المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صور وقصص وحقائق وبشرى .هبوط .سقوط . صناديق سوداء ثم تفعيل صندوق الفقر!


pharm414
26-03-2006, 02:17 AM
ظهرت تجارة الأسهم في المملكة العربية السعودية قبل عقدين من الزمن حين كانت حركة شركات الأسهم لايوجد فيها ما يلفت النظر وما يدعو إلى الاهتمام بها، فقد كانت حركة الارتفاع تتراوح ما بين ريال أو ريالين وأقل من ذلك، وهذا الارتفاع ليس في يوم أو يومين أو أسبوع أو أسبوعين.. بل في شهر وأكثر تقريبا !

وفي منتصف 2003 تقريبا بدأ سوق الأسهم السعودي ينتعش ويتحرك ويميل للارتفاع، وكانت أسعار الأسهم آنذاك - مقارنة بها اليوم - منخفضة جداً، وكان حجم التداول اليومي صغيراً، فلم يكن أقل من ثلاثة مليارات في اليوم .


ثم في بداية 2004 تقريبا بدأ سوق البورصة السعودي باستقبال سيولة أكبر من ذي قبل كان لها الأثر الكبير في رفع حجم التداول اليومي بشكل ملحوظ حتى بلغ الضعف عما كان من قبل وكانت أسعار الأسهم على سبيل المثال شركة : مبرد تتراوح بين الخمسين إلى الستين وشركة القصيم الزراعية بحدود ثمان وثلاثين ريال تقريبا وهكذا بقية الأسهم !


في فترة الربع الأول من السنة الميلادية 2004 بدأت نسب الارتفاع في الأسهم السعودية ترتفع بشكل حاد فكانت دفعة كبيرة لتدافع الناس لدخول البورصة السعودية، وبلغت شدة هذا الارتفاع في شهر مايو لتصل شركة المواشي في قيمتها السعرية من الثلاثينات إلى (115) ريال والكهرباء من (90) إلى (196) ليتفاجأ الجميع بسقوط مخيف أدى إلى انهيار السوق قرابة (3000) نقطة بحيث بيعت المواشي ب(53) ريال والكهرباء بقرابة (94) لتسجل خسائر فادحة لصغار المساهمين أدت إلى أن بعضهم فقد جميع رأس ماله وبالذات الذين أخذوا ما يسمى بالتسهيلات البنكية ،واذكر أن احدهم يقول كان في محفظته أربع ملايين وسبع مئة ألف ريال، يقول وفي غيابي عن السوق لأيام قليلة فتح محفظته ليجد رصيده صفر بسبب التسهيلات المالية التي أخذها من البنك .


وبعد ذلك الانهيار ارتفعت الأصوات بالاتهامات لبعض تجار البورصة والمطالبة بمحاكمتهم وفضحهم، كما علت المطالبة بوجوب وجود أنظمة تحمي صغار المساهمين وضبط المتلاعبين إلى أخر تلك المقولات الحماسية الآنية في بعضها والكاذبة في بعضها الآخر .

وفي مدة لا تزيد عن الشهرين بدأ السوق يتعافى ويواصل ارتفاعه من جديد حتى وصل معدل التداولات اليومية إلى أكثرمن الخمس وأربعين مليار ريال وفي خضم هذه المعمعة تدافع الناس بشكل كبير لدخول سوق الأسهم حتى أدى الأمر بكثير منهم إلى بيع مسكنه الخاص بل بيع سيارته الجديدة ليستبدلها بقديمة بل إن بعض النساء باعت مصاغها الخاص الذي كان هديتها في زواجها المفعم بالأحلام الوردية، وقد صاحب هذا الارتفاعات الكبيرة دخول بعض شياطين الإنس واللصوص بترويج الدعايات الكاذبة عن السوق وتشجيع الناس لدخول السوق بشكل كبير وخداعهم بالبيانات المضللة حتى آفاق الناس على الحقيقة المرة ليجد هولاء المساكين والضعفاء أنفسهم في انهيار كبير كان واضحا للعيان، وقد صاحب هذا الانهيار حالات خطيرة من موت بعض المساهمين وانهيار بعضهم إلى حد الجنون ودخولهم المصحات النفسية فضلا عن أمراض القلب والسكر والضغط التي أصابت أولئك المفجوعين في أموالهم .


