المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توصية في الصميم


فوز الفوز
02-01-2006, 11:31 AM
بابُ حفظ اللسان

قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ‏}‏ (javascript:openquran(49,18,18)) ‏[‏ق‏:‏18‏]‏ وقال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏إنَّ رَبَّكَ لَبالمِرْصَادِ‏}‏ (javascript:openquran(88,14,14)) ‏[‏الفجر‏:‏14‏]‏‏.‏ وقد ذكرت ما يَسَّرَهُ اللّه سبحانه وتعالى من الأذكار المستحبة ونحوها فيما سبقَ، وأردتُ أن أضمَّ إليها ما يُكره أو يَحرم من الألفاظ ليكونَ الكتابُ جامعاً لأحكام الألفاظ، ومُبيِّناً أقسامَها، فأذكرُ من ذلك مقاصدَ يحتاج إلى معرفتها كلُّ متدين، وأكثرُ ما أذكره معروف، فلهذا أترك الأدلة في أكثره، وباللّه التوفيق‏.‏

http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=131&CID=34#TOP)[/url]عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أوْ لِيَصْمُتْ‏"‏‏.‏ (1) ("] فصل‏:‏ اعلم أنه لكلّ مكلّف أن يحفظَ لسانَه عن جميع الكلام إلا كلاماً تظهرُ المصلحة فيه، ومتى استوى الكلامُ وتركُه في المصلحة، فالسنّة الإِمساك عنه، لأنه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلُها شيء‏.‏

1/874 وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، (2)[/u] ("]عن أبي موسى الأشعري قال‏:‏ قلتُ يا رسولُ اللّه، أيُّ المسلمين أفضلُ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ‏"‏‏.‏‏.‏ ‏(3)[/u] ("]عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مَنْ يَضْمَنْ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ وَما بينَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ‏"‏‏.‏(4)[/u] ("]عن أبي هريرة،أنه سمع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إِنَّ العَبْدَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيها يَزِلُّ بِهَا إِلَى النَّارِ أبْعَد مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ‏"‏ وفي رواية البخاري‏:‏ ‏"‏أبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ‏"‏ من غير ذكر المغرب، ومعنى يتبين‏:‏ يتفكر في أنها خير أم لا‏.‏ (5)[/u] ("]عن أبي هريرة،عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما يُلْقِي لَهَا بالاً يَرْفَعُ اللَّهُ تَعالى بها دَرَجاتٍ، وَإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخْطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِها في جَهَنَّمَ‏"‏ قلت‏:‏ كذا في أصول البخاري ‏"‏يَرْفَعُ اللَّهُ بِها دَرَجاتٍ‏"‏ وهو صحيح‏:‏ أي درجاته، أو يكون تقديره‏:‏ يرفعه، ويُلقي بالقاف‏.‏ (6)[/u] ("]عن بلال بن الحارث المزني رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما كَانَ يَظُن أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ؛ يَكْتُبُ اللَّهُ تَعالى لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إلى يَوْمِ يَلْقاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى ما كانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ؛ يَكْتُبُ اللَّهُ تَعالى بِها سَخَطَهُ إلى يَوْمِ يَلْقَاهُ‏"‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ ‏(7)[/u] ("]عن سفيان بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول اللّه‏!‏ حدّثني بأمر أعتصم به، قال‏:‏ ‏"‏قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول اللّه‏!‏ ما أخوف ما يخاف عليّ‏؟‏ فأخذ بلسان نفسه ثم قال‏:‏ ‏"‏هَذَا‏"‏‏.‏

قال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ ‏(8)[/u] ("]عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال‏:‏قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تُكْثِرُوا الكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فإنَّ كَثْرَةَ الكَلامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعالى قَسْوَةٌ للْقَلْبِ، وَإنَّ أبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ تَعالى القَلْبُ القَاسِي‏"‏‏.‏‏(9)[/u] ("]عن أبي هريرة قال‏:‏قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مَنْ وَقاهُ اللّه تَعالى شَرَّ ما بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَشَرَّ ما بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الجَنَّةَ‏"‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن‏.‏ (10)[/u] ("]عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه قال‏:‏قلتُ يا رسولَ اللّه، ما النجاة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ على خَطِيئَتِكَ‏"‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن‏.‏ (11)[/u] ("]عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه،عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذَا أصْبَحَ ابْنُ آدَم فإنَّ الأعْضَاءَ كُلَّها تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ‏:‏ اتقِ اللَّهَ فِينا فإنما نَحْنُ مِنْكَ، فإنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنا، وَإنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا‏"‏‏.‏‏(12)[/u] ("]عن أُمِّ حبيبة رضي اللّه عنها،عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كُلُّ كَلامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لا لَهُ، إِلاَّ أمْراً بِمَعْرُوفٍ، وَنَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ، أوْ ذِكْراً للّه تَعالى‏"‏‏.‏‏‏{‏تَتَجافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجعِ‏}[/u] ("]عن معاذ رضي اللّه عنه قال‏:‏قلت‏:‏ يا رسول اللّه‏!‏ أخبرني بعمل يُدخلني الجنة ويُباعدني من النار، قال‏:‏ لَقَدْ سألْتَ عَنْ عَظِيمٍ وإنَّهُ لَيَسِيرٌ على مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ‏:‏ تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتِي الزَّكاةَ، وَتَصًومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ، ثم قال‏:‏ ألا أدُلُّكَ على أبْوَابِ الخَيْرِ‏؟‏ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِىءُ الخَطِيئَةَ كما يُطْفىءُ المَاءُ النارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ في جَوْفِ اللَّيْلِ، ثم تلا (13)[/color] (javascript:opencomment('‏‏(‏ الترمذي ‏(‏2619‏)‏ ‏.‏ ويفيد‏:‏ بيان خطر اللسان، وأنه إذا لم يُحفظ من المعاصي والشرور كان سبباً في هلاك الأعضاء كلها، وفي كبِّ صاحبه على وجهه في النار‏.‏‏)‏ ‏'))

