المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قليل جدا هم من يهرفون بما يعرفون!" (( مقال رائع ))


Fadel
16-01-2006, 10:23 PM
قليل جدا هم من يهرفون بما يعرفون!"
فيصل الأحمد القاضي - - - 16/12/1426هـ
في زمننا هذا، قليل جدا هم من "يهرفون بما يعرفون". وقبل أن تذهب بك الظنون، عزيزي القارئ المتفهم المحسن الظن، إلى أن هذا الكاتب الضعيف لله "الأصغر سنا" يدعي أنه عضو – أو حتى حامل أوراق – في جمعية "الهارفين"، أؤكد لك أني لست إلا حامل رسالة كتب عليها (لا تقتلوا الرسول) بنقدكم.و بما أن الله عز و ج لم يخلقني نبيا ولا ملاكا ولا حتى رجلا شديد الصلاح، كنت آدميا ضعيفا أنانيا (ومن منا ليس بأناني؟ إلا من رحم ربي)، أريد الخير لي وحدي لا شريك لي به – وإن أسرفت فلعائلتي – ولكن ما قرأت من علم مفيد في إحدى المجلات الاقتصادية أبيت ألا أن أظهره لتعم الفائدة. شيء ما –وطنية؟ إنسانية؟ سمه ما شئت – دفعني للجلوس وكتابة هذه المقالة لأن (من كتم علما ألجمه الله لجاما من نار يوم القيامة)، أو كما قال رسولنا الذي لا ينطق عن الهوى.
قليلة هي المجلات التي أحتفظ بها لكن هذا العدد "غير". وجدت في هذه المجلة المتخصصة في الاقتصاد عصارة تجارب وكما هائلا من المعلومات والحكمة بدون إسهاب ولا تسويف. هو تحقيق شمل عددا جيدا من أنجح رجال الأعمال والأموال ومن "يهرفون بما يعرفون" في الولايات المتحدة والعالم. موضوع التحقيق يدور حول السؤال التالي "ما أفضل نصيحة تلقيتها في حياتك؟". كل منهم أوجز وأفاد فنتج ما خف وزنه وثقلت قيمته.وأ تمنى أن يلاحظ قارئي الفطن أن كثيرا من النصائح التي تلقاها هؤلاء "الناجحون" قد تكون من أناس بسطاء أو ليس لهم علاقة من قريب أو حتى بعيد بدنيا المال والأعمال – كفانا الله وإياكم من مكرها – كالأم ربة البيت أو الأب المتقاعد أو غيرهما، فبيت القصيد هنا هو تأثير – والأهم صلاحية – النصيحة لا مركز مقدمها.
وحسبي – ولا أحسب على الله شيئا – أن هذا مما لا يجده المرء دائما أو قد لا يجد هذا الكم والكيف من المعلومات مقدمة على طبق من ذهب في حياته كلها، أو هكذا أظن، فأحببت أن أنقل لكم بعضا منها علها تجد من يستفيد منها وتكون عونا له في توسيع مجال رزقه، والله من وراء القصد. علما بأنها موجهة لنفسي أولا ولمن في قلبي لهم مودة خاصة وإجلال كبير، ألا هم "رواد الأعمال أو الانتربرنورز" ثانيا لأنهم – سدد الله خطاهم وأنالهم مبتغاهم – يقبلون النصيحة، بل يطلبونها. وما أحوجهم لنصيحة ممن نال مبتغاهم. أما عالية قوم الأعمال و جال المال فـ"أناهم" لا تسمح لهم بذلك وهم "أبخص" بأعمالهم, أتمنى بصدق أن أرى مثل هذا التحقيق - الذي لا يتطلب الكثير- في إعلامنا المقروء عن الناجحين من أبناء جلدتنا، وهم كثر, قد يتبع هذه المقالة أخرى أو أخريات إن "خف ظلي" عليكم. فإلى نصائح من "يعرفون":