ولنا أمام هذا الانهيار عدة وقفات :
الوقفة الأولى : مؤسسات الدولة المتمثلة في : ( هيئة سوق المال، ووزارة التجارة، ووزارة المالية، ومؤسسة النقد ) لوحظ التباطؤ الكبير منها منذ انهيار السوق في مايو 2004، فلم توجد الآليات الواضحة والتي تكفل حفظ السوق من التلاعبات والانهيارات المفتعلة التي يقوم بها لصوص وقطاع الطرق في السوق، بل لاحظنا أن امتلاك المعلومة وتوجيه السوق لا يكاد يخرج عن أقلية متسلطة امتلأت قلوبها بالجشع وسرقة أموال الناس من أجل الثراء السريع فوق ما عندهم من الأرصدة الضخمة، ولم نجد إزاء هؤلاء أي قرارات فاعلة وقوية في فضحهم ومحاكمتهم وجعلهم عبرة لمن لا يعتبر، بل لقد تسامع الناس من مجالس هؤلاء التجار الوحوش الجشعين الاستهزاء بمؤسسات الدولة المالية والسخرية بها وأنهم يشترون جميع من فيها بأموالهم متى شاءوا وأن لا أحد من هؤلاء الناس يخرج عن إرادتهم وعما يريدونه للسوق، وكانت ارتفاعات السوق غير المبررة تؤكد هذا النظرة، بل لقد كانت المعلومات الشحيحة عن الشركات والغير الواضحة للناس أحد الإشكالات الكبيرة التي لعبت بالسوق والتي كان لملاك هذه الشركات الأثر الواضح في تدمير السوق من خلال تمرير المعلومة الانتقائية لأحد دون أحد، ومع ذلك لم نجد القرارات الرادعة والقوية لهذه الشركات ومن كان يديرها بالشكل المطلوب، ولا شك أن هذا من الأسباب الكبيرة التي ساهمت في تضخيم السوق ثم انهياره .

الوقفة الثانية : الجهات المضللة وتتمثل هذه في أولئك المحللين والذين ساهموا بشكل واضح ومقصود في تضليل الناس، فعندما كان السوق يرتفع كان بعض أولئك يخرج للناس ليقول بأن السوق واعد، ثم يبرر هذا الارتفاع بالمؤشرات الاقتصادية الإيجابية للدولة وارتفاع البترول ورجوع السيولة من بلدان الغرب، فلم يكن هناك أي نوع من التحذيرات الواضحة التي تحذر من الانهيار للسوق بمعناه الكارثي الذي يقضي على الأخضر واليابس، وعندما هبط السوق خرج أولئك الأشباح مرة أخرى من خلال تلك المنابر ليصبوا الزيت على النار لدفع الناس لمزيد من الارتباك والهلع من أن السوق متضخم وأنه في حالة انهيار ليزداد الناس تدافعا في البيع وليسجل المؤشر انهيارا حادا ولعدة أسابيع، وقد مورس هذا التضليل من خلال المنتديات الالكترونية وبعض المراكز الاقتصادية، والذي تولى كبر هذا الأمر قناة العربية الاقتصادية ! ! .

الوقفة الثالثة : البنوك : من المفارقات الغريبة في سوق الأسهم السعودية أن عملية الوساطة في البيع والشراء تمارس من خلال البنوك، والأغرب من هذا أن هذه البنوك تمتلك محافظ لها تأثير كبير في السوق، فهي من خلال ممارستها للوساطة تكشف عملية توجه المتداولين من خلال حركة الشراء والبيع، بل أن البنوك ساهمت بشكل أخطر في زيادة انهيار السوق بتسييل محافظها الخاصة، وفي مرة أخرى بتعطيل تداول البيع والشراء من خلالها، مما حدا ببعض الناس أن يتهم البنوك بأنها ساهمت بشكل مقصود في نزول السوق، ومع ذلك لم نجد الجهات المختصة قامت بمحاسبة هذه البنوك ووضحت حقيقة الأمر .

