المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الساحل التونسي: بانوراما رائعة في قلب المتوسط


ابوفهد
01-07-2002, 12:30 AM
مزيج فريد على ساحل تونس يجمع التراث العريق ومشروعات السياحة الحديثة في تناغم يجذب ملايين السياح.

يُبرز الساحل التونسي مخزونا ثقافيا فريدا للحضارات التي تعاقبت على تونس لاكثر من 3000 عام. ففيه مدن شيدت على ضفاف المتوسط بأسوارها وقلاعها عبر العصور. وبه حقول تكسوها أشجار الزيتون التي جاء بها الفينيقيون ليؤسسوا مدينة قرطاج عام 814 قبل الميلاد. وفيه آثار الفتح الاسلامي منذ دخول عقبة بن نافع الى تونس. وعلاوة على كل ذلك يضم عناقيد من الفنادق الفاخرة التي أنشئت بفن معماري أصيل لتكون وجهة مفضلة للآلاف من السياح، وباقة جميلة من المهرجانات الفنية والثقافية التي يستطيع السائح ان يختار منها ما يشاء.
والساحل التونسي، كما يعرفه التونسيون، لا يضم فقط المدن التي تحاذي الشواطئ، بل يشمل مدنا وقرى بكاملها تضمها وحدة جغرافية وطبيعية واقتصادية واجتماعية متجانسة تقع بين صفاقس جنوبا والقيروان غربا ونابل شمالا، وأشهرها سوسة التي يطلق عليها التونسيون جوهرة الساحل، والمهدية والمنستير بالإضافة إلى المدن الصغرى مثل مساكن والمكنين وقصر هلال وحمام سوسة وقصور الساف والجم.

وتحوّل الساحل التونسي خلال السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية جذابة يؤمها حوالي مليون و600 ألف سائح عربي وأجنبي يتوفر لهم أكثر من 190 فندقا سياحيا فاخرا و75 ألف سرير بالإضافة إلى ما يجده السائح من امكانيات متنوعة للترفيه والراحة مثل الموانئ الترفيهية والمدن السياحية المندمجة والخدمات الجيدة.

سوسة، جوهرة الساحل التونسي
تعرف سوسة في كتب التاريخ باسم حضرموت، وتعاقبت على أرضها حضارات البحر المتوسط ابتداء من الحضارة الفينيقية إلى الحضارة العربية الإسلامية مرورا بالحضارة الرومانية. وتلاحقت هذه الحضارات لتفرز شعبا ميّالا إلى التفتح والاعتدال ويمتلك من الخصائص الثقافية ما رسّخ فيه تقاليد التسامح والتمسّك بالقيم الإنسانية، ومبادئ الحضارة العربية الإسلامية الأصيلة التي تميز شخصية الفرد التونسي بصفة عامة.

وتأسّست مدينة سوسة في أواخر القرن العاشر قبل الميلاد على أيدي الفينيقيين القادمين من صور ببلاد الشام حاملين في سفنهم جرار الزيت وأشجار الزيتون التي تكسو الساحل التونسي وهم من اطلق عليها اسم "حضر موت"، وشيدوا بها ميناء تجاريا يعد من أنشط المواني في حوض البحر المتوسط. وتحولت المدينة بمرور الوقت إلى مركز تجاري وحضاري كبير.