المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـغـَـنِي ُّ


متوازن
01-10-2005, 12:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الـغـَـنِي ُّ

قال الله تعالى { وأنه هو أغنى وأقنى} النجم 48
وقال الله تعالى {يا أيها الناسً أنتم الفقراءً إلى اللهِ والله ُ هو الغنى الحميدً}فاطر 15

فهو تعالى الغني الذى له الغنى التام المطلق من كل الوجــوه لكماله وكمال صفاته إلتى لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه ولا يمكن أن يكون إلا غنيا ً فإن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا محســنا ً، جوادا ً،براً، رحيما ً كريما ً، والمخـلـوقات بأسرها لا تستغني عنه في حال من أحوالها، فهي مفتقرة إليه في إيجادها، وفي بقائها،وفي كل ما تحتاج أو تضطر إليه، ومن سعة غناه أن خزائن السماوات والأرض والرحمــــة بيده، وأن جوده على خلقه متواصل في جميع اللحـظــات والأوقات، وأن يده سحــاء الليــل والنهار، وخيره على الخلق مدرار.
ومن كمال غناه وكرمه أنه يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم وإسعافهــم بجميع مرادهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه وما لم يسألوه، ومن كمال غناه أنه لــو اجتمع أول الخلق وآخرهم وفي صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلا منهم ما سأله وما بلغت أمانيه ما نقص من ملكه مثقال ذرة. ومن كمال غناه وسعة عطاياه ما يبسطه على أهل دار كرامته من النعيم واللذات المتتابعات، والخيرات المتواصلات، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ومن كمال غناه أنه لم يتخذ صاحبة، ولا ولدا ً، ولا شريكا ً في الملك، ولا وليا من الذل، فهو الغني الذي كمل بنعوته وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته.( والخلاصة أن الله الغني الذي له الغنى التام المطلق من كل الوجوه وهو المغني جميع خلقه، غنى عاما، والمغني لخواص خلقه، بما أفاض على قلوبهم، من المعارف الربانية،
والحقائق الإيمانية) 1

1- من تفسير الشيخ العلامة عبدا لرحمن بن ناصر السعدي

من كتاب اسماء الله الحسنى
لفضيلة الشيخ سعيد على بن وهف القحطاني... حفظه الله