الوقفة الرابعة : كبار تجار الأسهم ( الهوامير ) : هؤلاء هم اللاعب الحقيقي في السوق وهم من يسرح ويمرح كما يشاء، يقومون برفع ما يشاوؤن من أسعار أسهم الشركات ويخفضون ما يشاؤون من غيرها دون النظر لمبررات اقتصادية واضحة ولكنها عملية تدافع لشراء سهم معين، ومن ثم القفز به إلى الأعلى في تغرير وخداع واضح لصغار المساهمين، وما ارتفاع سهم مبرد من الناس ببعيد، ومع ذلك لم نجد المحاسبة الواضحة لمن تسبب في تلك المشكلة .

الوقفة الخامسة : منظمة التجارة : بعض الناس يعزو نزول السوق إلى أنه أمر مقصود وذلك بسبب ضغوطات خارجية من منظمة التجارة العالمية والتي اشترطت في دخول المساهم الأجنبي نزول السوق السعودي، لأن ارتفاعها لم يكن مبررا كما ادعت، بل من الحلول التي عرضت على المنظمة إعادة تجزئة الشركات وقد قبل هذا الاقتراح بالرفض، وقد حدثني بعض الناس شخصيا وهو من يمتلك محفظة يتداول بها من خلال الانترنت، وقد شكى للبنك الوسيط صعوبة التداول في الأيام الأولى من النزول وأنه لم يكن هناك استجابة في قبول أوامر البيع والشراء من خلال تداول الانترنت، حيث طلب أن تنفذ أوامر البيع والشراء له عن طريق الموظف المختص في البنك فما كان من الموظف إلا أن قال أن الأوامر التي يقوم بإدخالها هو بنفسه لا يأتيه الرد عليها بالقبول أو الرد إلا بعد اثني عشر دقيقة، فتساءل صاحب المحفظة عن السبب فتحفظ الموظف عن الإجابة، فقال صاحب المحفظة إذا من يكون السبب في تعطيل الأوامر هل هي مؤسسة النقد، فقال الموظف لا أدري الأمر واضح ولا تحرجني !!!

الوقفة السادسة : نذكر أولئك الذين قصدوا انهيار السوق وهم يعرفون أنفسهم جيدا نعم لقد حازوا الدينار والدرهم، نعم لقد ارتفعت أرصدتهم وتضخمت بطونهم بأكل أموال الناس بالباطل، نعم لقد استطاعوا أن يحتالوا على الناس، نعم أبانوا أنهم يسيطرون على مفاصل سوق المال والقفز والاحتيال على جميع القوانين، نعم وإن كان قد هربوا من عقوبة سلطان البشر فليعلموا أنهم سيقفون أمام رب البشر، وسيحاكمون أمام أولئك الملايين من خصومهم ولن ينفعهم الدينار ولا الدرهم ولن تنفعهم هذه الأرقام الخرافية التي حازوها من المال الحرام، وأذكرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( وأتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) .