- عملاق المال وأحد أنجح المستثمرين في الأسهم، وارين بافت (74 سنة) يقول – وأنصتوا يا أهل الأسهم – أن أفضل نصيحتين تلقاهما هما من والده بن بافت وأستاذه – في جامعة كولومبيا العريقة - بن جراهام. والده طلب منه عدم دخول السوق عندما رآه غير جاهز له. أما أستاذه فقد قال له في بداية مشواره – عندما كان متسرعا كشاب – "أنت لست مصيبا أو مخطئا عندما يوافقك الآخرون الرأي. أنت مصيب إذا كانت معلوماتك وتحليلاتك صائبة". لا يخطر في بالي الآن إلا ما أسمعه يوميا من مضاربي أسهمنا، "أبو محمد يقول صحيح سهم "سابك" سوف يرتفع. أبو عبد الرحمن يقول لا تراه وصل حده". العبرة هي تحليلك المنطقي للسهم وتوقعك المدروس لمستقبله، لا موافقة أبو عبد الرحمن وأبو محمد معك!
- رجل الأعمال البريطاني المشهور ومؤسس خطوط فيرجن للطيران وفيرجن قروب، ريتشارد برانسن (54 سنة) يقول إن أفضل نصيحتين تلقاهما هما من الطيار المتقاعد فريدي ليكر، الذي قابله قبل أن ينشئ خطوط الطيران. قال له فريدي "لن تستطيع أن تنفق على تسويق وإعلان شركة طيرانك الجديدة أكثر من خطوط الطيران البريطانية. لذا يجب عليك استخدام نفسك للتسويق. اجعل من نفسك أضحوكة وسوف تنجح!". لحسبي أن هذا درس تسويقي خطير ليت بعضنا هنا يعيه – بغض النظر عن الحل المطروح، فالغاية من التسويق لفت الانتباه وليست الإسراف في حملات إعلانية ممجوجة – وأنصتوا يا أهل العقارات والمساهمات. النصيحة الثانية هي أن "الخطوط البريطانية سوف تستخدم كل الألاعيب النظامية ضدك. متى ما حصل هذا، ثلاثة كلمات تهم. فقط ثلاث، ويجب عليك استخدامهما - قاض هؤلاء الـ.....".
- هوارد سكلتز (51 سنة) هو - لمن لا يعرفه - رئيس سلسلة مقاهي ستاربكس. لا أحد يستطيع إنكار ما وصلت إليه هذه الشركة وانتشارها كالنار في الهشيم. لكن لكل نجاح سرا (أو حظا). يقول هوارد إن ناصحه الأول هو وارن بينس، الأكاديمي المتخصص في علوم القيادة. ومن جملة ما نصحه به اختر "اترك ’أناك’ في الخارج وتعرف على الصفات والقدرات التي لا تملكها، ثم قم بتوظيف من يملكها". وإن هذه، لعمري، نصيحة من ذهب. فما أكثر – ولا أبرئ نفسي - الذين يظنون أنهم كاملون، فما بالك بالبحث عن نقاط الضعف! فهم الكل بالكل و"بتاع كله" فلا يتركون مجالا للإبداع في مجالهم أبدا، خوفا من فقدان التحكم. النصيحة الأخرى "قم باستثمار مالك ووقتك بما هو في أوله – أول خط النمو – وفكر في ما بعد الوضع الحالي". هنا يجب ملاحظة أهمية الإبداع والابتكار وعدم حذو طريقة "مع الخيل يا شقراء". يخطر في ذهني الآن ما يحدث لدينا من حمى للتقليد في المغاسل أو صالونات الحلاقة أو المطاعم، فما إن يفتتح محل هنا أو هناك إلا وتجد الشارع يغص بالذين هم "مع الخيل يا شقراء"، فوالله هذا قتل للإبداع وقلة ثقة بالنفس. عليكم بالجديد يا أصحاب الأعمال الجديدة.
- قد لا يعرف بعض الناس الشركة العملاقة بروكتر آند قامبل. ولكن بالتأكيد كلنا نعرف منتجاتها الشهيرة، التي تنوعت من أمواس الحلاقة جيليت ومعجون كرست وحتى فيكس وبرنجلز. رئيس الشركة اي. جي. لافلي (57 سنة) يقول إن أفضل نصيحتين أتتنا من أمه المتوفاة ورئيسه القديم، ستيف دونوفان. أمه قالت له مرارا إن "يتشجع لمساندة معتقداته" أيا كانت، فعندما ضاق ذرعا بوظيفته – في نفس الشركة! – التي يعتقد أنها لا تلبي طموحاته ويقتله فيها البيروقراطية، قدم استقالته لرئيسه ستيف، الذي مزقها وأعطاه إجازة أسبوع. وطلب منه زيارته يوميا في بيته. في هذه الأيام، سمع منه كل ما يضايقه برحابة صدر وتفهم, ثم قال له "أنت تهرب! أنت لا تملك الشجاعة للبقاء وتغيير هذه الأشياء, سوف تهرب من وظيفتك الثانية أيضا!". عندها تذكر نصيحة أمه وبقي هناك حتى أصبح الرئيس! أخي صاحب العمل، حلمك على موظفيك! فأنت لا تعلم، قد يكون لديك "لافلي" آخر. أخي الموظف، اصبر وطور ما استطعت.
