ghenaim
31-07-2003, 09:23 PM
أقر المجلس الاقتصادي الأعلى ومجلس الوزراء السعودي "نظام سوق الأوراق المالية" منتصف شهر يونيو 2003 ليشكل بذلك قراراً هاماً وتاريخياً في مسيرة سوق الأسهم السعودي والذي من شأنه أن ينقل السوق إلى مراحل متقدمة، حيث ينص النظام على إنشاء سوق مالية مستقلة "بورصة" تحت إشراف هيئة مستقلة لإدارته، كما سمح بدخول وسطاء ماليون جدد إلى جانب البنوك المحلية التي يقتصر عليها التداول حالياً، كما يتوقع أن يزيد من عدد الشركات المدرجة في السوق مما سيرفع من درجة كفاءته، وقد حدد العمل بالنظام الجديد بعد 6 أشهر. هذا وقد شهد سوق الأسهم السعودي نشاطاً قوياً خلال النصف الأول من هذا الشهر صعد خلاله بنسبة 13% وسجل أعلى قيمة إغلاق تاريخية له عند 3644.29 نقطة يوم الاثنين 16 يونيو ،مدعوماً بتواصل الأداء القوي للشهر الثاني على التوالي لأكبر ثلاث شركات في السوق وهي "شركة الاتصالات السعودية" و "الشركة السعودية للكهرباء" و "الشركة السعودية للصناعات الأساسية"، حيث واصلت المؤشرات المالية المغرية تأثيرها على سهمي "الاتصالات" و "سابك" ليحققا ارتفاعاً قوياً نسبته 32% و 13% خلال النصف الأول من الشهر، وتزامن ذلك أيضاً مع صعود سهم شركة "الكهرباء" بنسبة 31% إثر تردد الشائعات حول نية الشركة توزيع أسهم مجانية. وقد استطاع السوق أن يحافظ على مستوياته العليا ليغلق الشهر يوم 30 يونيو 2003 عند 3612.9 نقطة بارتفاع نسبته 12% عن إغلاق شهر مايو 2003، وهو أعلى ارتفاع شهري يحققه السوق منذ 13 شهراً، وبذلك يكون المؤشر قد ارتفع بنسبة 43.5% منذ بداية العام. من جهة أخرى، فقد استقرت أسعار نفط "غرب تكساس" فوق مستوى 30 دولاراً لهذا الشهر، حيث أغلق سعر برميل نفط "غرب تكساس" يوم 30 يونيو مسجلاً 30.1 دولاراً بارتفاع طفيف جداً قدره 0.6 دولار أو ما نسبته 2% عن إغلاق شهر مايو. يذكر أن متوسط سعر برميل نفط "غرب تكساس" بلغ منذ بداية العام 31.5 دولاراً وهو أعلى معدل سنوي منذ عام 1982. أما من حيث قيمة التداول في سوق الأسهم السعودي فقد ارتفعت بحدة هذا الشهر، حيث بلغت 76243 مليون ريال سعودي مقابل 46292 مليون ريال خلال شهر مايو، يذكر أن قيمة التداول خلال النصف الأول من عام 2003 بلغت 215 مليار ريال وهي تعادل قيمة التداول في السوق لعامي 2001 و 2002 مجتمعين. هذا وقد تم تداول أسهم 68 شركة من إجمالي 69 شركة مدرجة في السوق، ارتفع منها 37 سهماً، فيما انخفضت أسعار 29 سهماً. وفي قطاع البنوك، شهدت معظم الأسهم هدوءً نسبياً بالرغم من إقرار عدد من البنوك توزيع أرباح نصف سنوية، حيث شهد سهم "شركة الراجحي المصرفي للاستثمار" ارتفاعاً محدوداً نسبته 2%، فيما كان الأداء الأبرز لسهم "بنك الجزيرة" بتحقيقه أفضل أداء بين البنوك للشهر الثاني على التوالي، مسجلاً ارتفاعاً نسبته 7% لهذا الشهر وهو ما يعكس تفاؤل المستثمرين بربحية البنك خلال مرحلة تحوله نحو تطبيق التعاملات الإسلامية، يذكر أن أداء قطاع البنوك هو الأضعف بين قطاعات السوق منذ بداية العام نظراً لتوقعات المستثمرين