي بقلق شديد، ونستطيع القول إن أطروحة الكيال دخلت عمليات الاختبار الحقيقي وما زلنا نتابع السوق ونتطلع بعيون مشدودة حتى نهاية آب (أغسطس) ولا نريد أن نتعجل ونقطع بصحة الأطروحة أو عدم صحتها، إن أطروحة أخي هشام إذا نجحت فإنها تحصل على لقب نظرية علمية مكتملة الأهلية وعندئذ يستحق هشام كيال أن نعلق على صدره وسام الدرجة الرفيعة في مجال الدراسة العلمية الجادة لسوق الأسهم السعودي.