معاكم على الخير
19-12-2005, 08:42 PM
يبدو أن السلطات المختصة في منطقة عسير أكثر حزمت أمرها بقوة فاستطاعت إجبار هامور الجنوب الذي أخذ عشرات الملايين من المواطنين على أساس تشغيلها وتوظيفها لصالحهم ثم أخذ يتلاعب بوعوده وعقوده مما جعل المساهمين يشكون أمرهم إلى السلطات المختصة في عسير, التي بادرت إلى اتخاذ اجراءات قوية وفورية نتج عنها رضوخ الهامور وقيامه بتسليم العشرات من المواطنين حقوقهم أو جزء منها على وعد بتسليمهم الجزء الباقي ضمن مهلة متفق عليها بين جميع الأطراف حيث شاهدنا في الصحف المحلية عدداً من المستلمين لحقوقهم وهم يتسلمون شيكات بتلك الحقوق وقد ظهرت على أساريرهم علامات السرور والحبور وكأنهم غير مصدقين أنهم قد نجوا من بين براثن الفك المفترس!
وقد أظهر ضحايا هوامير آخرين في محافظات ومدن أخرى حسرتهم على أموالهم مع أولئك الهوامير الذين حصلوا على أموالهم بالطريقة نفسها التي حصل بها هامور الجنوب على أموال المواطنين في المنطقة, ولكن الفارق أن هامور الجنوب وجد من يُوقفه عند حده مما يوجب الثناء على السلطات المختصة في عسير, أما الهوامير الآخرون فقد طمعوا في أن يخرجوا من قضايا النصب التي خططوا لها ببراعة, إما بصك إعسار أو بتوقيف محدد المدة, أو على الأقل بتنازل عن نسبة من تلك الحقوق من قبل أصحابها لصالحهم بعد يأس من الحصول على جميع تلك الحقوق, وتكون النسبة المتنازل عنها إن حصل ما يتطلعون إليه في نهاية الأمر, تساوي مئات الملايين أو عشرات الملايين في أسوأ الأحوال, ستدخل جيوبهم (باردة مُبردة) حسب ما يتوقعون وهو ما لا نرجو أن يكون, لما لمثل هذا الإجراء إن حصل من نتائج سلبية على قضايا الحقوق المماثلة, لما قد تؤدي إليه من تشجيع لهوامير آخرين على سلوك النهج نفسه طمعاً في النهاية نفسها وهي الفوز عبر تسوية بعشرات الملايين دون أن يضربوا فيها بفأس!, وعندها يصبح بين كل هامور وهامور هامور ثالث!
إننا نحيي الحزم الذي أبدته السلطات المختصة في منطقة عسير تجاه هامور الجنوب حتى أجبرته على رد أموال المودعين ونأمل أن نرى الإجراء القوي نفسه في المدن والمحافظات التي يوجد بها هوامير مماثلون أو أكبر منه.. لأنه لن تنقطع مصائب النصابين إلا بإجراء رادع يجعلهم يعلمون مقدماً أنهم لن ينجوا من العقاب وأنهم سوف يردون جميع ما أخذوه وأنه لن ينالهم إلا التعب والفضيحة وسوء الحال, أما الذين يقعون في الشباك المنصوبة فإن عليهم أن يكونوا أكثر يقظة في المستقبل!!
وللسرقة فنون?!
خرجتُ من الجامع ذات مساء قريب فوجدت فردة من حذائي ولم أجد الأخرى فظننت أن أحد الخارجين من الجامع قد حدفها برجله بعيداً بلا قصد لأنه كان في عجلة من أمره, فأخذت أدور حول نفسي باحثاً عن الفردة الضائعة ثم لاحظت أن آخرين يفعلون مثل ما أفعل فتعجبت من الأمر ولكن عجبي زال عندما رأيت شيخاً خارجاً من الجامع يسألني قائلاً هل لسَعُوا حذاءك? فأجبته لا أظن.. لأن في رجلي اليسرى فردة والرجل الأخرى عاطل فأفهمني الشيخ أن هذه هي الطريقة الجديدة لسرقة الأحذية من المساجد والجوامع وهي أن يأخذ السارق فردة ويدع الأخرى فإذا بحث عنها صاحبها ولم يجدها ترك له الأخرى وذهب في حاله حافياً فيأتي السارق ويأخذ الفردة الأخرى بعد هدوء المكان, فلما فهمت المسألة قلت عليّ وعلى أعدائي! وحملت الفردة الأخرى ووضعتها في سيارتي التي وصلت إليها حافياً, لتنام الفردة هانئة في الدرج الخلفي للسيارة حارماً ذلك اللص من الاستفادة من الفردتين معاً حسب ما خطط ونفّذ, أما رفاقي في الخسارة فلم يهتدوا إلى حيلتي المقابلة لحيلة السارق فتركوا فرداتهم ومشوا حافين تاركين للص إكمال الباقي!