14/887 وروينا في كتاب الترمذي وابن ماجه، (14) ("]عن أبي هريرة،عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏منْ حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنِيهِ‏"‏ حديث حسن‏.‏ ‏(15)[/u] ("]عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص؛أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مَنْ صَمَتَ نَجا‏"‏ (16)[/u] (javascript:opencomment('‏‏(‏كذا في الأصول، وفي النسخ المطبوعة ‏ ‏على عيوب‏ ‏ وهو تصحيف ظاهر‏)‏ ‏')) منها‏:‏

بلغنا أن قسَّ بن ساعدة وأكثم بن صيفي اجتمعا، فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ كم وجدت في ابن آدم من العيوب‏؟‏ فقال‏:‏ هي أكثر من أن تُحصى، والذي أحصيتُه ثمانيةُ آلاف عيب، ووجدتُ خصلةً إن استعملتها سترتَ العيوبَ كلَّها، قال‏:‏ ما هي‏؟‏ قال‏:‏ حفظ اللسان‏.‏

وروينا عن أبي عليّ الفُضَيْل بن عياض رضي اللّه عنه قال‏:‏ مَنْ عَدّ كلامَه من عمله قلّ كلامُه فيما لا يعنيه‏.‏

وقال الإِمامُ الشافعيُّ رحمه اللّه لصاحبه الرَّبِيع‏:‏ يا ربيعُ‏!‏ لا تتكلم فيما لا يعنيك، فإنك إذا تكلَّمتَ بالكلمة ملكتكَ ولم تملكها‏.‏

وروينا عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‏:‏ ما من شيء أحقُّ بالسجن من اللسان‏.‏ وقال غيرُه‏:‏ مَثَلُ اللسان مَثَلُ السَّبُع إن لم تُوثقه عَدَا عليك‏.‏

وروينا عن الأستاذ أبي القاسم القُشيري رحمه اللّه في رسالته المشهورة قال‏:‏ الصمتُ سلامةٌ وهو الأصل، والسكوتُ في وقته صفةُ الرجال؛ كما أن النطق في موضعه أشرفُ الخصال، قال‏:‏ سمعت أبا عليّ الدقاق رضي اللّه عنه يقول‏:‏ مَنْ سكتَ عن الحقّ فهو شيطانٌ أخرس‏.‏ قال‏:‏ فأما إيثار أصحاب المجاهدة السكوتَ فلِمَا علموا ما في الكلام من الآفات، ثم ما فيه من حظّ النفس وإظهار صفاتِ المدح، والميل إلى أن يتميزَ بين أشكاله بحسن النطق وغير هذا من الآفات، وذلك نعتُ أرباب الرياضة، وهو أحدُ أركانهم في حكم المنازلة وتهذيب الخلق، ومما أنشدوه في هذا الباب‏:‏

(17) ("]احفظْ لسانَك أيُّها الإِنسانُ * لا يلدغنَّك إنه ثُعبانُ

كم في المقابرِ من قتيلِ لسانِه * قد كانَ هابَ لقاءَه الشجعانُ

لعمرُك إنَّ في ذنبي لَشُغْلاً * لِنَفْسِي عن ذنوب بني أُمَيَّه



على ربِّي حِسَابُهمُ إليه * تَنَاهَى عِلمُ ذلكَ لا إِليَّهْ

وليسَ بضائري ما قَدْ أتوْهُ * إذا ما اللَّه أصلحَ ما لديَّهْ

http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=131&CID=34#s3

فهد عبدالله
02-01-2006, 11:33 AM
جزاك الله خير الجزاء وكثر الله من امثالك

abo_rasha
02-01-2006, 11:34 AM
جزاك الله خيرً ونفع بك

الحبوب
02-01-2006, 11:38 AM
جميل ان تكون هذي مشاركتك الأولى بارك الله فيك

الصبرزين
02-01-2006, 11:53 AM
جزاك الله خير اخوي

وكتب الله اجرك

تحياتي