بتقلص نمو أرباحه خلال الفترة القادمة. وفي قطاع الصناعة، كان أداء الأسهم متفاوتاً، حيث واصل سهمي "سابك" و "شركة الأسمدة العربية السعودية" صعودهما القوي بنسبة 15% و 12% إثر توقعات المستثمرين باستمرار نمو أرباحهما خلال النتائج المالية للربع الثاني 2003. وأغلق سهم "سابك" تداولاته لهذا الشهر عند 208 ريال محافظاً على أعلى قيمة إغلاق تاريخية سجلها منتصف الشهر في ظل المؤشرات المالية المغرية للشركة، في حين تراجعت حدة صعود سهم "مجموعة صافولا" ليرتفع هذا الشهر بنسبة 6% مع اقتراب موعد توزيع الأرباح والأسهم المجانية والتي دفعت السهم في الشهر الماضي لصعود حاد نسبته 25%، لتكون بذلك أول شركة مساهمة (خارج قطاع البنوك) تقوم بتوزيع أرباح نصف سنوية. أما في قطاع الإسمنت، فقد دفعت التفاؤلات بنمو أرباح شركات الإسمنت في ظل الطلب المتزايد على منتجاتها لتلبية التوسعات العمرانية في المنطقة بالإضافة إلى فتح مجال التصدير للعراق إلى تواصل ارتفاع أسهم شركات الإسمنت، فيما كان التراجع الوحيد لسهم "إسمنت المنطقة الجنوبية" بنسبة طفيفة جداً بلغت 1%. أما في قطاع الخدمات، فقد شهدت الأسهم أداءً متفاوتاً، حيث ارتفع سهمي "الشركة العقارية السعودية" و "الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري" بنسبة 7% و 6%على التوالي في ظل ترقب نتائج إيجابية للربع الثاني 2003 لكلا الشركتين. فيما شهد سهم "مكة للإنشاء والتعمير" تراجعاً طفيفاً نسبته 2%. وفي قطـــاع الكهربـاء، واصل سهم "الشركة السعودية للكهرباء" صعوده القوي ليصل إلى مستويات قياسية هذا الشهر مدعوماً بتردد الشائعات عن نية الشركة توزيع أسهم مجانية، حيث سجل إغلاقاً قياسياً عند 83.25 ريال في يوم الاثنين 16 يونيو بارتفاع قوي جداً نسبته 31% منذ بداية الشهر وهو ما لا يتناسب مع المؤشرات المالية المتدنية للشركة، إلاَّ أن السهم خسر جزءً من مكاسبه بعد ذلك بسبب نفي الشركة لتلك الشائعات منهياً الشهر بارتفاع نسبته 21%. وفي قطاع الزراعة، فقد شهدت معظم الأسهم انخفاضاً، في حين حقق سهمي "الشركة الوطنية للتنمية الزراعية" و "الشركة السعودية للأسماك" الارتفاعات الوحيدة في القطاع بنسبة 22% و 11% على التوالي ليواصلا مكاسبهما القوية للشهر الثاني على التوالي. وأخيراً في قطاع الاتصالات، فقد امتد تأثير المؤشرات المالية المغرية لسهم "الاتصالات السعودية" ليواصل صعوده القوي هذا الشهر بنسبة 31% في ظل توقعات المستثمرين بتواصل نمو أرباح الشركة في الربع الثاني 2003 بعد طرح إضافات جديدة على خدمة الجوال مؤخراً واستمرار نمو مبيعات الجوال. وقد سجل سهم الشركة إغلاقا قياسياً جديداً عند 399.75 ريالاً يوم 14 يونيو ليحقق بذلك ارتفاعاً قدره 135% منذ إدراجه بداية العام. توقعـات الشهر المقبل: نتوقع أن يظل السوق متماسكاً عند مستوياته العليا بانتظار إعلان النتائج المالية للربع الثاني 2003 للشركات السعودية المساهمة ، وخصوصاً النتائج المالية للشركتين العملاقتين "الاتصالات السعودية" و "سابك"، والتي ستحدد الاتجاه المستقبلي للسوق.