والواقع أن هذا تطور تاريخي لسرقة الأحذية يستحق عليه من اخترعه جائزة من (الكلبشات) المعدنية لأنه فكّر وقدّر! وعلى أية حال فحسبي من هذا الموقف الذي تكرر معي مرات ولكن بأخذ الزوجين من أحذيتي, أنني لم أفعل مثلما فعل (خَوِيّنا) الشاعر العباسي الذي سرقت حذاؤه, فلما لما يجدها قام هو بأخذ حذاء رجل آخر لا ذنب له فيما حصل فلما لبسها وجدها في مقاس رِجل (أندريه) العملاق تسحب وراءه فأخذ يصيح عبر التاريخ:
(قطع الله يميناً
سرقت مني حذائي
أبدلتني بحذاء
نصفه يمشي ورائي)
مع العلم أن ما فعله الشاعر لا يقل كثيراً عما فعله اللص الذي أخذ حذاءه وفرّ هارباً!!
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/20.../Art_297450.XML
وقد أظهر ضحايا هوامير آخرين في محافظات ومدن أخرى حسرتهم على أموالهم مع أولئك الهوامير الذين حصلوا على أموالهم بالطريقة نفسها التي حصل بها هامور الجنوب على أموال المواطنين في المنطقة, ولكن الفارق أن هامور الجنوب وجد من يُوقفه عند حده مما يوجب الثناء على السلطات المختصة في عسير, أما الهوامير الآخرون فقد طمعوا في أن يخرجوا من قضايا النصب التي خططوا لها ببراعة, إما بصك إعسار أو بتوقيف محدد المدة, أو على الأقل بتنازل عن نسبة من تلك الحقوق من قبل أصحابها لصالحهم بعد يأس من الحصول على جميع تلك الحقوق, وتكون النسبة المتنازل عنها إن حصل ما يتطلعون إليه في نهاية الأمر, تساوي مئات الملايين أو عشرات الملايين في أسوأ الأحوال, ستدخل جيوبهم (باردة مُبردة) حسب ما يتوقعون وهو ما لا نرجو أن يكون, لما لمثل هذا الإجراء إن حصل من نتائج سلبية على قضايا الحقوق المماثلة, لما قد تؤدي إليه من تشجيع لهوامير آخرين على سلوك النهج نفسه طمعاً في النهاية نفسها وهي الفوز عبر تسوية بعشرات الملايين دون أن يضربوا فيها بفأس!, وعندها يصبح بين كل هامور وهامور هامور ثالث!
إننا نحيي الحزم الذي أبدته السلطات المختصة في منطقة عسير تجاه هامور الجنوب حتى أجبرته على رد أموال المودعين ونأمل أن نرى الإجراء القوي نفسه في المدن والمحافظات التي يوجد بها هوامير مماثلون أو أكبر منه.. لأنه لن تنقطع مصائب النصابين إلا بإجراء رادع يجعلهم يعلمون مقدماً أنهم لن ينجوا من العقاب وأنهم سوف يردون جميع ما أخذوه وأنه لن ينالهم إلا التعب والفضيحة وسوء الحال, أما الذين يقعون في الشباك المنصوبة فإن عليهم أن يكونوا أكثر يقظة في المستقبل!!
وللسرقة فنون?!
خرجتُ من الجامع ذات مساء قريب فوجدت فردة من حذائي ولم أجد الأخرى فظننت أن أحد الخارجين من الجامع قد حدفها برجله بعيداً بلا قصد لأنه كان في عجلة من أمره, فأخذت أدور حول نفسي باحثاً عن الفردة الضائعة ثم لاحظت أن آخرين يفعلون مثل ما أفعل فتعجبت من الأمر ولكن عجبي زال عندما رأيت شيخاً خارجاً من الجامع يسألني قائلاً هل لسَعُوا حذاءك? فأجبته لا أظن.. لأن في رجلي اليسرى فردة والرجل الأخرى عاطل فأفهمني الشيخ أن هذه هي الطريقة الجديدة لسرقة الأحذية من المساجد والجوامع وهي أن يأخذ السارق فردة ويدع الأخرى فإذا بحث عنها صاحبها ولم يجدها ترك له الأخرى وذهب في حاله حافياً فيأتي السارق ويأخذ الفردة الأخرى بعد هدوء المكان, فلما فهمت المسألة قلت عليّ وعلى أعدائي! وحملت الفردة الأخرى ووضعتها في سيارتي التي وصلت إليها حافياً, لتنام الفردة هانئة في الدرج الخلفي للسيارة حارماً ذلك اللص من الاستفادة من الفردتين معاً حسب ما خطط ونفّذ, أما رفاقي في الخسارة فلم يهتدوا إلى حيلتي المقابلة لحيلة السارق فتركوا فرداتهم ومشوا حافين تاركين للص إكمال الباقي!
والواقع أن هذا تطور تاريخي لسرقة الأحذية يستحق عليه من اخترعه جائزة من (الكلبشات) المعدنية لأنه فكّر وقدّر! وعلى أية حال فحسبي من هذا الموقف الذي تكرر معي مرات ولكن بأخذ الزوجين من أحذيتي, أنني لم أفعل مثلما فعل (خَوِيّنا) الشاعر العباسي الذي سرقت حذاؤه, فلما لما يجدها قام هو بأخذ حذاء رجل آخر لا ذنب له فيما حصل فلما لبسها وجدها في مقاس رِجل (أندريه) العملاق تسحب وراءه فأخذ يصيح عبر التاريخ:
(قطع الله يميناً
سرقت مني حذائي
أبدلتني بحذاء
نصفه يمشي ورائي)
مع العلم أن ما فعله الشاعر لا يقل كثيراً عما فعله اللص الذي أخذ حذاءه وفرّ هارباً!!
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/20.../Art_297450.XML