- السيدة ميغ ويتمان هي رئيسة شركة اي باي، المزاد والمتجر الالكتروني، الذي طرحت أسهمه منذ بضعة أشهر وحقق إيرادات وارتفاعات مذهلة. تقول ميغ إنها تلقت عددا من النصائح الجيدة، منها نصيحة أبيها عندما كانت طفلة "كوني طيبة مع الآخرين". على الرغم من أن النصيحة تبدو بسيطة، بل سقيمة، إلا أنها في غاية الأهمية. عندما تعاركت ميغ مع طفل آخر، قال لها والدها "ليس هناك أي سبب لتكوني حقودة أو غير طيبة مع أي شخص في أي وقت. لن تعرفي من ستقابلين بعد زمن, وبالمناسبة، لن تغيري شيئا بكونك حقودة مع أحد! عادة لن تصلي إلى أي شيء". وقد نصحها أيضا رئيسها السابق، توم تيرني، بأن "لا تركضي خلف محاولة نسب النجاحات لنفسك، حتى ولو كان هذا صحيحا. إن كنت دوما قريبة من الأشياء الجيدة والنجاحات، سوف تحدث لك". وهذه عين الحقيقة والحكمة معا. فأنت تنجح – على المدى الطويل - عندما تنسب الفضل للآخرين. ولا أريد ذكر أمثلة عن اللهث وراء تبني نجاحات الآخرين هنا، فهي في كل مكان. ومؤكدا أني هنا لا أعني ما يحدث في مجال الرياضة المحلية أبدا!
- صاحبنا هذا من فطاحلة الإدارة، إن صح التعبير وإن لم تبتسموا لسماع كلمة "فطاحلة" فهو – في نظر الكثير ممن "يعرفون" – من أخذ أكبر شركة بالعالم "جنرال إليكتريك"إلى مستويات أعلى من ناحية الإنتاجية والجودة وإدارة الموارد. يقول جاك ويلش (69 سنة) الرئيس السابق لـ "جنرال إليكتريك"، إن أفضل نصيحة تلقاها هي ببساطة "كن نفسك، لا تنس من أنت وكيف وصلت إلى هنا". ناصحه العزيز كان، بول استن، الرئيس السابق للشركة العملاقة كوكاكولا فقد كان صاحبنا في أحد الحفلات – غير الماجنة - التي تخلف اجتماعات رؤساء ومديري الشركة, وقد يكون صاحبنا أخذته فيها بعض العزة أو الغرور – ما أكثر أمثاله – فبدا قليل الكلام أو متحفظا كعادة من يرون في أنفسهم بعض التفوق. صاحبه بول لاحظ ذلك وقال له ما قال فوجد جاك أنه لم يكن "نفسه" أبدا، فلم يصمت أبدا بعدها! هذا ما يقوله واحد من أشهر وأنجح الإداريين في العالم. ليت "ربعنا" يسمعون، الذين ما إن ينجحوا في شيء حتى يصبح لا يرد عليك ولا السلام. للإنصاف، ليس كلهم كذلك. أو كلهم؟ أخبروني لأني لا أعلم! أما أني لا أعرف مشاهير أو أني لا أسلم.

قد يكون للحديث بقية. المصدر (بتصرف) مجلة "فورتشون"، العدد 151، 21 آذار (مارس) 2005.


منقول و اذا كان في بقية سانقلها هنا

تحياتي

همس الاثير
18-01-2006, 03:23 AM
ربما ماتبقى هو مايوضح مافات في بقية الجوانب

جملة فيما سبق "كن نفسك، لا تنس من أنت وكيف وصلت إلى هنا".

هل هذه العبارة صحيحة؟


ألف شكر اخي الكريم

سعد الجهلاني
18-01-2006, 09:10 PM
http://www.al-molatham.net/p2/w/13.gif