الوقفة السابعة : نداء إلى المسئولين على جميع المستويات، نذكرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. الحديث ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )، ألا يتق الله هؤلاء المسئولين، ويتذكر كل واحد منهم موقفه أمام الله سبحانه وتعالى وأنه مسئولا عن هؤلاء الناس، أليس لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة، أليس لهم في أصحابه رضي الله عنهم قدوة، الم يقرؤوا أن عمر رضي الله عنه خاف أن بغلة عثرت في العراق أن يسأل عنها يوم القيامة، ألم يقرؤوا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله شاب نشأ في عبادة ربه وإمام عادل ... ألحديث ) ألم يعلم هؤلاء المسئولين أنهم يقامون مقام الإمام فيما ولوا عليه، فأين العدل مما يجري الآن؟ لماذا تأكل أموال الناس بالباطل؟ ألم يروا ويسمعوا عن أولئك الذي دخلوا السجون تحت طائلة الديون التي جنوها من انهيار الأسهم؟ الم يعلموا عن تلك الغوائل المشردة الذين طردتهم البنوك الجشعة وباعت بيوتهم تحت طائلة التسهيلات البنكية الكاذبة؟ ألم يروا حال أولئك الذين في صالات الأسهم منهم من قضى نحبه ليتيتم أولاده وليعانوا من مرارة فقد والدهم ويتجرعوا مهانة الفقر وذل السؤال للناس؟ ومنهم من أصيب بانهيار عصبي قارب مرحلة الجنون، بل لقد سمعنا أفضع من هذا أن أحد الناس قد خلع ثيابه وبدأ يجري في حالة جنونية هستيرية، الم تستدع هذا المناظر الحزينة أن توقف هذا الاستنزاف الدموي لأموال الناس، لماذا لم نسمع إلى اليوم الإجراءات الكافية لإيقاف هذا النزيف الخطير والذي سيترتب عليه آثار اجتماعية كبيرة واقتصادية، وإذا استمرت هذه الحالة فمن الواضح من المنظور الاقتصادي أن المجتمع سينقسم إلى قسمين طبقة مسحوقة فقيرة تعيش على الفتات وطبقة مخملية تعيش في خيال من الترف والبذخ، من المسئول عن هذا الفعل ؟! .

ولا شك أن هذا الاستنزاف الخطير سيغيب الطبقة المهمة في كل مجتمع وفي كل دولة، أنها الطبقة الوسطى، ألا يستدعي هذا سرعة الاهتمام وبذل الجهد لإيقاف هذا النزيف الكبير ومحاكمة المتسببين بشكل شفاف وواضح ووضع التشريعات والقوانين الواضحة التي تحفظ حقوق الصغير والكبير وتحافظ على اقتصاديات البلد وترسي الرخاء المالي وتعطي صورة إيجابية في الخارج عن بلادنا .

أخيرا : إلى أحبتي من أولئك الذين فقدوا أموالهم، ولا شك أنهم وإن كانوا قد فقدوا شيئا غاليا عليهم، فليحمدوا الله أنهم لم يصابوا في دينهم وأنهم لم يأكلوا مال غيرهم، و لم يتسببوا في ظلم أحد من الناس، وأن عزائهم يوم القيامة ليقتصوا من خصومهم، وليذكروا أن المال عارية من الله وهو امتحان واختبار، وليتذكر كل واحد منهم أن الرزق من الله وأنه هو الذي قدره سبحانه وتعالى . وليكن هذا الحدث دافعا لنا جميعا إلى التوكل عليه سبحانه وتعالى والالتجاء إليه وأن ما أصاب الإنسان ما كان ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه .

بشرى :
أبشركم أن الوضع الاقتصادي ولله الحمد في بلادنا الحبيبة يبشر بالخير وأن أبواب الاستثمار كبيرة وأن الأسواق المالية مفتوحة وسوق الأسهم هو أحد هذه الجزئيات المهمة من اقتصاد البلد، ورغم هذا النزول الكبير إلا أن المحفزات الاقتصادية الواضحة في البلد ستدفع السوق إلى الارتفاع وهذا ما سيظهر في الأيام القادمة بإذن الله تعالى، وليعتبر كل واحد منكم نفسه مستثمر طويل الأجل، وليقارن كل منكم نفسه بشخص يبني عمارة سكنية سيقوم بإنشائها ومن ثم تأجيرها وسينتظر المردود المالي منها، الذي أجزم به أن عائد الأسهم بإذن الله سيكون أسرع من ذلك الذي يبني تلك العمارة ومن ثم ينتظر عائدها الاستثماري، والذي قد يتعدى السنتين، والأسهم في الشهور القليلة القادمة ستستعيد أرقامها السابقة وهذا ما سيظهر بإذن الله تعالى فابشروا وأملوا وتوكلوا على الله .


منقول من ابو لجين ابراهيم جزاءه الله خير